الأطفال نعمة
خطبه الجمعه بعنوان نعمة الأطفال ونعمة الذرية الصالحة
خطبة جمعة مكتوبه بعنوان نعمة الأطفال وحسن تربيتهم
خطبة جمعة مكتوبه بعنوان نعمة الأطفال وحسن تربيتهم
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي خلق الإنسان وفضله، ووهب له بنين وحفدة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله رب العالمين، قال سبحانه عن عباد الرحمن: (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما).
أيها المؤمنون: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق من أسواق المدينة، فانصرف، فجاءه أحد أحفاده يركض إليه، ففتح النبي صلى الله عليه وسلم ذراعيه يستقبله، فقبله وضمه إلى صدره، ودعا له بقوله: «اللهم إني أحبه فأحبه». إنهم الأطفال يا عباد الله؛ زينة الدنيا، وزهرة الفؤاد، قال الله عز وجل: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) وهم هبة من الله الوهاب، طلبها الأنبياء والمرسلون، فقد دعا زكريا عليه السلام ربه فقال: (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة). ولعظم حق الأطفال أمر سبحانه برعايتهم، وتوفير احتياجاتهم النفسية والجسدية، فجعل الأبوين مسؤولين عن رعاية أطفالهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والرجل راع في أهله، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها». فوجه الله تعالى الأمهات إلى رعاية أطفالهن فقال سبحانه: (والوالدات يرضعن أولادهن) وأوجب عز وجل على الأب نفقة الطفل وأمه؛ كي تستقر حياتها، وتعتني بطفلها، قال تعالى: (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف).
ومن مسؤولية الآباء أن يوثقوا صلة أطفالهم بربهم، ويغرسوا القيم والأخلاق في نفوسهم، قال تعالى على لسان لقمان لابنه: (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير). وقال لابنه كما جاء في الأثر: «يا بني؛ من يملك لسانه يسلم، ومن يجتنب مداخل السوء يأمن، ومن يصحب الصاحب الصالح يغنم». فما أجملها من قيم، وما أرفعها من حكم، يغرسها الأب في عقل طفله، فتكون معه طوال حياته، ويعلمها أولاده من بعده.
فاللهم احفظ أطفالنا، واجعلهم سبب سعادة لنا.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن تبع هديه. أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله.
أيها الآباء الفضلاء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإن لولدك عليك حقا» ومن حقوق الأطفال على آبائهم أن ينشأوا فيجدوهم من أقرب أصدقائهم، يبوحون إليهم بما يشغلهم، ويستشيرونهم فيما يحيرهم، فيستمع الأب الحكيم إلى ولده، وتستمع الأم الحنون إلى ابنتها، فقد كانت السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما يؤلمها، وتعرض عليه ما يحزنها.
وإن من حقوق الأطفال يا عباد الله أن نعتني بتعليمهم وصحتهم ونخصص جزءا من أوقاتنا لهم، ونمنحهم من خبرتنا، ونغرس فيهم ما يعزز إيمانهم، ويرفع في الدنيا والآخرة قدرهم، ويحسن أخلاقهم، ويهذب أفعالهم، فيصدقوا إذا حدثوا، ويوفوا إذا عاهدوا، ويحسنوا إلى غيرهم، فيوقروا الكبير، ويعطفوا على الصغير، ويرسخوا ولاءهم وحبهم للوطن.
هذا وصل اللهم وسلم على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.