0 تصويتات
في تصنيف إسلامية بواسطة (3.7مليون نقاط)

خطبة الجمعة القادمة بعنوان بم نستقبل رمضان

خطبة جمعة مكتوبه بعنوان بم نستقبل رمضان

خطبة الجمعة القادمة بعنوان استقبال رمضان 2022 

بم نستقبل رمضان

بتاريخ: 22 شعبان 1443هـ– الموافق 25 مارس2022م

شاهد أيضاً //

خطبة جمعة بعنوان الاستعداد لشهر رمضان المبارك 2022

خطبة جمعة مكتوبه بعنوان آخر أيام شعبان ودخول رمضان 2022

العنصر الأول: ١- رمضان ضيف كريم

العنصر الثاني: ٢- حال الناس في استقبال رمضان

العنصر الثالث ٣-استقبال السلف الصالح لرمضان

العنصر الرابع 4-من فضائل ونفحات رمضان

الخطبة

الحمد لله ؛ نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونستغفره ؛ ونؤمن به ونتوكل عليه ؛ ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله “اللهم صل على نور الأنوار، وسر الأسرار وترياق الأغيار، ومفتاح باب اليسار، سيدنا محمد المختار، وأله الأطهار وأصحابه الأخيار، عدد نعم الله وأفضاله آمين”. اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تحيي بها روحي، وتوفر بها فتوحي، وترفع بها حجبي، وتنور بها قلبي، وتؤكد بها حبي، وتحقق بها قربي، وتزكي بها لبي، وتفرج بها كربي، وتكشف بها غمي، وتغفر بها ذنبي، وتستر بها عيبي، وتهيئني لرؤيته ومشاهدته، وتسعدني بمكالمته ومشافهته، وعلى أله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين”. ” اللهم صل على سيدنا محمد، صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال و الآفات، وتقضي لنا بها جميع الحاجات، وتطهرنا بها من جميع السيئات، وترفعنا بها عندك أعلى الدرجات، و تبلغنا بها أقصى الغايات، من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات، وعلى أله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا”..

أما بعد:

فاتَّقُوا الله -أيُّهَا المسْلِمون-؛ (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)[الطلاق: 5].

فيا أيها الناس: بعد أيام سيحل بنا ضيف كريم -بإذن الله-، ضيف يمر بنا كل عام وهو محمل بالعطايا والخيرات من رب الأرض والسموات, من أدرك هذا الضيف وربح مما فيه من الخيرات؛ فقد ربح خيرا كثيرا, إنه يمر بالعالم الإسلامي بأسره, إنه شهر التائبين, شهر المتصدقين, شهر الفقراء والمساكين, شهر المنفقين والباذلين, شهر التالين والمصلين, شهر لكل من أراد الخير؛ ولهذا ينادى فيه: يا باغي الخير أقبل, ويا باغي الشر أقصر!.

وحري بالمؤمن الفطن أن يتفكر في نفسه, ويستعد لهذا الشهر؛ حتى لا يفوته الخير, ويكون من المحرومين, والعياذ بالله!.

عباد الله: بعد أحد عشر شهرا خلت, مر فيها على المسلم فتن وشهوات ونكبات ومحن, ثم يجيء رمضان ليمسح عنا كدر الحياة, ولتقلب صحائفنا بيضاء نقية؛ رحمةً من الله, فلنقدر لهذا الشهر قدره, ولنتعرف على ما فيه من الخيرات لنتعرض له, ولنجاهد أنفسنا فيه قدر المستطاع؛ فهو كما قال -سبحانه-: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ)[البقرة: 184].

أيها المؤمنون: كيف نستقبل موسما بهذه الصفة والمكانة؟.

يجب على المؤمن أن يجلس مع نفسه جلسة صادقة, يرتب فيه أوراقه وملفات حياته, وما هي مشاريعه الخيرية في رمضان؟.

وليقرأ في سيرة السلف؛ كيف كانوا يستقبلون رمضان؟, وكيف يعدون العدة له؟, لم يكونوا يستقبلونه بالمأكولات ولا بالمشروبات, ولا بالزينة والفوانيس, ولا بالأغاني والأناشيد؛ فكل هذه كانت من ترهات العوام الذين لا يقدرون للشهر قدره, أما أهل العلم وأهل العبادة فقد كانت نظرتهم لهذا الشهر نظرة أخرى؛ كانوا يرونه فرصة لا تعوض أبدا, ولربما كانوا يرون أنهم لن يدركوه العام القادم, فكانوا يستغلون كل دقيقة فيه, وكانوا يهذبون أنفسهم, ويطهرونها من أدران الذنوب, التي ربما صدتهم أو أخرتهم عن المسابقة في الخيرات في شهر رمضان، وكانوا يتمنون لو كان رمضان السنة كلها.

قال عمر بن عبد العزيز: "كان المسلمون يقولون عند حضور شهر رمضان: اللهم قد أظلنا شهر رمضان وحضر؛ فسلمه لنا وسلمنا له, وارزقنا صيامه وقيامه, وارزقنا فيه الجد والاجتهاد والنشاط, وأعذنا فيه من الفتن", وقال معلى بن الفضل: "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم", وقال يحيى بن أبي كثير: "كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان, وتسلمه مني متقبلا".

وكان بعضهم يترك العمل والكسب إلا ما يتقوت به, ويتفرغ للعبادة, وكان كثير من أهل العلم يتوقفون عن دروس العلم ويشتغلون بالقرآن, ويقولون: "شهر رمضان هو شهر القرآن".

