خطبة جمعة بعنوان:أَمطَارُ خَيرِ وَبَرَكَةٍ، نعمة الغيث ونزول الامطار
يسعدنا زيارتكم في موقعنا مدينة الـعـلـم الذي يقدم افضل المعلومات النموذجية والاجابة الصحيحة للسؤال التالي
خطبة جمعة بعنوان:أَمطَارُ خَيرِ وَبَرَكَةٍ، نعمة الغيث ونزول الامطار
الحمدُ لله واسعِ الفضلِ والعطاءِ,سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدُّعاءِ. يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له واسعُ الكرمِ والجودِ,ونشهدُ أنَّ مُحمداً عبدُ الله ورسولُهُ صاحِبُ الحوضِ المَورودِ,صلَّى الله وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى الهِ وَصحبِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى اليومِ الموعود أمَّا بعدُ.فَأوصيكم وَنفسي بِتقوى اللهِ تَعالى فالمُتَّقونَ هُمُ النَّاجُونَ,فَمن اتقى اللهَ وَقَاهُ,ومَن تَوكَّلَ عليه كَفاهُ,ومَن سَألَ رَبَّهُ منَحَهُ وأَعطَاهُ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ عبادَ اللهِ:إننا لنحمدُ اللهَ تعالى ونَشكُرُهُ فَنحنُ في نِعَمٍ زَاخرةٍ وخَيراتٍ وَافِرَةٍ,سَماؤنا تُمطِرُ وشَجَرُنا يُثمِرُ وأَرضُنا تَخضَرُّ,وآبارُنا تَمتَلئُ,حَمْداً لكَ ياربُّ,لقد أَنزَلتَ علينا غيثاً مُغيثاً, عمَّ الأَرَاضي رِيِّاً,ولم تَزلْ بِنا رَؤفاً حَفِيَّاً,فَأصبَحنا وأَمسَينا مُستبَشِرِينَ وبِرَحمَتِكَ ورِزقِكَ فَرِحينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ سُبحَانَ مَن أَنزلَ سَيلاً في البَلَدِ فَكيفَ لو صَبَّ جِبَالاً مِن بَرَدٍ أَنزَلَهُ رِفْقَاً بِنَا قَطَّارا وبعضُهُ سَخَّرَهُ أَنهَارَاً إي واللهِ:لقد عمَّتِ الفَرحةُ الصِّغارَ والكِبَارَ,فَخرَجَ النَّاسُ لِمشهَدِ ذَلِكَ الغَيثِ,وتِلكَ الأودِيةِ والشِّعابِ,فا لحمدُ للهِ الوَلِيِّ الحَمِيدِ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ فَسُبحَانَ (مَنْ يَدُهُ مَلأى لا تَغِيضُها نَفَقَةٌ سَحَّاءُ الَّليلِ والنَّهَارِ ) رَبُّنا يامؤمنُونَ: رَحيمٌ حليمٌ,عَظِيمٌ كريمٌ,فنحنُ مُقَصِّرونَ في جنبِّ اللهِ تعالى,ولم يَزَلْ أُناسٌ مُصِّرِّينَ على الذُّنُوبِ والعِصيانِ،والظُّلمِ والعُدوانِ!ورَبُّنا تَتَنَزَّلُ مِنهُ الخَيراتُ والبَرَكَاتُ, وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا
فَقد يُنزِلُ اللهُ المَطَرَ بِدعوَةِ رَجلٍ صَالِحِ,أوصَبِيِّ لم تُكتب عليهِ الذُّنوبُ،أو بِرحمةِ البَهَائِمِ العَجْمَواتِ،وقَدْ قَالَ نبِيُّنا: (هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ).وقَالَ: (يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِنِ ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَنَزَلْنَ بِكُمْ وأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ:لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يَعْمَلُوا بِهَا إِلاَّ ظَهَرَ فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمْ،وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمُؤْنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ،وَلَمْ يَمْنَعُوا