0 تصويتات
في تصنيف إسلامية بواسطة (3.7مليون نقاط)

فضائل شهر شعبان في خطبة الجمعة مكتوبة بالتشكيل قابلة للنسخ 

فضائل شهر شعبان في خطبة الجمعة مكتوبة بالتشكيل قابلة للنسخ 

سلام الله عليكم بالخير والبركات أعزائي الزوار الباحثين عن خطب الجمعة، خطب أعياد المسلمين والمسلمات، خطب محطة التزود للتقرب والرجوع إلى الله. نرحب بكم من هنا من منبر موقع مدينة العلم www.madeilm.net يقدم لكم افضل الخطب المكتوبة الجاهزة للطباعة والقابلة للنسخ من هنا. وحيث نقدم لكم خطب الجمع المعاصرة, وكذلك خطب الجمعة في المناسبات الدينية والتواريخ الهجرية الجديدة، وكذلك نبث لكم الخطب المكتوبة والمشكلة والجاهزة التي تتحدث عن مايحدث في البلدان العربية. وإليكم نقدم لكم خطبة الجمعة بعنوان..فضائل شهر شعبان في خطبة الجمعة مكتوبة بالتشكيل قابلة للنسخ .. 

1- أن الأعمال ترفع فيه إلى الله عز وجل:

لما رواه أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»(2).

2- كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم فيه:

الاثنين والخميس وايام البيض

وفي رواية: «وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ، أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا»(5).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك، أو مشاحن).

لَقَدْ كَانَ بَعْضُ السَّلَفِ يُسَمُّونَ هَذَا الشَّهْرَ شَهْرَ القُرَّاءِ؛ لِاجْتِهَادِهِمْ مَعَ الصِّيَامِ بِقِرَاءَةِ القُرْآنِ، قَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ رَحِمَهُ اللهُ: (كَانَ يُقَالُ: شَهْرُ شَعْبَانَ شَهْرُ القُرَّاءِ)، وَكَانَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ -رَحِمَهُ اللهُ- إِذَا دَخَلَ شَعْبَانُ قَالَ: (هَذَا شَهْرُ القُرَّاءِ)، وَ كَانَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ المُلَائِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ- إِذَا دَخَلَ شَعْبَانُ أَغْلَقَ حَانُوتَهُ وَتَفَرَّغَ لِقِرَاءَةِ القُرْآنِ.

مَنْ كَانَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ مِنْ رَمَضَانَ المَاضِي فَلْيُبَادِرْ إِلَى صِيَامِهِ قَبْلَ دُخُولِ رَمَضَانَ، فَعَلَى الأَبِ وَالزَّوْجِ أَنْ يُذَكِّرَ زَوْجَتَهُ وَأَوْلَادَهُ بِقَضَاءِ مَا فَاتَهُمْ

وَاعْلَمُوا -إِخْوَةَ الإِسْلَامِ-: أَنَّنَا فِي شَهْرٍ كَرِيمٍ، جَعَلَهُ اللهُ بُشْرَى بَيْنَ يَدَيْ شَهْرٍ عَظِيمٍ، فَحَرِيٌّ بِالْمُؤْمِنِ أَنْ يَغْتَنِمَ جُلَّ أَوْقَاتِهِ، وَيَسْتَثْمِرَ بِالْخَيْرِ سَاعَاتِهِ، وَمَا أَكْثَرَ الأَعْمَالَ الَّتِي تُقَرِّبُ الْعَبْدَ إِلَى رَبِّهِ زُلْفَى، فَهِيَ مَا بَيْنَ صَلَاةٍ وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ وَعُمْرَةٍ وَصِلَةٍ لِلْأَرْحَامِ، وَإِحْسَانٍ إِلَى الأَرَامِلِ وَالأَيْتَامِ، وَالْفُقَرَاءِ وَسَائِرِ الأَنَامِ، وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى الْجُمَعِ وَالْجَمَاعَاتِ، وَالتَّقَرُّبِ بِسَائِرِ الطَّاعَاتِ، وَالْعُكُوفِ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَالْخَشْيَةِ مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي الْجَلَوَاتِ وَالْخَلَوَاتِ، وَبِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَالأَرْحَامِ، وَالْعَطْفِ عَلَى الْخَدَمِ وَالْجِيرَانِ، وَصَوْنِ الْجَوَارِحِ عَنِ الآثَامِ وَالزَّلَلِ، وَالْجِدِّ وَالْمُتَابَعَةِ وَالإِخْلَاصِ فِي الْعَمَلِ.

وفي شعبان ترفع الأعمال إلى الله، وهذا هو الرفع السنوي كما أنها ترفع رفعا أسبوعيا في كل اثنين وخميس، فأحب رسول الله أن يكون وقت رفع عمله في طاعة لله.

وهذه دعوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته لإتقان العمل في هذا الشهر.. فإذا كانت أعمالنا ترفع على الله في هذا الشهر وتعرض عليه لزمنا:

ـ أن نكثر من الطاعات والعبادات.. ونترك المعاصي والسيئات؛ حتى لا يرفع لنا إلى الله إلا ما يحب.

. أن نخلص في أعمالنا ونتقنها ونخلصها من كل شائبة تعيبها وتمنع من قبولها؛ لأن الناقد بصير.

. أن نلزم الطاعات ونداوم عليها؛ لعل الله يرانا على ما يحب فيقبل عملنا ويغفر زللنا.

. أن نكثر الدعاء إلى الله والتضرع إليه ليتقبل منا ويعفو عنا.

ربي إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم

إن كان لا يرجوك إلا محسنا فمن الذي يدعو و يرجو المجرم

مالي إليك وسيلة إلا الرجى وجميل عفوك ثم إني مسلم

ما أعظمك يا الله .. ما أكرمك يا الله .. ما أرحمك يا الله

أنت الرحمن الرحيم .. أنت غافر الذنب و قابل التوب أنت الغفور الرحيم

أنت الرحمن الرحيم لا إله إلا الله الحليم الكريم

لا إله إلا الله رب السموات و الأرض و ما بينهما ورب العرش العظيم

سبحان الغفور الرحيم

سبحان الغفور الودود الذي يتودد إلى عباده كما قال جل و علا :

(( و هو الغفور الودود ))

أيها الأحبة :

شهر شعبان فيه ترفع الأعمال إلى ذي العزة و الجلال سبحانه و بحمده

ولقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يخبر أن هذا الشهر ترفع فيه الأعمال إلى الله عزوجل

فيحب أن يرفع عمله و هو صائم صلوات ربي و سلامه عليه

لذا ثبت الحديث في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم

لما سأل عن كثرة صيامه من شعبان قال :

( ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب و رمضان

و فيه ترفع الأعمال إلى الله فأحب أن يرفع عملي و أنا صائم )

رمضان شهر عظيم من أشهر الله عزوجل , فيه فريضة الصيام ,

فيه يصوم المسلمون و يقومون بركن من أركان هذا الدين

و هي أحد الأركان الخمسة و هو الصيام

وشهر رجب شهر حرام

فلما كان شهر شعبان يقع بينهما بين رجب الحرام و بين رمضان الذي فيه أنزل القرآن

و فيه فريضة الصيام غفل أناس عن هذا الشهر شهر شعبان

فكان صلى الله عليه وسلم يكثر الصيام فيه

كما أخبرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الصحيحين البخاري و مسلم

أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شهر كامل إلا شهر رمضان

شهر رمضان يصام بأكمله من أوله لآخره فريضة لله تبارك و تعالى

فلم يستكمل صلى الله عليه وسلم صيام شهر كامل إلا شهر رمضان

لكنه صلى الله عليه وسلم لم يكثر من صيام شهر غير رمضان إلا شهر شعبان

فإنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى يظن أنه لن يفطر

من كثرة صيامه صلى الله عليه وسلم و يفطر حتى يقول لا يصوم

كان يكثر من الصيام في هذا الشهر( شهر شعبان ) و هو شهر الصيام النافلة

غير صيام الفريضة الذي يكون في رمضان و هذا الشهر العظيم

يرفع فيه الأعمال إلى الله عزوجل فعندما يرفع العمل و الإنسان على طاعة

فإن هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم و هذا أقرب لعفو الله

و كرم الله سبحانه و بحمده فكان صلى الله عليه وسلم يحب أن يرفع عمله و هو صائم

ثم أنه في هذا الشهر العظيم ليلة من الليالي الفاضلة

و موسم من مواسم العفو إنها ليلة النصف من شعبان

النبي صلى الله عليه وسلم يخبر كما في أحاديث متعددة

صحهها عدد من أهل العلم و حسنها بعضهم

( أن الله عزوجل يطلع إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان

فيغفر لأكثر أهل الأرض إلا ما كان من مشرك أو مشاحن )

فيا لله .. ما أعظم كرم الله , هكذا العفو يكون !!.. هكذا الرحمة تكون !!..

هكذا الجود من رب الأرباب سبحانه و بحمده

الله عزوجل يطلع إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان ,

و ليلة النصف هي ليلة الخامس عشر و هي التي تكون بمغيب شمس اليوم الرابع عشر

من الشهر فإذا غابت الشمس يوم الرابع عشر من شعبان أذن آذان المغرب

فتلك ليلة النصف من شعبان تلك ليلة يعفو الله عزوجل

فيها و يغفر و يرحم و يتكرم على عباده

و هذا العفو لا يحتاج منك أيها الإنسان إلى كبير عناء

فهو عفو من الله عزوجل

الله سبحانه و بحمده الذي بيده مقاليد السموات و الأرض ,

الله الذي إن سأله الكون كله إنسه و جنيه و قاموا في صعيد واحد

و سألوا الله جميعا في موقف واحد فأعطى كل منهم مسألته

الخطبة بقية اسفل الصفحة الرئيسية ⬇️ 

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (3.7مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
ما نقص ذلك من ملكه شيئا إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر

الله عزوجل بكرم منه و هو الكريم يعفو و يغفر و يرحم

و يتكرم على عباده بالعفو و المغفرة سبحانه و بحمده

إلا ما كان من مشرك ( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )

أعظم الجرم أن تجعل لله ندا و هو خلقك فكما كان من هذا المشرك بالله

الذي يدعو غير الله , و يرجو غير الله ,و يعبد غير الله فإن الله عزوجل

لا يشمله بالمغفرة في تلك الليلة ( إن الشرك لظلم عظيم )

(( إلا ما كان من مشرك أو مشاحن و في رواية أو قاطع رحم ))

فسبحان الله .. قطيعة الرحم .. ما أشده من داء ..

قطيعة الرحم .. فهدد الله عزوجل هؤلاء الذين يقطعون أرحامهم في كتابه العزيز :

( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم

أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و أعمى أبصارهم )

فكيف يقطع الإنسان رحمه التي أمر الله بصلتها

(و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام )

فكيف تقطع هذه الرحم الذي أمر الله بصلتها

و أحق من يوصل أيها الأحباب الوالدان , الأب و الأم ,

ففضلهما على الإنسان من فضل و من سابغ نعمة

الأب يتعب و يبذل و ينفق من ماله بل إنه ليجود بروحه من أجل ولده

و الأم حملت و أرضعت و نشأت وربت و الطفل حينذاك لاحول له و لا قوة

فهل يكون الجزاء عقوقا و عصيانا ؟؟!!!

إن حق الوالدين كبير و يجب على الإنسان أن يقوم ببرهما

و أن يكون تحت قدميهما و أن يلزم قدميهما فثم الجنة

هذا على مدار العام و أما في ليلة النصف من شعبان فإن عاق الوالدين

لا يشمله هذا العفو و كذلك صلة الأرحام التي أمر الله بصلتها من :

الأخوة و الأخوات و الأعمام و العمات و الأخوال و الخالات و الأجداد و الجدات

فكل رحم للإنسان ينبغي أن توصل و كل قاطع رحم أخلق به أن يحرم العفو

في موسم العفو ( إلا ما كان من مشرك أو مشاحن )

صاحب الشحناء مع المسلمين بل من لم ينقي قلبه لإخوانه في الله ,

صاحب الغل على المسلمين , صاحب الشحناء مع إخوانه في الله

فإنه مهدد ألا يغفر له في تلك الليلة لما كان في قلبه على أخوانه

و لما أوجد من شحناء في وسط المجتمع المسلم

فسبحان الله !! .. الله عزوجل يعد بالعفو ..

