0 تصويتات
في تصنيف إسلامية بواسطة (3.7مليون نقاط)

خطبة الجمعة القادمة 

خطبة الجمعة مكتوبة بالتشكيل قابلة للنسخ بعنوان كيفية التعامل مع الأزمات والكوارث 

خطبة الجمعة مكتوبة بالتشكيل قابلة للنسخ بعنوان كيفية التعامل مع الأزمات والكوارث 

سلام الله عليكم بالخير والبركات أعزائي الزوار الباحثين عن خطب الجمعة، خطب أعياد المسلمين والمسلمات، خطب محطة التزود للتقرب والرجوع إلى الله. نرحب بكم من هنا من منبر موقع مدينة العلم www.madeilm.net يقدم لكم افضل الخطب المكتوبة الجاهزة للطباعة والقابلة للنسخ من هنا. وحيث نقدم لكم خطب الجمع المعاصرة, وكذلك خطب الجمعة في المناسبات الدينية والتواريخ الهجرية الجديدة، وكذلك نبث لكم الخطب المكتوبة والمشكلة والجاهزة التي تتحدث عن مايحدث في البلدان العربية. وإليكم نقدم لكم خطبة الجمعة بعنوان...خطبة الجمعة مكتوبة بالتشكيل قابلة للنسخ بعنوان كيفية التعامل مع الأزمات والكوارث . 

محتويات الخطبة:-

أولاً : موقف المسلم من الأزمات المالية ثانياً : البركة والمحق في الرزق من أفعال الله

ثالثا : ثبوت بركة الله على عباده بالحس رابعاً : تحري الحلال المشروع في الكسب

خامساً : الصدق في التجارة

سادساً : النهي عن تحصيل الأموال بالطرق المحرمة

1- تحريم كسب المال عن طريق الربا 2- تحريم الكسب عن طريق السرقة والانتهاب

2- تحريم الكسب عن طريق الرِّشوة 4- تحريم الكسب عن طريق الاحتكار

سابعاً : التنفيس والتيسير عن أصحاب الكربات , وإدانة المحتاجين

الحمدُ لله اللطيف الرؤوف المنَّانِ ، الْغَنِيِّ القويِّ السِّلْطَان ، الحَلِيمِ الكَرِيم الرحيم الرحمن ، المحيطِ عِلْمَاٍ بما يكونُ وما كان ، يُعِزُّ وَيُذِلُ ، ويفُقِرُ ويغُنِي ، كلَّ يوَم هُو في شان .

وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحْدَه لا شريكَ له الملِكُ الدَّيَّان .

وأشهد أنَّ محمداً عَبْدُهُ ورسولُهُ , المبعوثُ إلى الإِنس والجان .

صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهمَ بإحسان ، وسلم تسليما , ما توالت الأزمان ..

أولاً : موقف المسلم من الأزمات المالية

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : الْأَمْنُ وَالشِّبَعُ نِعْمَتَانِ يَطْلُبُهُمَا كُلُّ النَّاسِ ، وَالْخَوْفُ وَالْجُوعُ عُقُوبَتَانِ يَفِرُّونَ مِنْهُمَا ، وَالْهِجْرَاتُ الْجَمَاعِيَّةُ مِنَ الدُّوَلِ الْمُضْطَرِبَةِ ، وَتَرْكُ النَّاسِ بُيُوتَهُمُ الَّتِي عَمَرُوهَا ، وَمُفَارَقَةُ دِيَارِهِمُ الَّتِي نَشَؤُوا فِيهَا ، وَالْبَحْثُ عَنْ غُرَبَاءَ يُؤْوُونَهُمْ ، وَيَتَجَرَّعُونَ عِنْدَهُمْ كَأْسَ الذُّلِّ وَالْهَوَانِ ، إِنَّمَا هُوَ بِسَبَبِ الْفِرَارِ مِنَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ، وَطَلَبِ الْأَمْنِ وَالرِّزْقِ .

وَوَاجِبٌ عَلَى الْمُسْلِمِ إِنْ أَرَادَ مَوْقِفًا صَحِيحًا فِي مِثْلِ هَذِهِ الْكَوَارِثِ الْمُتَوَقَّعَةِ أَنْ يَصْدُرَ عَنِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ; فَفِيهِمَا الرَّشَادُ لِلْمُسْتَرْشِدِينَ ، وَدَلَالَةُ التَّائِهِينَ ، وَمَنْ أَخَذَ بِهِمَا فَلَنْ يَضِلَّ أَبَدا .

