خطبه الجمعه(نعمه الهدايه)
خطبة جمعة منسقة مكتوبة بالتشكيل قابلة للنسخ مع دعاء آخر الخطبة
خطبة جمعة منسقة مكتوبة بالتشكيل قابلة للنسخ مع دعاء آخر الخطبة
سلام الله عليكم بالخير والبركات أعزائي الزوار الباحثين عن خطب الجمعة، خطب أعياد المسلمين والمسلمات، خطب محطة التزود للتقرب والرجوع إلى الله. نرحب بكم من هنا من منبر موقع مدينة العلم www.madeilm.net يقدم لكم افضل الخطب المكتوبة الجاهزة للطباعة والقابلة للنسخ من هنا. وحيث نقدم لكم خطب الجمع المعاصرة, وكذلك خطب الجمعة في المناسبات الدينية والتواريخ الهجرية الجديدة، وكذلك نبث لكم الخطب المكتوبة والمشكلة والجاهزة التي تتحدث عن مايحدث في البلدان العربية. وإليكم نقدم لكم خطبة الجمعة بعنوان.... خطبة جمعة منسقة مكتوبة بالتشكيل قابلة للنسخ مع دعاء آخر الخطبة
الخطبة الأولى ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (43) الأعراف
وقال اله تعالى : (قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ) الانعام 71،
وروى البخاري في صحيحه : (عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يَوْمَ الْخَنْدَقِ يَنْقُلُ مَعَنَا التُّرَابَ وَهْوَ يَقُولُ « وَاللَّهِ لَوْلاَ اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا ، وَلاَ صُمْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا ، فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ، وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا ، وَالْمُشْرِكُونَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا ، إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا)
إخوة الإسلام
إن نعمة الهداية للإسلام والإيمان ، والعمل الصالح ، ومتابعة رسولنا خير الأنام ، لهي أعظم نعمةٍ وُجدت على وجه الأرض ، أنعمها الله على عباده على الاطلاق , ولذلك ،ولعظيم رحمة لله ، جعلها الله في قلب سورة الفاتحة ، التي نكررها في كل صلاة،
ونعمة الهداية إلى الإسلام, ونعمة الهداية إلى السنة , ونعمة الكف عن المعاصي, ونعمة الثبات على الطريق المستقيم, كلها تدخل تحت مسمى نعمة الهداية ، فالقلوب الصادقة تتقطع لهفاً وشوقاً للثبات على هذه النعمة، وتريد البقاء في الطريق إلى الله، والثبات على سبيل الله، والبقاء على هذه الهداية التي رُحمت بها من عذاب الله تبارك وتعالى.. ولذلك يضطرب الجنان من خشية الله خوفاً أن تتبدل الأحوال ، أو تسوء العاقبة والمآل؛
أيها المسلمون
قال الله تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ) آل عمران 85، فإذا نظرتم إلى أهل الأرض وجدتموهم، إمَّا لا دينيين ملاحدة لا يؤمنون برب، وإنما يعيشون عيشة البهائم ، قال الله تعالى : (وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) الأنعام 29،
وإمَّا أن يكونوا على دين باطل، إمَّا يهودية، أو نصرانية محرفة ومنسوخة، وإمَّا وثنية، وعبادةٌ لغير الله عز وجل من الأصنام والأحجار والأشجار والقبور والأضرحة وغير ذلك، فهم يعيشون مشركين كفاراً ، لا حاضر لهم ، ولا مستقبل، ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) (12) محمد
أمَّا من منّ الله عليه بنعمة الهداية ، فهداه إلى الإسلام ، فإنه على نور من ربه، في عقيدته، وفي عبادته، وفي معاملاته، وفي أخلاقه، وسلوكه ، فهو على نور من ربه في كلِ أحواله، يعيش في الدنيا عيشت المؤمنين المطمئنين، وفي الآخرة يكون في جنات النعيم، فله الحاضر، وله المستقبل -بإذن الله عز وجل-، ونسأل الله أن يثبتنا على هذا الدين، وأن يديم علينا نعمة الهداية والتوفيق والسداد ، فإن أعداء الإسلام لا يرضون لنا أن نبقى على دين الإسلام، بل يُحاولون بكل مجُهوداتهم أن يصرفونا عن هذا الدين ، قال الله تعالى : (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) النساء 8
وقال الله تعالى : (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (217) البقرة
لذلك ، تتساءل القلوب الصادقة، وتتلهف شوقاً وحنيناً لمعرفة الأسباب التي توجب ثبات القدم في السبيل إلى رب الأرباب.. تريد من يهديها ويدلها إلى العلاج الناجح لذلك البقاء.. تريد أن تثبت على هذه الهداية إلى أن تلقى الله جل وعلا، استجابةً لأمره ،وطاعة له سبحانه إذ يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]
فالهداية للحق نعمة يمنُّ الله بها على بعض الخلق دون بعض، قال الله تعالى: ﴿فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمْ الضَّلالَةُ﴾ [الأعراف:30]، فعلى المؤمن : أن يكثر من شكر الله على هذه النعمة، قال الله تعالى: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾ [الأعراف:43].
وعلى المؤمن : أن يسأل الله الثباتِ على هذه النعمة، قال الله تعالى: ﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران:8].
وعلى المؤمن : أن يتأمل في حال المحرومين من هذه النعمة ، فلن يعرف المؤمن قدر هذه النعمة حتى يتأمل في حال المحرومين من هذه النعمة، فتأمل أحوال هؤلاء من حولك، تجدهم في شقاء وضيق، وفي حيرة واضطراب، يصارع أحدهم نفسه ،لما يعانيه من ضلال فكري ،وانحراف عقدي ،وشقاء بدعي، فلن تعرف قدر نعمة الهداية عليك ،حتى تتأمل حال هؤلاء.
أيها المسلمون
فلابد من كثرة الشكر لله تعالى على نعمة الهداية ، وغيرها من النعم العظيمة ،التي أسبغها الله علينا ظاهراً وباطناً ، والتي لا نستطيع إحصاءها أبداً ، كما قال الله تعالى : { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } [ إبراهيم:34 ] ، وقال الله تعالى : {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [ لقمان : 20 ]
وكلما زاد العبد من الشكر ، كلما زاده الله منها ، قال الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } [ إبراهيم: 7 ] وفي سنن أبي داود رحمه الله عن على رضي الله عنه قال : قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ( قُلِ اللَّهمَّ اهْدِني وسدِّدْني ) ،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
لقد رزقكم الله نعمة الهداية إلى الدين – فاحمدوا الله- ، واستعينوا باستدامة هذه النعمة عليكم بالعبادات وبالخيرات ونفع الناس لترضوا ربَّكم, فإن كان حالكم كذلك فنعمت المزرعة للآخرة , ونعمت المطية تسوقكم إلى جنات النعيم ،عرضها السموات والأرضين.
فكما رزقنا الله هذ الدين الكامل وأتم علينا نعمه فلابد إذا أن نستمسك بهذا الإسلام ،الذي رضيه الله لنا دينا ،كما أُمرنا بالاستسلام الكامل ، مع التخلي عن الكفر ، والتبرؤ عن كل ما يخالف الاسلام ، مع الالتزام بشرائع الله، قال الله تعالى : { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [ الفاتحة: 7] وقال الله تعالى : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (153) الانعام
فهذا توصيفٌ دقيقٌ كما ترى للطريق الذي نطلبه في صلواتنا سبعة عشرة مرة في اليوم والليلة من ربِّنا ، إذ هو الطريق الذي سلكه النبيون والصديقون والشهداء والصالحون ، وما أحسن الرفقة مع أولئك الأخيار، وما أنعم بالسير معهم في هذا الطريق ،الذي أنعم الله به عليهم؟، وما أجمل أن نتقبل هذه النعمة والهدية الغالية الثمينة من ربنا وننعم بها .
ونعمة الهداية إنما تتبين للناس بالنظر والاعتبار لأحوال من ضل من الأمم الماضية والحاضرة , لنرى عاقبة الضلالة عند من ضلوا, وثمرة الاستقامة عند من استقاموا, وثمرة النعمة عند من تنعموا بالنعم التامة ،وتمسَّكوا بمنهج الله ،كما يحبه الله تعالى ويرضاه ، قال الله تعالى :{قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} المائدة: 15- 16
ففي هذا تشويق ما بعده تشويق ، للبيب الفطن ، لأن كل الناس حبب إليهم السلامة والنجاة من الأخطار والهلاك. فإذا كان الله قد امتن على عباده المؤمنين ، بالإضافة إلى سلوكهم سبل السلام ، وأخرجهم من الظلمات إلى النور ، فما أعظمها من نعمة ، قال الله تعالى : {صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} [ الشورى: 53