وكانوا يتلمسون أهل الحاجة والفقر؛ ليغنوهم في رمضان, ويبدؤون بالأقارب, ثم الجيران, ثم بقية المسلمين.

اللهم بلغنا رمضان, وارزقنا فيه الصيام والقيام وصالح الأعمال, أقول ما سمعتم, وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدي ولوالديكم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على نبيه, وعلى آله وصحبه ومن تبعه, وبعد:

فيا أيها الناس: ها هي نسائم رمضان لاحت في الأفق, بدأ يشمها أهل المسابقة للخيرات, الذين يخشون فوات كل لحظة منه بلا استغلال.

رمضان ميدان للعمل والمثابرة, ميدان للمسابقة والتشمير, ينبغي على العبد أن يسعى فيه بكل قوته على تحصيل الخير, والفوز مع الفائزين, وأن يطهر قلبه ونفسه من الأدران, ومن ظلمات الشهوات والشبه؛ ليخرج من رمضان نقيا من الذنوب, سليم القلب, نقي الصحائف, قد تخلص من أخلاق السوء, وازداد من الأخلاق الفاضلة التي تُدرس في رمضان, وإن هذا ليسهل على من استعد لرمضان فروض نفسه على فعل الخير؛ من تلاوة للقرآن, ومكث في المسجد, وإخراج صدقات, وكثرة ذكر لله؛ حتى تصفو نفسه, ويطهر قلبه, وتسهل عليه العبادات في رمضان فيسابق إليها.

معاشر المسلمين: ها قد جاء شهر التوبة والمصالحة, فكم سوفنا في التوبة, والتماس المعاذير!, والآن قد مد الله في أجلك, وبلغت رمضان؛ فلا تفوت على نفسك التوبة من كل إثم وخطيئة, وفعل سيئٍ وقبيح؛ (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)[البقرة: 222].

هل تذكرون رمضان قبل الماضي؟! كان الناس في حجر, ويصلون في بيوتهم, وكان الناس يتمنون أن يسمعوا صوت الإمام في الصلاة, والآن رجع الناس لمساجدهم ولله الحمد, وحصلت الأمنيات, فلا تكن ممن وعد فأخلف, وممن ذاق حر الفقد ثم نكث!.

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

اللهم أدم علينا أمننا وعافيتنا, وارفع عنا وعن المسلمين البلاء والمرض, اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ, اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ, اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ, رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

نسأل الله أن يرزقنا لسانًا ذاكرًا شاكرًا ؛ وقلبًا خاشعًا ؛ وعملا صالحًا متقبلًا

الدعاء

عباد الله:

ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

فصلُّوا وسلِّموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ وسلِّم تسليمًا كبيرًا.

• نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، ويمنحهم الفقه في دينه، وأن يوفقنا وإياهم لشكر نعمه، والاستعانة بها على طاعته ونفع عباده.

اللهم ادفَع عنَّا الغَلاء والرِّياء، والربا والزنا والزلازل، والمِحَن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا ، وعن سائر بلاد المسلمين عامَّة يا رب العالمين.

اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح واحفظ ولاة أمورنا.

• اللَّهمّ انصر الإسلام والمسلمين نصراً مؤزراً بجندك وأوليائك يا رب العالمين، اللَّهمّ حرّر المسجد الأقصى على رايات الإيمان وصَيحة التكبير، وارزقنا فيه صلاةً طيبة مباركة، اللَّهمّ انصر المجاهدين في كُلِّ أرض يُذكر فيها اسمك، اللَّهمّ اكشف همّهم وادفع غمّهم، واجمع شملهم، واجبر كسرهم، وفكَّ أسرهم، وحقّق بالصالحات آمالهم، واختم بالطاعات أعمالهم.

• اللَّهمّ إني أسألك لي ولإخواني أن تجمعنا تحت ظِلِّ عرشك، وأن تجعل عملنا خالصاً لوجهك تثقِّل به الميزان، وتحقق به الإيمان، وتفكُّ به الرهان، وتخسأ به الشيطان إنَّك وليُّ ذلك والقادر عليه، وصلَّى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين وعن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا بمنِّك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين يا رب العالمين.

اللهم ألِّف بين قلوب المسلمين على الحق يا أرحم الراحمين، اللهم أصلح ذات بينهم واهدهم سبل السلام وانصرهم على عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز، اللهم انصر دينك وكتابك وسنَّة نبيك يا قوي يا عزيز.

اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين ونفث كرب المكروبين من المسلمين، اللهم واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين يا رب العالمين، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، اللهم ضاعف حسناتهم وتجاوز عن سيئاتهم يا أرحم الراحمين.

اللهم يا رب العالمين يا رحمن يا رحيم يا مالك يوم الدين اللهم أغثنا، اللهم أنت الغني ونحن الفقراء اللهم أغثنا، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منَّا يا رب العالمين، اللهم أنزل علينا الغيث، اللهم أغثنا غيثا عاجلا يا أرحم الراحمين.

اللهم أعذنا وذرياتنا من إبليس وذريته وجنوده وشياطينه يا رب العالمين، اللهم أعذ المسلمين من الشيطان الرجيم من إبليس وذريته والشياطين وجنوده يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير.

اللهم اجعل بلادنا آمنة مطمئنة رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح اللهم ولاة أمورنا...

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله. اللهم أعذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأعذنا من شر كل ذي شرٍ يا رب العالمين.

﴿ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 90 - 91].

اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (3.7مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
خطبة الجمعة القادمة بعنوان استقبال رمضان 2022

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع مدينة العلم، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...