وعقيدة المسلم : أنَّهُ لَنْ يَحْصُلَ شَيْءٌ كَبُرَ أَوْ صَغُرَ إِلَّا بِعِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَدَرِهِ ; فَحَقٌّ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَلْجَؤُوا إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ فِي كُلِّ مَا يُحَاذِرُونَهُ مِنْ كَوَارِثَ وَمُشْكِلَاتٍ .

قال تعالى : ( قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ) , الْأَنْعَامِ: 63-64 .

وَعن ابْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “ كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ , قَالَ : وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ “؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ .

وَعن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : “ جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ يُخَاصِمُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقَدَرِ فَنَزَلَتْ : (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ .

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : لِنُوقِنْ تَمَامَ الْيَقِينِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَا ضَيَّعَ الْبَشَرَ حِينَ خَلَقَهُمْ ، وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَدْ كَفَلَ أَرْزَاقَهُمْ ، وَمَا مِنْ مَوْلُودٍ يَفِدُ إِلَى الدُّنْيَا إِلَّا وَرِزْقُهُ مَعَهُ ، وَلَكِنَّ الْبَشَرَ أَفْسَدُوا فِي الْأَرْضِ ، حَتَّى ضَاقَتِ الْأَرْزَاقُ ، وَنُزِعَتِ الْبَرَكَاتُ .

أَيُّهَا النَّاسُ : لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْأَرْضَ وَمَا عَلَيْهَا ، وَأَسْكَنَهَا آدَمَ وَذُرِّيَّتَهُ جَعَلَ فِيهَا مِنَ الْأَرْزَاقِ وَالْمَنَافِعِ مَا تَصْلُحُ بِهِ أَحْوَالُهُمْ ، وَيَسْتَقِرُّ مَعَاشُهُمْ ، وَيَحْفَظُ عَلَيْهِمْ أَمْنَهُمْ .

قال تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) , [الْبَقَرَةِ : 36] .

وقال سبحانه : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) , سورة الْمُلْكِ : 15 .

وَنَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , أَنَّ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ بِيَدِهِ ، وَهُوَ الْحَكَمُ الْعَدْلُ الرَّحِيمُ بِعِبَادِهِ ، وَلَمْ يَتْرُكْ ذَلِكَ لِعِبَادِهِ وَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ وَالظُّلْمِ ; فَلْنُؤْمِنْ بِاللَّهِ تَعَالَى ، وَلْنُعَلِّقْ قُلُوبَنَا بِهِ سُبْحَانَهُ ، وَلْنَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ، وَلْنُسَلِّمْ أَمْرَنَا إِلَيْهِ ; فَهُوَ أَرْحَمُ بِنَا مِنَ النَّاسِ .

ثانياً : البركة والمحق في الرزق من أفعال الله

اعْلَمُوا أيها الناس : أَنَّ الله مَالِكُ الْمُلْكِ ، وَمُدَبِّرُ الْأَمْرِ، وَرَازِقُ الْخَلْقِ ، وَذَلِكَ مِنْ بَرَكَاتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ .

قال تعالى : (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) , غَافِرٍ : 64 .

وَفِي دُعَاءِ الْوِتْرِ نَقُولُ : " إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ "؛ رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ .

وَعَقِبَ كُلِّ صَلَاةٍ نَقُولُ فِي أَذْكَارِهَا الْبَعْدِيَّةِ : " اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " ؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ .

وَهَذَا الِاعْتِرَافُ الدَّائِمُ بِالرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : هُوَ طَلَبٌ لِلْبَرَكَةِ مِنْهُ سُبْحَانَهُ فِي أُمُورِنَا كُلِّهَا ؛ لِمَسِيسِ حَاجَتِنَا إِلَى الْبَرَكَةِ الَّتِي هِيَ سَبَبُ السَّعَادَةِ وَهَنَاءِ الْعَيْشِ وَرَغَدِهِ ، وَخَوْفًا مِنَ الْمَحْقِ الَّذِي هُوَ سَبَبُ الشَّقَاءِ وَالتَّعَاسَةِ وَالْفَقْرِ وَالْجُوعِ .

إِنَّ الْبَرَكَةَ وَالْمَحْقَ : وَصْفَانِ مُؤَثِّرَانِ فِي الْأَرْضِ وَمَا فِيهَا , مِنْ أَرْزَاقٍ وَأَمْوَالٍ .

وَهُمَا : مِنْ أَفْعَالِ الرَّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ ، فَإِذَا بَارَكَ رِزْقًا قَلِيلًا وَسِعَ النَّاسَ كُلَّهُمْ مَهْمَا بَلَغُوا، وَإِذَا مَحَقَ شَيْئًا لَمْ يَكْفِ صَاحِبَهُ وَلَوْ كَانَ كَثِيراً .

وَكَمَا أَنَّ الْبَرَكَةَ : هِيَ كَثْرَةُ الْخَيْرِ وَدَوَامُهُ وَلَوْ بَدَا لِلنَّاسِ قَلِيلًا .

فَإِنَّ الْمَحْقَ : قِلَّةُ الشَّيْءِ وَزَوَالُهُ وَلَوْ كَانَ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ كَثِيراً .

ثالثا : ثبوت بركة الله على عباده بالحس

وَهَذِهِ الْبَرَكَةُ ثَابِتَةٌ بِالْحِسِّ : فَإِنَّ النَّاسَ يَقْتَطِعُونَ جُزْءًا يَسِيرًا مِنَ الْأَرْضِ يَزْرَعُونَهُ ، فَيَنْتُجُ مِنَ الطَّعَامِ مَا يُشْبِعُ عَدَدًا كَثِيرًا مِنْهُمْ ، وَأَكْثَرُ الْمُزَارِعِينَ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا يَعِيشُونَ وَأُسَرُهُمْ طَوَالِ حَيَاتِهِمْ عَلَى مَا تُنْتِجُهُ أَرَاضِيهِمْ مِنْ خَيْرَاتٍ ، وَأَكْثَرُ الْبِلَادِ الْفَقِيرَةِ يَعِيشُ أَفْرَادُهَا عَلَى الزِّرَاعَةِ ، وَلَوْلَاهَا لَهَلَكُوا، بِدَلِيلِ أَنَّ الْبِلَادَ الَّتِي يُحْبَسُ عَنْهَا الْمَطَرُ، وَيُصِيبُهَا الْجَفَافُ يَهْلِكُ أَفْرَادُهَا مِنَ الْجُوعِ .

وَهَذِهِ الْبَرَكَةُ فِي الْأَرْضِ ثَابِتَةٌ بِنَصِّ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَصِفُ خَلْقَهُ لِلْأَرْضِ : (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا) , فُصِّلَتْ : 10

وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ , سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ , أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ , فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ " , رَوَاهُ الشَّيْخَانِ .

وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : لَمَّا بَارَكَ الْأَرْضَ جَعَلَ لِبَرَكَةِ الْخَيْرَاتِ فِيهَا أَسْبَابًا إِنْ أَخَذَ النَّاسُ بِهَا بَارَكَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ فِي أَرْزَاقِهِمْ فَكَفَتْهُمْ وَفَاضَتْ عَنْهُمْ وَلَوْ بَدَتْ لِلنَّاسِ قَلِيلَةً، كَمَا جَعَلَ سُبْحَانَهُ لِلْمَحْقِ أَسْبَابًا إِنْ أَتَاهَا النَّاسُ مُحِقَتْ بَرَكَةُ أَرْزَاقِهِمْ؛ فَلَا تَكْفِيهِمْ وَلَوْ كَانَتْ كَثِيرَةً

إِنَّهَا سُنَّةٌ رَبَّانِيَّةٌ فِي الرِّزْقِ وَالْمَالِ وَالْمُعَامَلَاتِ التِّجَارِيَّةِ، لَا تَتَبَدَّلُ وَلَا تَتَحَوَّلُ؛ إِنْ فَهِمَهَا الْبَشَرُ وَعَمِلُوا بِمُقْتَضَاهَا بُورِكَ لَهُمْ فِي أَرْزَاقِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، فَلَمْ يَشْتَكُوا نُدْرَةً وَلَا قِلَّةً، وَلَمْ يَجِدُوا بَخْسًا وَلَا نَقْصًا، وَإِنْ عَارَضَهَا الْبَشَرُ جَرَتْ فِيهِمْ سُنَّةُ اللَّهِ تَعَالَى فَمُحِقَتْ أَرْزَاقُهُمْ، وَذَهَبَتْ بَرَكَةُ إِنْتَاجِهِمْ , ومن هذه الأسباب :-

رابعاً : تحري الحلال المشروع في الكسب

يقول تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ },[ البقرة :172].

وفي الحديث عن أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) , وَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) » , ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ , يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ , وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ , وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ , وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ , فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ) . صحيح مسلم : 2393 .

خامساً : الصدق في التجارة

وَمِنْ سُنَّةِ اللَّهِ تَعَالَى : مُبَارَكَةُ الْأَمْوَالِ بِالتِّجَارَةِ الْحَلَالِ ، وَالصِّدْقِ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ ، فَتَلْحَقُ بَرَكَةُ أَرْبَاحِهَا الْمَالَ كُلَّهُ ، فَيَكُونُ مَالًا مُبَارَكاً ، كَمَا أَنَّ مِنْ سُنَّتِهِ سُبْحَانَهُ , مَحْقَ الْأَمْوَالِ بِالْبُيُوعِ الْمُحَرَّمَةِ ، وَالْمُعَامَلَاتِ الْفَاسِدَةِ الْمَبْنِيَّةِ عَلَى الْكَذِبِ وَالْغِشِّ وَالضَّرَرِ وَالِاحْتِكَارِ، فَيُحِيطُ الْمَحْقُ بِأَصْحَابِهَا وَأَمْوَالِهِمْ .

وَقَدْ دَلَّ عَلَى هَذِهِ السُّنَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ مِنْهَا : حَدِيثُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا " , رَوَاهُ الشَّيْخَانِ .

وَفِي حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَلِفِ فِي الْبَيْعِ ؛ فَإِنَّهُ يُنَفِّقُ ثُمَّ يَمْحَقُ " , رَوَاهُ مُسْلِمٌ .

سادساً : النهي عن تحصيل الأموال بالطرق المحرمة

بااقي الخطبة اسفل الصفحة 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (3.7مليون نقاط)
 
أفضل إجابة

والإسلام : كما طلَب السعي في تحصيل الأموال ، وطلب الاعتدال في صرْفها , نهى عن تحصيلها بالطرق التي لا خيرَ للناس فيها ، وفيها الشر والفساد , ومنها :-

1- تحريم كسب المال عن طريق الربا

فقد حرَّم الإسلام الربا تحريمًا لا هوادة فيه ؛ لأنه يُفضي بالمال إلى أن يتجمع في أيدي فئة قليلة من الناس ، وتجعله دُولة بين الأغنياء منهم خاصة ، والله يريد أن يكون المال دولة بين الناس جميعًا بقدر حظهم من الجد والنشاط ، وقسطهم من السعي والعمل ، لا أن يسعى فريق من الناس ، ويجد ويكدح ؛ ليجتني ثمرة جده وكدحه قوم كسالى عاطلون !! .

قال تعالى : ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ * وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ , [ البقرة: 275 – 280 ] .

وَلَوْ أَمْعَنَّا النَّظَرَ: فِي هَاتَيْنِ السُّنَّتَيْنِ الرَّبَّانِيَّتَيْنِ الْقَاضِيَتَيْنِ بِأَنَّ الْمَالَ يَتَبَارَكُ بِالزَّكَاةِ وَبِالصِّدْقِ وَالنُّصْحِ فِي الْعُقُودِ وَالتِّجَارَةِ ، وَأَنَّ الْمَالَ يُمْحَقُ بِالرِّبَا وَبِالْكَذِبِ وَالْغِشِّ فِي التِّجَارَةِ ، ثُمَّ نَزَّلْنَا هَاتَيْنِ السُّنَّتَيْنِ عَلَى وَاقِعِ الْبَشَرِ , فَإِنَّنَا سَنُدْرِكُ يَقِينًا أَنَّ الْمَحْقَ قَدْ حَاقَ بِالْبَشَرِ فِي أَرْزَاقِهِمْ بِسَبَبِ انْتِشَارِ الرِّبَا فِي أَمْوَالِهِمْ ، وَتَفَشِّي الْمُحَرَّمَاتِ فِي عُقُودِهِمْ وَمُعَامَلَاتِهِمْ ، وَأَنَّ الْبَرَكَةَ نُزِعَتْ مِنْ أَرْزَاقِهِمْ بِسَبَبِ مَنْعِ الزَّكَاةِ ، وَقِلَّةِ الصِّدْقِ وَالنُّصْحِ فِي الْعُقُودِ وَالْمُعَامَلَاتِ .