الزَّكَاةَ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ،وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا،وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سُلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ مَنْ غَيْرِهِمْ وَأَخَذُوا بَعْضَ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ،وَمَا لَمْ يَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ إِلاَّ أَلْقَى اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ) شاهدُنا في الحديثِ (وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا). ذكرَ ابنُ قُدَامَةَ رحمَهُ اللهُ في كِتَابِ التَّوَّابِينَ: قِصَّةَ نَبِيِّ اللهِ مُوسى عليهِ السَّلامُ أنَّهُ حينَ جَفَّ المَطَرُ طَلبَ قَومُهُ أنْ يَدْعُوَ رَبَّهُ بِالغَيثِ,فَصعَدَ مُوسى الجَبَلَ وَدَعَا رَبَّهُ بِالمَطَرِ,فَقالَ لَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلًّ:يا موسى كَيفَ أُنزِلُ المَطَرَ وبَينَكُم عَاصٍ مُنذُ أَربَعِينَ سَنَةٍ؟ فَرجَعَ مُوسى إلى قَومِهِ وَبَلَّغَهم بِأَنَّ بَينَهُم عَاصٍ فَليَخرُجْ.فَنادوا أَيُّها العَاصِي أُخرُجْ فَبِسَبَبِكَ مُنعنَا القَطرَ,فَتَلَفَّتَ ذَلِكَ العَاصي لَعَلَّهُ يَخرُجُ أَحدٌ فَلم يَخرُجْ.فَقالَ: يَارَبِّ عَصَيتُكَ أَربَعِينَ سنَةً فَسَتَرتَ عليَّ,فَأَسأَلُكَ الآنَ التَّوبَةَ والمَغفِرَةَ, فَنَزَلَ المَطَرُ!فَقالَ مُوسى يَارَبِّ:مُطرنا وَلَمْ يَخرُج أَحَدٌ فَقالَ اللهُ تعالى:سَقَيتُكُم بِتَوبَةِ الذي مَنَعتُكُم بِه فَقَالَ:يَارَبِّ أَرِني ذَلِكَ الرَّجُلَ فَقالَ اللهُ يا موسى: لَم أَكُن لِأَفضَحَهُ هو يَعصِينِي أَفَأَ فضَحُهُ وهو يُطيعُنِي)
وهو الحَيِيُّ فَلَيسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ عندَ التَّجَاهُرِ مِنْهُ بالعِصْيَانِ
لَكِنَّهُ يُلْقِي عَلَيْهِ بِسِترِهِ فَهْوَ السَّتِيرُ وصَاحِبُ الغُفْرَانِ
عبادَ اللهِ:المَطرُ مَاءٌ طَهُورٌ مُبَارَكٌ,وهو الحَيَاةُ وَكَفى!يَقولُ المولى جلَّ وعلا : وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ المَطَرُ آيةٌ من آياتِ اللهِ وَهِبَةٌ من هِباتِهِ,وإذا أردتَ أنْ تُحاجَّ أَحدَاً من البشرِ فقلْ من أَنزَلَ المَطَرَ؟مَن خَلَقَهُ؟ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ويُخطِئُ مَن يَعتَمِدُ على الحِسَابِ والفَلَكِ,وعلى النُّجُومِ والكوَاكبِ فَحسبُ,فعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضيَ اللهُ عنهُ,أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلاَةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ،فَقَالَ: (هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ).
عبادَ اللهِ:نُزولُ المَطَرِ آيَةٌ تَدلُّ على قُدَرَةِ اللهِ سبحانه على البَعْثِ والنُّشورِ!فهل منْ مُدَّكرٍ؟ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فيا مؤمنون أقدروا لنعمةِ المَطَرِ قَدرَهُ,واشكروا ربَّكُم على سَوَابِغِ فَضلِهِ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ فاللهم اجعلْ ما أَنزَلْتَ علينا صَيِّبَا نَافِعَا,ومَتَاعاً لنا وبَلاغاً إلى حينٍ.أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذنبٍّ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية: