خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان
حل السؤال خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان
وفقكم الله الى مايحب ويرضى واهلا وسهلا بكم اعزائي طلاب وطالبات العلم في موقعكم الأول التعليمي موقع madeilm مدينة الـعـلـم الذي يعتبر المعلم عن بعد المتميز في السرعة على الاجابة على أسئلتكم المتنوعة من المناهج الدراسية من مصدرها الصحيح كما نقدم لكم الأن على موقع مدينة الـعـلـم madeilm إجابة وحل السؤال التالي:
إجابة السؤال خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان
إجابة السؤال تكون على النحو التالي:
خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان
الخطبة الأولى :
الحمدُ للهِ الخلاَّقِ العليمِ؛ خلَقَ الزَّمَانَ، وكوَّرَ الليلَ علَى النَّهارِ، وكُلُّ شيءٍ عندَهُ بِمِقدَارٍ، نَحمَدُهُ علَى إِدْرَاكِ هذَا الشَّهرِ الكَريمِ، ونشْكُرُهُ علَى مَا حَبَانَا فيهِ مِنَ الخَيرِ العَظِيمِ، ونسأَلُهُ سُبحَانَهُ صَلاحَ نِيَّاتِنَا، وقبولَ أعمَالِنَا، واسْتِقَامَتَنَا علَى أمرِهِ، واستمْرَارَنَا علَى عهدِهِ، وإعَانَتَنَا علَى مَا يُرضِيهِ، واجْتِنَابَنَا لِمَا يُسخِطُهُ.
وأشهدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ؛ وأشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ؛ كَانَ يَصومُ حتَّى يقُولَ القَائِلُ: لاَ يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى يَقُولَ القَائِلُ: لاَ يصُومُ، وصَلَّى مِنَ اللَّيلِ كُلِّهِ، وكَانَ يَتَهَجَّدُ بالقرآنِ، فيُطِيلُ القِيَامَ، ويُرَتِّلُ القُرآنَ، صَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عليهِ وعلَى آلِهِ وأصحَابِهِ وأتبَاعِهِ إِلى يَومِ الدِّينِ...
أمَّا بَعدُ: فاتَّقُوا اللهَ تَعَالى وأَطِيعُوهُ، وأَحْسِنُوا خِتَامَ شَهْرِكُمْ بَخيرِ عَمَلِكُم، وأَلْزِمُوا أنْفُسَكُم بعَهْدِكُمْ، والاسْتِمرَارِ علَى طَاعةِ رَبِّكُمْ، وأَكْثِروا مِنَ الاسْتِغْفَارِ؛ فإنَّهُ مُرَقِّعٌ لما تخرَّقَ مِن صِيَامِكُمْ، والْهَجُوا للهِ تعَالى بالحمدِ والشُّكرِ علَى رحمتِهِ بكُم، وفضْلِهِ عليْكُمْ؛ فَلَقَدْ أدْرَكْتُمْ رَمَضَانَ صِحَاحًا مُعَافِينَ مُسَلَّمِينَ، فَصُمْتُمْ وقُمْتُمْ وقَرَأْتُمْ وتَصَدَّقْتُمْ، وفَعَلْتُمْ مِنَ الْخَيْرِ مَا دُوِّن في صَحَائِفِكُمْ، وأَتَيْتُمْ مِنَ الْبِرِّ مَا لَمْ يُوَفَّقْ لَه غَيْرُكُمْ؛ وذَلِكَ مَحْضُ فَضْلِ اللهِ تَعَالَى عَلَيْكُمْ: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ * وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴾
فهَذِهِ آخرُ جُمعَةٍ مِن رَمضَانَ، وهكَذَا تمضِي الأَعْمَارُ، هكَذَا هِيَ الدُّنيَا، وإِنَّمَا العبدُ جُملةٌ مِن أَيَّامٍ؛ كلَّمَا ذهَبَ يَوْمٌ ذَهَبَ بَعضُهُ.
مِنْ فَضلِ اللهِ علَيْكُم - أيُّها المؤمنونَ باللهِ واليومِ الآخرِ- أَنِ اعْتَدْتُمْ فِي هَذَا الشهرِ الكريمِ على عِبَادَاتٍ جَلِيلَةٍ، وطَاعَاتٍ عظِيمَةٍ، بَلْ إِنَّكُمْ مَا إِنْ تَفْرُغُوا مِنْ عِبَادَةٍ إِلاَّ وَتَنْتَظِرُكُمْ عِبَادةٌ أخْرَى، حَسناتٌ يُزَاحِمُ بعضُهَا بعْضًا، صَلاةٌ وصِيامٌ، وذِكرٌ وقِيَامٌ، وتَلاوَةُ كَلامِ الرَّحمنِ، وإنفَاقٌ وإِحْسَانٌ، بُيوتُ اللهِ عُمِّرَتْ بالذَّاكِرِينَ... لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، كَمْ منَ الأُجُورِ قَدْ سُجِّلَتْ فِي مَوَازِينِ حَسَنَاتِكُمْ، وكَمْ مِنَ السِّيئاتِ قَد مُحِيَتْ عَنكُمْ، وهَذَا فَضْلُ اللهِ وتَوْفِيقُهُ لَكُمْ.
عَبدَ اللهِ...عَاهِدْ نَفسَكَ وأنْتَ فِي آخِرِ هذَا الشَّهرِ الكريمِ أنْ تَستَمِرَّ علَى طَاعةِ رَبِّكَ، ادْعُ اللهَ بكُلِّ إخْلاصٍ وتَجَرُّدٍ وإلحَاحٍ أنْ يُدِيمَ عليْكَ نِعْمَةَ الطَّاعَةِ، وأنْ يَرْزُقَكَ حُبَّهَا، وأَنْ تكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِمَّا سُوَاهَا مِن مُتعِ الدُّنيَا الفَانِيَةِ.
وبعدَ رمضَانَ -واسْمَعْ جَيِّداً- وفي أوَّلِ أيَّامِ شهرِ شَوَّالٍ لا تَقْطَعَ ذَلكَ الْحَبلَ الَّذِي مَدَدتَهُ، وَلا ذَلكَ الخيرَ الَّذِي رَسَمْتَهُ، بَلْ واصِلِ العَطَاءَ مَعَ اللهِ، واستعِنْ باللهِ فِي ذلكَ وَضَعْ نصْبَ عَيْنَيْكَ قَولَ اللهِ تعَالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ اسْتَغِلَّ قُوَّةَ الدعَاءِ فِي الأوقَاتِ الفَاضِلَةِ التي سَتَمُرُّ عليكَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ أيَّامِ هذَا الشَّهرِ العَظِيمَةِ، ادْعُ اللهَ بإلْحَاحٍ أَنْ يجْعَلَكَ مِنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ.. مِنْ عِبَادِهِ المتقينَ، وأنْ يَمُنَّ عليكَ بِمَا مَنَّ عَليهِمْ، ثُمَّ انظُرْ بعدَ ذلكَ إلَى عَطَاءِ الرَّبِّ عليكَ، انظُرْ إِلى هِبَاتِ الكَريمِ إليكَ، انْشَراحُ الصَّدْرِ، وسَعَةُ البَالِ، وسُكُونُ النَّفْسِ، الغِنَى عمَّا فِي أيْدِي النَّاسِ، هذَا بَعْضٌ مِنْ عَطَاءِ الدُّنيَا، أمَّا فِي الآخِرَةِ فشَيءٌ يَعْجَزُ الوَاصِفُونَ عَنْ وَصْفِهِ بَلْ هِيَ ﴿ جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [نَعَمْ.. إنَّ فِي الدُّنيَا جَنَّةً مَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا لَمْ يَدْخُلْ جَنَّةَ الآخِرَةِ.
عِبادَ اللهِ... هَذَا النَّعِيمُ، وهو - واللهِ- لا يُدْرَكُ بالنَّعيمِ وَلا بالتَّوَاكُلِ ولا التَّمَنِّي والتَّسْوِيفِ والتَّأْجِيلِ.
بَلْ إنَّ مَنْ ذَاقَ لَذَّةَ الطَّاعةِ علَى الحقِيقَةِ لاَ يَسْأَمُ العبادةَ ولا يملُّهَا، اسمَعْ لِقَولِ اللهِ تعَالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ فالحياةُ الطَيِّبةُ هِيَ لذَّةُ الْمُنَاجَاةِ للهِ، وَقوَّةُ الاتِّصَالِ باللهِ والثِّقةُ باللهِ، والاعْتِمَادُ على اللهِ، والأُنسُ بطَاعَةِ اللهِ، والرَّاحَةُ بالقِيَامِ بِمَا أوْجَبَ اللهُ.
عِبادَ اللهِ... لَقدْ أَوْشَكَتْ هذِه الأيَّامُ على الرَّحيلِ بعدَ أنْ سَعِدَ بها أهلُ الإيمانِ وأَوْدَعُوا فيهَا مَا استَطَاعُوا مِن عَملٍ صَالحٍ كَانُوا يَتَنَافَسُونَ فيهِ علَى ما يُقَرِّبُهُم إِلى ربِّهِم ويرْفَعُ درَجَتَهُم ويُعْلِي مكَانَتَهُم.
إنَّ لهذهِ الأيامِ العَظِيمةِ رَوْحَانِيَّةً لِمَن عَرفَهَا وأدرَكَهَا وعَمِلَ فيهَا بمَا استطَاعَ مِنْ جَهْدٍ.
أقولُ الذي عَرَفَهَا.. عَرَفَ أنَّها أغْلَى الأيَّامِ، وأثَمنُ الأوقاتِ، واللهُ سبحانَه يُسْدِي لعبادِهِ الفُرَصَ فمَن أَخَذَهَا بِجِدٍّ ونَافسَ فيهَا بُورِكَ لَه في عُمُرِهِ وعَظُمَ فيهِ أجرُهُ؛ فالصِّيامُ والقِيَامُ وقِرَاءَةُ القرآنِ، والعُمْرةُ إلى بيتِ اللهِ الحَرامِ، والصَّدقةُ والإحْسَانُ، وقيامُ العَشرِ الأوَاخرِ وليلةِ القدرِ، وأداءُ زَكاةِ الفطرِ.. كُلُّهَا فُرصٌ عظيمةٌ مَنْ نَافَسَ فيها رَبِحَ رِبْحاً لا خَسارةَ بعدَهُ ومَن تهَاوَنَ وتَقَاعَسَ ورَضِيَ بحُطامِ الدُّنيا الفَانِي فهُو الخَاسِرُ؛ لأَنَّه ربَّما لا تَتكَرَّرُ له تلكَ الفُرصَةُ!
أيها الناسُ.. لِنَتأَمَّلَ أحْوالَ غيرِنَا فِي هذا الشهرِ الكريمِ؛ لِنعرِفَ فضْلَ اللهِ تعالى علَينا، فنَشْكُرَه على نِعَمِه، ونَلْهَجَ بذِكْرِهِ وحمْدِهِ.
في هذا الشهرِ الكريمِ حُرِمَ هذهِ اللذَّةَ العظيمةَ مِليارَاتٌ مِنَ البَشَرِ مِمَّن كَفَروا باللهِ تعالى جَهلاً بهِ، أو اسْتِكْبَارًا عن عِبادَتِهِ، فلَمْ يعرِفُوا رمضانَ، ولم يَعيشُوا لَذَّة الصيامِ والقيامِ والقرآنِ.
وفي رمضانَ، ونحنُ نَنْعَمُ بالأمنِ والاسْتقرارِ، قَضَى الملايينُ مِنَ المسلمينَ رمضانَ فِي رُعْبٍ وخوفٍ؛ فهُمْ بينَ حُروبٍ طَاحِنَةٍ، وقَلاقِلَ مُسْتَمِرَّةٍ، ومِحَنٍ دَائِمَةٍ.
وفي رمضانَ، وفي لَحَظَاتِ الغُروبِ، أوِ السَّحَرِ مَوائِدُنَا تُبْسَطُ وتُملأُ مِن نِعَمِ اللهِ تعالى فَمَا تَدْرِي نفسٌ مَاذا تَأكُلُ وماذَا تَتْرُكُ، بينَما يُفْطِرُ قومٌ منَ المسلمينَ علَى الشَّيءِ اليَسِيرِ وقَد شَاهَدْنَا هذا كَثِيراً عبرَ مَوَاقِعِ التَّواصُلِ الاجتِمَاعِيِّ.
وفي رمضانَ، متَّعنَا اللهُ تعالى بأجْسَادِنَا، وأكْمَلَ صِحَّتَنَا وعَافِيَتَنَا في حينِ أَنَّ في المستشفياتِ وبعضِ البيوتِ مَرضَى يَئِنُّونَ مِن آلامِهِمْ، ويُعَالِجُونَ أمرَاضَهُم، قَد أَلْهَاهُمْ مَا هُم فيهِ, عنِ الفَرَحِ برمضانَ ومظَاهِرِهِ، وحُرِمُوا إِقَامةَ شَعَائِرِهِ.
وَمِنْهُم مَن حُبِسُوا في دُيُونِهِم، أو في جِنَايَاتٍ كَانتْ عليهِمْ؛ فَلْنَشْكُرِ اللهَ تعالى أَنْ عَافَانَا مِن البَلاءِ.
نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى فِي خِتَامِ هَذَا الشَّهْرِ الْكَرِيمِ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْنَا بِالْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْقَبُولِ، وَأَنْ يُكْتَبَ لَنَا وَلِلْمُسْلِمِينَ الْعِتْقَ مِنَ النَّارِ، وَأَنْ يَجْعَلَ حَالَنَا بَعْدَ رَمَضَانَ خَيْرًا مِنْ حَالِنَا فِيهِ، وَأَنْ يَفْتَحَ لَنَا أَبْوَابَ الْخَيْرِ، وَأَنْ يَخْتِمَ لَنَا رَمَضَانَ بِخَيْرٍ، وَأَنْ يُبَلِّغَنَا رَمَضَانَ الْقَادِمَ وَنَحْنُ نَنْعَمُ بِالْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ وَالصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ. إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ
الخطبة الثانية
الخطبة الثانية على مربع الاجابة اسفل الصفحة الرئيسية..
اعزائي الكرام للحصول على اجابة جميع اسئلتكم ماعليكم سوى طرحها على موقع مدينة الـعـلـم ،madeilm وسوف نقوم بحلها فور وصولها وشكرا لكم(. اطرح سؤال)