خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة مكتوبة بالتشكيل قابلة للنسخ بعنوان كيفية التعامل مع الأزمات والكوارث
خطبة الجمعة مكتوبة بالتشكيل قابلة للنسخ بعنوان كيفية التعامل مع الأزمات والكوارث
سلام الله عليكم بالخير والبركات أعزائي الزوار الباحثين عن خطب الجمعة، خطب أعياد المسلمين والمسلمات، خطب محطة التزود للتقرب والرجوع إلى الله. نرحب بكم من هنا من منبر موقع مدينة العلم www.madeilm.net يقدم لكم افضل الخطب المكتوبة الجاهزة للطباعة والقابلة للنسخ من هنا. وحيث نقدم لكم خطب الجمع المعاصرة, وكذلك خطب الجمعة في المناسبات الدينية والتواريخ الهجرية الجديدة، وكذلك نبث لكم الخطب المكتوبة والمشكلة والجاهزة التي تتحدث عن مايحدث في البلدان العربية. وإليكم نقدم لكم خطبة الجمعة بعنوان...خطبة الجمعة مكتوبة بالتشكيل قابلة للنسخ بعنوان كيفية التعامل مع الأزمات والكوارث .
محتويات الخطبة:-
أولاً : موقف المسلم من الأزمات المالية ثانياً : البركة والمحق في الرزق من أفعال الله
ثالثا : ثبوت بركة الله على عباده بالحس رابعاً : تحري الحلال المشروع في الكسب
خامساً : الصدق في التجارة
سادساً : النهي عن تحصيل الأموال بالطرق المحرمة
1- تحريم كسب المال عن طريق الربا 2- تحريم الكسب عن طريق السرقة والانتهاب
2- تحريم الكسب عن طريق الرِّشوة 4- تحريم الكسب عن طريق الاحتكار
سابعاً : التنفيس والتيسير عن أصحاب الكربات , وإدانة المحتاجين
الحمدُ لله اللطيف الرؤوف المنَّانِ ، الْغَنِيِّ القويِّ السِّلْطَان ، الحَلِيمِ الكَرِيم الرحيم الرحمن ، المحيطِ عِلْمَاٍ بما يكونُ وما كان ، يُعِزُّ وَيُذِلُ ، ويفُقِرُ ويغُنِي ، كلَّ يوَم هُو في شان .
وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحْدَه لا شريكَ له الملِكُ الدَّيَّان .
وأشهد أنَّ محمداً عَبْدُهُ ورسولُهُ , المبعوثُ إلى الإِنس والجان .
صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهمَ بإحسان ، وسلم تسليما , ما توالت الأزمان ..
أولاً : موقف المسلم من الأزمات المالية
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : الْأَمْنُ وَالشِّبَعُ نِعْمَتَانِ يَطْلُبُهُمَا كُلُّ النَّاسِ ، وَالْخَوْفُ وَالْجُوعُ عُقُوبَتَانِ يَفِرُّونَ مِنْهُمَا ، وَالْهِجْرَاتُ الْجَمَاعِيَّةُ مِنَ الدُّوَلِ الْمُضْطَرِبَةِ ، وَتَرْكُ النَّاسِ بُيُوتَهُمُ الَّتِي عَمَرُوهَا ، وَمُفَارَقَةُ دِيَارِهِمُ الَّتِي نَشَؤُوا فِيهَا ، وَالْبَحْثُ عَنْ غُرَبَاءَ يُؤْوُونَهُمْ ، وَيَتَجَرَّعُونَ عِنْدَهُمْ كَأْسَ الذُّلِّ وَالْهَوَانِ ، إِنَّمَا هُوَ بِسَبَبِ الْفِرَارِ مِنَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ، وَطَلَبِ الْأَمْنِ وَالرِّزْقِ .
وَوَاجِبٌ عَلَى الْمُسْلِمِ إِنْ أَرَادَ مَوْقِفًا صَحِيحًا فِي مِثْلِ هَذِهِ الْكَوَارِثِ الْمُتَوَقَّعَةِ أَنْ يَصْدُرَ عَنِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ; فَفِيهِمَا الرَّشَادُ لِلْمُسْتَرْشِدِينَ ، وَدَلَالَةُ التَّائِهِينَ ، وَمَنْ أَخَذَ بِهِمَا فَلَنْ يَضِلَّ أَبَدا .
وعقيدة المسلم : أنَّهُ لَنْ يَحْصُلَ شَيْءٌ كَبُرَ أَوْ صَغُرَ إِلَّا بِعِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَدَرِهِ ; فَحَقٌّ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَلْجَؤُوا إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ فِي كُلِّ مَا يُحَاذِرُونَهُ مِنْ كَوَارِثَ وَمُشْكِلَاتٍ .
قال تعالى : ( قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ) , الْأَنْعَامِ: 63-64 .
وَعن ابْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “ كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ , قَالَ : وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ “؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وَعن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : “ جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ يُخَاصِمُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقَدَرِ فَنَزَلَتْ : (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : لِنُوقِنْ تَمَامَ الْيَقِينِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَا ضَيَّعَ الْبَشَرَ حِينَ خَلَقَهُمْ ، وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَدْ كَفَلَ أَرْزَاقَهُمْ ، وَمَا مِنْ مَوْلُودٍ يَفِدُ إِلَى الدُّنْيَا إِلَّا وَرِزْقُهُ مَعَهُ ، وَلَكِنَّ الْبَشَرَ أَفْسَدُوا فِي الْأَرْضِ ، حَتَّى ضَاقَتِ الْأَرْزَاقُ ، وَنُزِعَتِ الْبَرَكَاتُ .
أَيُّهَا النَّاسُ : لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْأَرْضَ وَمَا عَلَيْهَا ، وَأَسْكَنَهَا آدَمَ وَذُرِّيَّتَهُ جَعَلَ فِيهَا مِنَ الْأَرْزَاقِ وَالْمَنَافِعِ مَا تَصْلُحُ بِهِ أَحْوَالُهُمْ ، وَيَسْتَقِرُّ مَعَاشُهُمْ ، وَيَحْفَظُ عَلَيْهِمْ أَمْنَهُمْ .
قال تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) , [الْبَقَرَةِ : 36] .
وقال سبحانه : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) , سورة الْمُلْكِ : 15 .
وَنَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , أَنَّ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ بِيَدِهِ ، وَهُوَ الْحَكَمُ الْعَدْلُ الرَّحِيمُ بِعِبَادِهِ ، وَلَمْ يَتْرُكْ ذَلِكَ لِعِبَادِهِ وَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ وَالظُّلْمِ ; فَلْنُؤْمِنْ بِاللَّهِ تَعَالَى ، وَلْنُعَلِّقْ قُلُوبَنَا بِهِ سُبْحَانَهُ ، وَلْنَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ، وَلْنُسَلِّمْ أَمْرَنَا إِلَيْهِ ; فَهُوَ أَرْحَمُ بِنَا مِنَ النَّاسِ .
ثانياً : البركة والمحق في الرزق من أفعال الله
اعْلَمُوا أيها الناس : أَنَّ الله مَالِكُ الْمُلْكِ ، وَمُدَبِّرُ الْأَمْرِ، وَرَازِقُ الْخَلْقِ ، وَذَلِكَ مِنْ بَرَكَاتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ .
قال تعالى : (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) , غَافِرٍ : 64 .
وَفِي دُعَاءِ الْوِتْرِ نَقُولُ : " إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ "؛ رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ .
وَعَقِبَ كُلِّ صَلَاةٍ نَقُولُ فِي أَذْكَارِهَا الْبَعْدِيَّةِ : " اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " ؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وَهَذَا الِاعْتِرَافُ الدَّائِمُ بِالرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : هُوَ طَلَبٌ لِلْبَرَكَةِ مِنْهُ سُبْحَانَهُ فِي أُمُورِنَا كُلِّهَا ؛ لِمَسِيسِ حَاجَتِنَا إِلَى الْبَرَكَةِ الَّتِي هِيَ سَبَبُ السَّعَادَةِ وَهَنَاءِ الْعَيْشِ وَرَغَدِهِ ، وَخَوْفًا مِنَ الْمَحْقِ الَّذِي هُوَ سَبَبُ الشَّقَاءِ وَالتَّعَاسَةِ وَالْفَقْرِ وَالْجُوعِ .
إِنَّ الْبَرَكَةَ وَالْمَحْقَ : وَصْفَانِ مُؤَثِّرَانِ فِي الْأَرْضِ وَمَا فِيهَا , مِنْ أَرْزَاقٍ وَأَمْوَالٍ .
وَهُمَا : مِنْ أَفْعَالِ الرَّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ ، فَإِذَا بَارَكَ رِزْقًا قَلِيلًا وَسِعَ النَّاسَ كُلَّهُمْ مَهْمَا بَلَغُوا، وَإِذَا مَحَقَ شَيْئًا لَمْ يَكْفِ صَاحِبَهُ وَلَوْ كَانَ كَثِيراً .
وَكَمَا أَنَّ الْبَرَكَةَ : هِيَ كَثْرَةُ الْخَيْرِ وَدَوَامُهُ وَلَوْ بَدَا لِلنَّاسِ قَلِيلًا .
فَإِنَّ الْمَحْقَ : قِلَّةُ الشَّيْءِ وَزَوَالُهُ وَلَوْ كَانَ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ كَثِيراً .