وَهَذَا : هُوَ السَّبَبُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يَغْفَلُهُ النَّاسُ فِي تِلْكَ الْأَزَمَاتِ الْمَالِيَّةِ الْمُتَلَاحِقَةِ ، الَّتِي تُنْذِرُ بِخَطَرٍ كَبِيرٍ، نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى الْعَافِيَةَ لَنَا وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ ، كَمَا نَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ الثَّبَاتَ عَلَى الدِّينِ ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ 

2- تحريم الكسب عن طريق السرقة والانتهاب

وَالسرقة مِنْ جُمْلَةِ الرَّذَائِلِ الَّتِي حَارَبَتْهَا الشَّرِيعَةُ وَأَنْزَلَتْ بِأَصْحَابِهَا الْعُقُوبَةَ، وَجَعَلَتْهَا مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ، بَلْ وَمِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ .

قَالَ تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ) ,[الْمُمْتَحَنَةِ: 12] .

وَفِي السُّنَّةِ : لَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ  , صَحِيحُ مُسْلِمٍ .

3- تحريم الكسب عن طريق الرِّشوه

فعن عبد الله بن عمرو، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لعَن الله الراشي والمرتشي ) , الترمذي وصححه الألباني

والرِّشْوةُ : هي ما يُعْطى ويُبذَلُ لإبطالِ حقٍّ ، أو لإحقاقِ باطلٍ .

وفي رواية أبي هريرةَ : " لعَن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم الراشي والمرتشي والرائش " .

دَعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم , بالطَّردِ مِن رَحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ على مَن يَفعَلُ هذه الأفعالَ ، وهذا يدلُّ على أنَّها مِن كَبائِرِ الذُّنوبِ .

و "الرَّاشيَ" أي : الدَّافعَ للرِّشْوةِ ، "والمرتشِيَ" أي : الآخِذَ للرِّشْوةِ وقابِضَها ، "والرَّائِشَ" ، وهو الَّذي يَمْشي بينَ الرَّاشي والمرتشِي كواسطةٍ .

4- تحريم الكسب عن طريق الاحتكار

وهو بالتعريف الدقيق : حبس مال , أو منفعة , أو عمل ، والامتناع عن بيعه و بذله , حتى يغلو سعره غلاء فاحشاً غير معتاد ، بسبب قلّته أو انعدام وجوده في مظانه مع شدة الحاجة إليه .

قال الإمام أبو يوسف : " كل ما أضر بالناس حبسه فهو احتكار ".

وقال بعض الفقهاء المحدّثين : " كل إيهام , أو تضليل من شأنه أن يزيد في الطلب على السلعة , مع قلة العرض , تمهيداً لرفع السعر , فهو احتكار ".

وهذا الربح الزائد : الذي يجنيه المحتكر حرام ، وهو من أكل أموال الناس بالباطل !!!.

لأنه : ليس نظير زيادة في البضاعة , ولا في صفاتها ، و لا نظير خدمة خاصة يقدمها البائع ، ولا يؤخذ هذا المبلغ الزائد بالرضا الحقيقي من المشتري ، إنما هو إلجاء أصحاب الحاجات إلى شراء حاجاتهم بأكثر من أثمانها الحقيقية .

والآن دققوا : المحتكر من خلال أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ملعون ، و كلمة ملعون كبيرة جداً ، ملعون و خاطئ ، وقد برئت منه ذمة الله ، وقد توعده الله بالنار!!!.

فعَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : أن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ )) , [ مسلم ] 

وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (الْجَالِبُ مَرْزُوقٌ ، وَالْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ) [ الدارمي ] .

وعن ابن عمر قال صلى الله عليه وسلم : ( من احتكر الطعام أربعين ليلة يريد به الغلاء فقد برئ من الله ، وبرئ الله منه) , [ مشكاة المصابيح ] .

وقال :  وبئس العبد المحتكر، إن أرخص الله الأسعار حزن ، وإن أغلاها فرح , [البيهقي عن معاذ] .

وفي كل هذا وأمثاله : يقول القرآن الكريم : ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ , [البقرة: 188] .

فكل احتيال : على إحراز المال بوسيلة لا يجني منها الناس نفعاً ، ولا يستدفعون ضراًّ ، فهو محظور شرعاً

ولهذا : فقد حرم الاسلام على المسلم مال أخيه المسلم ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ) , رواه مسلم .

وفي الصحيحين: ( فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ) .

سابعاً : التنفيس والتيسير عن أصحاب الكربات , وإدانة المحتاجين

أخي الحبيب 

هل تريد أن يُنَفّس كربُك ويزولَ همُك ؟ فرِّج كربات المساكين ..