ذنوبا كثيرة كالجبال كلها تمحى , كلها تزول بكرم الكريم ,

لمن آمن بالله ووحد الله , ولمن ترك الشحناء وقطيعة الرحمة و قام ببر الوالدين

و أحسن لعباد الله جميعا إنه الكرم من الله عزوجل

فلا تفوتنكم تلك الليلة

قبل أن تفوت تلك الليلة اخلصوا هذا القلب لله ,و نقوه على عباد الله

من كان بينه و بين والديه شئ فليبادر ,

و من كان بينه و بين أرحامه شئ فليبادر,

و من كان بينه و بين إخوانه المسلمين شئ فليبادر,

قبل أن تفوت تلك الليلة ,

فيحرم العفو من العفو الكريم
بواسطة (3.7مليون نقاط)
شعبان.. تزكية القلوب والأعمال
عندما دخل شهر شعبان، رأى الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في هذا الشهر ما لا يصوم في غيره، فسألوه عن سبب ذلك واختصاصه شعبان بهذه الزيادة الواضحة في هذه العبادة الربانية حتى يكاد أن يصومه كله، فقد روى الإمام أحمد والنسائي عن أسامة بن زيد أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "لم أرك تصوم في شهر ما تصوم في شعبان؟ قال: [ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عز وجل، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم]. حسنه الألباني.
غفلة الناس
فأخبر صلى الله عليه وسلم أن سبب كثرة صيامه في شعبان لغفلة الناس عن هذا الشهر بين رجب الحرام ورمضان المبارك، فأحب أن يكون ممن يعبد الله في زمان غفلة الناس. لأن للعبادة وقت الغفلة مزايا كثيرة، فهي سبيل أهل الصفوة، وعلامة اليقظة، ودليل حياة القلب وتعلقه بالله لا بالناس.
ثم إن العبادة وقت الغفلة أكثر مشقة على النفوس؛ وذلك لقلة العابدين وندرة من يقتدى بهم في الخير، وكثرة أهل الغفلة فتستمرأ المعاصي، وتسهل وتخف عليهم، وتستثقل الطاعة وتصعب على النفوس لغربة أهلها بين الناس. قال صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: [بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء]، وجاء وصفهم في بعض الروايات بأنهم: [الذين يصلحون إذا فسد الناس] و في لفظ [قوم صالحون قليل في ناس سوء كثير، مَنْ يَعصيهِمْ أكثَرُ مِمَّن يُطيعهم ]
والعبادة زمان الغفلة أدعى للإخلاص، وأبعد من الرياء، وذلك لخفائها عن أهل الغفلات، فأهل الغفلة في غفلتهم لا يلتفتون لمن يطيع الله ولا غيره، ومعلوم أنه كلما كان العمل أخفى وأبعد عن عيون الناس، كلما كان أحب إلى الله وأدعى إلى الإخلاص، وفضل عمل السر على عمل العلن كفضل صدقة السر على صدقة العلانية. وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: [ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه]، [ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه].
ثم إن الطاعة وقت الغفلة سبب لدفع البلاء، فإن الله يدفع بأهل الطاعة عن أهل المعصية، وبأهل اليقظة عن أهل الغفلة، فيمنع وقوع البلاء العام.. وقد قال بعض السلف: ذاكر الله في الغافلين كمثل الذي يحمي الفئة المنهزمة، ولولا من يذكر الله في غفلة الناس لهلك الناس.
عرض الأعمال:
وفي شعبان ترفع الأعمال إلى الله، وهذا هو الرفع السنوي كما أنها ترفع رفعا أسبوعيا في كل اثنين وخميس، فأحب رسول الله أن يكون وقت رفع عمله في طاعة لله.
وهذه دعوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته لإتقان العمل في هذا الشهر.. فإذا كانت أعمالنا ترفع على الله في هذا الشهر وتعرض عليه لزمنا:
ـ أن نكثر من الطاعات والعبادات.. ونترك المعاصي والسيئات؛ حتى لا يرفع لنا إلى الله إلا ما يحب.
. أن نخلص في أعمالنا ونتقنها ونخلصها من كل شائبة تعيبها وتمنع من قبولها؛ لأن الناقد بصير.
. أن نلزم الطاعات ونداوم عليها؛ لعل الله يرانا على ما يحب فيقبل عملنا ويغفر زللنا.