ثالثا : ثبوت بركة الله على عباده بالحس
وَهَذِهِ الْبَرَكَةُ ثَابِتَةٌ بِالْحِسِّ : فَإِنَّ النَّاسَ يَقْتَطِعُونَ جُزْءًا يَسِيرًا مِنَ الْأَرْضِ يَزْرَعُونَهُ ، فَيَنْتُجُ مِنَ الطَّعَامِ مَا يُشْبِعُ عَدَدًا كَثِيرًا مِنْهُمْ ، وَأَكْثَرُ الْمُزَارِعِينَ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا يَعِيشُونَ وَأُسَرُهُمْ طَوَالِ حَيَاتِهِمْ عَلَى مَا تُنْتِجُهُ أَرَاضِيهِمْ مِنْ خَيْرَاتٍ ، وَأَكْثَرُ الْبِلَادِ الْفَقِيرَةِ يَعِيشُ أَفْرَادُهَا عَلَى الزِّرَاعَةِ ، وَلَوْلَاهَا لَهَلَكُوا، بِدَلِيلِ أَنَّ الْبِلَادَ الَّتِي يُحْبَسُ عَنْهَا الْمَطَرُ، وَيُصِيبُهَا الْجَفَافُ يَهْلِكُ أَفْرَادُهَا مِنَ الْجُوعِ .
وَهَذِهِ الْبَرَكَةُ فِي الْأَرْضِ ثَابِتَةٌ بِنَصِّ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَصِفُ خَلْقَهُ لِلْأَرْضِ : (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا) , فُصِّلَتْ : 10
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ , سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ , أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ , فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ " , رَوَاهُ الشَّيْخَانِ .
وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : لَمَّا بَارَكَ الْأَرْضَ جَعَلَ لِبَرَكَةِ الْخَيْرَاتِ فِيهَا أَسْبَابًا إِنْ أَخَذَ النَّاسُ بِهَا بَارَكَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ فِي أَرْزَاقِهِمْ فَكَفَتْهُمْ وَفَاضَتْ عَنْهُمْ وَلَوْ بَدَتْ لِلنَّاسِ قَلِيلَةً، كَمَا جَعَلَ سُبْحَانَهُ لِلْمَحْقِ أَسْبَابًا إِنْ أَتَاهَا النَّاسُ مُحِقَتْ بَرَكَةُ أَرْزَاقِهِمْ؛ فَلَا تَكْفِيهِمْ وَلَوْ كَانَتْ كَثِيرَةً
إِنَّهَا سُنَّةٌ رَبَّانِيَّةٌ فِي الرِّزْقِ وَالْمَالِ وَالْمُعَامَلَاتِ التِّجَارِيَّةِ، لَا تَتَبَدَّلُ وَلَا تَتَحَوَّلُ؛ إِنْ فَهِمَهَا الْبَشَرُ وَعَمِلُوا بِمُقْتَضَاهَا بُورِكَ لَهُمْ فِي أَرْزَاقِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، فَلَمْ يَشْتَكُوا نُدْرَةً وَلَا قِلَّةً، وَلَمْ يَجِدُوا بَخْسًا وَلَا نَقْصًا، وَإِنْ عَارَضَهَا الْبَشَرُ جَرَتْ فِيهِمْ سُنَّةُ اللَّهِ تَعَالَى فَمُحِقَتْ أَرْزَاقُهُمْ، وَذَهَبَتْ بَرَكَةُ إِنْتَاجِهِمْ , ومن هذه الأسباب :-
رابعاً : تحري الحلال المشروع في الكسب
يقول تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ },[ البقرة :172].
وفي الحديث عن أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) , وَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) » , ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ , يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ , وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ , وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ , وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ , فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ) . صحيح مسلم : 2393 .
خامساً : الصدق في التجارة
وَمِنْ سُنَّةِ اللَّهِ تَعَالَى : مُبَارَكَةُ الْأَمْوَالِ بِالتِّجَارَةِ الْحَلَالِ ، وَالصِّدْقِ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ ، فَتَلْحَقُ بَرَكَةُ أَرْبَاحِهَا الْمَالَ كُلَّهُ ، فَيَكُونُ مَالًا مُبَارَكاً ، كَمَا أَنَّ مِنْ سُنَّتِهِ سُبْحَانَهُ , مَحْقَ الْأَمْوَالِ بِالْبُيُوعِ الْمُحَرَّمَةِ ، وَالْمُعَامَلَاتِ الْفَاسِدَةِ الْمَبْنِيَّةِ عَلَى الْكَذِبِ وَالْغِشِّ وَالضَّرَرِ وَالِاحْتِكَارِ، فَيُحِيطُ الْمَحْقُ بِأَصْحَابِهَا وَأَمْوَالِهِمْ .
وَقَدْ دَلَّ عَلَى هَذِهِ السُّنَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ مِنْهَا : حَدِيثُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا " , رَوَاهُ الشَّيْخَانِ .
وَفِي حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَلِفِ فِي الْبَيْعِ ؛ فَإِنَّهُ يُنَفِّقُ ثُمَّ يَمْحَقُ " , رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
سادساً : النهي عن تحصيل الأموال بالطرق المحرمة
بااقي الخطبة اسفل الصفحة