هل تريد التيسير على نفسك ؟ يسِّر على المعسرين..

هل تريد أن يستر الله عليك ؟ استر على عباد الله 

والجزاء من جنس العمل 

ففي الخبر الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: « من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كُربة من كُرب يوم القيامة ، ومن يسَّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه » , رواه مسلم .

ويقول صلى الله عليه وسلم : « المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرَّج عن مسلم كربةً فرَّج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة » , أخرجه البخاري ومسلم .

قال الإمام ابن القيم رحمه الله : « من رفَق بعباد الله : رفَق الله به ، ومن رحمهم رحمه ، ومن أحسن إليهم أحسن إليه ، ومن جاد عليهم جاد عليه ، ومن نفعهم نفعه ، ومن ستَرهم ستره ، ومن منعهم خيره منعه خيره ، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة ، فالله لعبده حسب ما يكون العبد لخلقه ». 

وإن : تفريج الكروب أعظم من تنفيسها ؛ إذ التفريج إزالتها ، أما التنفيس فهو تخفيفها ، والجزاء من جنس العمل ، فمن فرّج كُربة أخيه فرّج الله كربته ، والتنفيس جزاؤه تنفيسٌ مثله , والتيسير على المعسر في الدنيا جزاؤه التيسير من عُسْر يوم القيامة ، وحسبك في يومٍ قال فيه ربُّ العزة : ﴿ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ﴾ , المدثر: 9- 10.

وفي صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم : « من سرَّه أن ينجيه الله من كُرَب يوم القيامة فليُنفّس عن مُعسر أو يضع عنه ، ومن أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه » .وعن أبي هريرة : رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيانِهِ تَجَاوَزُوا عَنْهُ ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللهُ عَنْهُ ”, أخرجه البخاري .

وفي رواية عند مسلم : “ فقال الله : أنَا أَحَقُّ بِذا مِنْكَ تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي ” .

• ومن أبواب الخير , إدانة المحتاج وانظاره

قال عليه الصلاة والسلام :” ما من مسلم يقرض مسلما قرضاً مرتين، إلا كان كصدقتها مرة “ ابن ماجة , وابن حبان ,صححه الألباني .

ولهذا الحديثِ قِصَّةٌ : أورَدَها ابنُ ماجَه عندَ رِوايتِه للحديثِ : " كان سُليمانُ بنُ أُذْنانٍ يُقرِضُ عَلقمةَ ألفَ دِرهمٍ إلى عَطائِه " ، أي : إلى موعدِ أخْذِه للعطاءِ مِن الدِّيوانِ ، " فلمَّا خرَجَ عطاؤُه تقاضاها منه واشتَدَّ عليه " ، أي : في طلَبِ قَضاءِ الدَّينِ ، فقضاه ، فكأنَّ عَلقمةَ غضِبَ ، فمكَثَ أشهُرًا ثمَّ أتاه ، فقال: أقرِضْني ألفَ دِرهمٍ إلى عَطائي ، قال: نعمْ ، وكَرامةً ! يا أُمَّ عُتبةَ ، هلُمِّي تلك الخريطةَ المختومةَ الَّتي عندك ، فجاءتْ بها ، فقال: أمَّا واللهِ إنَّها لَدَراهمُك الَّتي قَضَيْتني ، ما حرَّكْتُ منها دِرهمًا واحداً , قال: فللَّهِ أبوكَ ! ما حمَلَك على ما فعلْتَ بي ؟ قال : ما سمِعْتُ منك ، قال: ما سمِعْتَ مِنِّي ؟ قال: سمِعْتُك تذكُرُ عنِ ابنِ مسعودٍ ، أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «ما مِن مُسلِمٍ يُقرِضُ... " ثم ذَكَر الحديثَ.

وكان ابن مسعود رضى الله عنه يقول : ( لأن أقرض مرتين أحب إليَّ من أن أتصدق به مرة ) , رواه البيهقي.

وقال الله سبحانه وتعالى : { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } , البقرة : 245 .

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِي عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبًا الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ . فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا بَالُ الْقَرْضِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ.

قَالَ : لأَنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ وَعِنْدَهُ وَالْمُسْتَقْرِضُ لاَ يَسْتَقْرِضُ إِلاَّ مِنْ حَاجَةٍ » , سنن ابن ماجة .

هذا وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه

يراعى الاقتباس من الموضوع ما يوافق زمن الخطبة المحدد

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع مدينة العلم، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...