. أن نكثر الدعاء إلى الله والتضرع إليه ليتقبل منا ويعفو عنا.
عرض القلوب:
وإذا كانت الأعمال تعرض على الله في شعبان، فإن لشعبان مزية أخرى وفضلا آخر اختصه الله به، وهو أن قلوب العباد تعرض على ربها في ليلة النصف من هذا الشهر، فيتفضل على كل قلب موحد طاهر من الشرك، وكل قلب نقي خال من البغضاء والشحناء والحقد بالعفو والمغفرة.
فقد روى الإمام الطبراني وابن حبان وغيرهما عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [يطَّلِعُ اللهُ إلى خَلقِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خَلْقِه إلَّا لِمُشركٍ أو مُشاحِنٍ](حسنه الألباني).
وفي رواية أخرى: عن أبي ثعلبة الخشني: قال صلى الله عليه وسلم: [يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين، ويمهل الكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه](حسنه الألباني في صحيح الجامع).
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم العفو معلقا بطهارة القلب عن الشرك بكل مظاهره، وبراءته من التعلق بغير إلهه وخالقه ورازقه. ثم تخلية القلب عن كل ضغينة، وتطهيره عن كل رذيلة، وتخلصه من كل قطيعة، وحمايته عن كل شحناء، وصيانته عن كل بغضاء.
فهي دعوة لتوحيد الله سبحانه، والبعد عن الشرك؛ لأن الشرك أعظم الذنوب، وأقبح العيوب، ولا يقبل الله معه صرفا ولا عدلا، أي لا فريضة ولا نفلا، {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}(المائدة:72)
وهي دعوة لتنقية القلب وتطهيره من الغل والحقد والحسد والشحناء والبغضاء؛ لأن الحقد داء دفين، وحمل ثقيل، يتعب حامله ويثقل كاهله، فتشقى به نفسه، ويفسد به فكره، وينشغل له باله، فيكثر همه وغمه؛ فلا يرتاح حتى يؤذي من يحقد عليه لينفس عن نفسه.
وهي أيضا دعوة للمحبة والتآلف، والمودة والتعاطف، فإن الأمة تحتاج إلى صفاء النفوس، ونقاء القلوب، وتحلية الضمائر، وتطهير السرائر أكثر من حاجتها لعبادات مخترعة لا تنفع صاحبها في قليل ولا كثير.
إنها دعوة لوحدة الصف، ورأب الصدع، ونبذ الضغائن، ورفع الأحقاد، حتى تعود قلوبنا بيضاء نقية كقلوب أهل الجنة {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين}.
ملحظ رائع
وكما أن أهل العلم يرون في كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم أنه من باب الاستعداد لرمضان، حتى تتعود النفوس الصيام وتتمرن عليه، وتجد حلاوة الصيام ولذته، فتدخل رمضان بقوة ونشاط، لأن شعبان كالمقدمة بين يدي رمضان، ولذلك استحبوا فيه من الأعمال ما يستحب في رمضان كقراءة القرآن وكثرة الصدقات ونوافل الصلوات والتعود على ذكر رب الأرض والسموات.
وكذلك أهل التوفيق ينظرون إلى هذه الدعوة لتصفية القلوب نظرة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى، وهي أننا مقبلون على رمضان فنحتاج أن نقبل عليه بقلوب جديدة مستعدة للعبادة مقبلة على الطاعة، غير متفرغة لسفاسف الأمور من ضغائن وأحقاد، فمثل هذه القلوب المريضة لا تنتفع برمضان في الغالب. وإنما ينتفع برمضان قلب لا يجدُ لأحد من المسلمين غِشًّا ولا حقدا، ولا يحسدُ أحداً على خير أعطاه الله إياه، فهذه القلوب الموفقة الصالحة للقرب والتعبد والتأله والعتق من النار.
فاللهم طهر قلوبنا من كل أمراضها، وزك نفوسنا من كل أوضارها، وبلغنا رمضان على الحال الذي يرضيك.. آمين.
0 تصويتات
بواسطة (3.7مليون نقاط)
فضائل شهر شعبان في خطبة الجمعة مكتوبة بالتشكيل قابلة للنسخ

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع مدينة العلم، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...