خطبة جمعة بعنوان هنيئًا لمن أدرك رمضان وصامة
الخطبة الثانية مع الدعاء في نهاية الخطبة
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، رب الأوليين والآخرين، وأشهد أن محمد رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين الطاهرين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
التنبه لكل ما يفسد الصوم
عباد الله: كل ما كان وسيلة إلى محرم فهو محرم، كل ما يتوصل به إلى حرام فهو حرام، كل ما يؤدي إلى حرام فهو حرام، كل ما يوقع في حرام فهو حرام، ولذلك لابد للصائم من الانتباه لكل ما يفسد صومه أو يفطره فيجتنب ذلك وأسبابه المؤدية إليه.
ومن جامع أهله فطلع الفجر وجب عليه أن ينزع وصومه صحيح، ولو اغتسل بعد طلوع الفجر، ولو استيقظ وهو على جنابة، أو طلع عليه الفجر وهو على جنابة، فليس عليه شيء، وقد كان ﷺ يصبح جنباً ثم يغتسل، وكذلك من احتلم في نهار رمضان فليس عليه شيء، والنائم مرفوع عنه القلم، بخلاف من تعمد الإنزال فيه فإن جرمه عظيم، وإثمه جسيم، وعليه الإمساك والتوبة، وقضاء هذا اليوم.
وكذلك فإن الاهتمام بصيام النساء أمر مهم أيها الأخوة! فإن كثيراً من النساء ربما لا تعرف بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بالصيام، فينبغي على وليها أن يقوم عليها تعليماً ونصحا.
ويجب عليها أن تستدرك ما فاتها من الرمضانات من صيام رمضان الماضي قبل دخول رمضان الجديد، فإذا كانت صاحبة عذر مستمر، كحامل، ثم نفساء، ثم مرضع، ودخل الشهر الجديد، وعذرها مستمر فليس عليها إلا القضاء، يجوز للحامل أن تفطر لأجل الحمل، ويجوز للمرضع أن تفطر لأجل نفسها، ولأجل ولدها، لا حرج في ذلك، وهما على الصحيح، كالمريض، ليس عليهما إلا القضاء فقط، والحائض إذا رأت السائل الأبيض الذي يدفعه الرحم بعد انتهاء الحيض، أو جفت جفافاً تاماً، وجب عليها أن تغتسل للصلاة، وأن تبدأ بالصيام، وإذا أسقطت الحامل جنيناً متخلقة فهي نفساء، وإذا كان الجنين غير متخلق فهي استحاضة يجب عليها الصيام إذا استطاعت، وكذلك فإن الأفضل للحائض أن تبقى على طبيعتها التي خلقها الله عليها، ولا تتعاطى حبوباً، ولا غيرها، لمنع الدورة، وقد ثبتت أضرار هذه الموانع، فإذا استعملتها وانقطع الدم تماماً، وصامت بالنية صح صيامها، وكذلك فإن المرأة عليها أن تتقي الله في خروجها لصلاة التراويح، ويجب على الأولياء أن يأخذوا على نسائهم بشأن ذلك، فإن بعض المناظر جد مزرية أيها الأخوة.
صلاة التراويح سنة في رمضان
صلاة التراويح سنة في رمضان، الاجتماع عليها سنة في رمضان، أحد عشر ركعة، كان النبي ﷺ لا يزيد عليها في رمضان ولا في غيره، والزيادة عليها جائزة؛ لحديث: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى ولكن السنة والأفضل والأكمل والأكثر أجراً وفعل محمد بن عبدالله ﷺ أحد عشرة ركعة، يصليها بتأن لا تسأل عن حسنهن وطولهن.
يجتمع الناس لصلاة التراويح في المساجد، بخشوع وأناة يصلون، وليس الأفضل من ينتهي أولاً، وليس البحث عن المسجد المبكر في الخروج هو الهدف، وإنما الهدف أيها الأخوة: هو الازدياد من الطاعة والعبادة في هذا الشهر الكريم، فعلينا أن نتقي الله تعالى في صلاتنا، وأن نتقي الله تعالى في صيامنا، وأن نكثر من فعل الخيرات في هذا الشهر.
نسأل الله أن يجعله شهر خير لنا جميعاً، ونسأله أن يوفق أبنائنا في امتحاناتهم واختباراتهم، وأن يجعل ذلك عوناً على طاعته.
عباد الله: يدخل علينا شهرنا وقد نكأت جراحنا، وازدادت مواجعنا، وقتل أطفالنا ونسائنا، وأحرقت بيوتنا، وروّع آمننا، وازداد ذلنا، وعظم بلائنا من أعدائنا التاريخيين من اليهود والنصارى، انتهكوا حرمة دمائنا بحجة مراعات حرمة شهرنا، قاتلهم الله! ثم يقولون بأنهم سيستمرون وإن دخل الشهر، إن هذا الذل الذي في الأمة لن يرفعه إلا عودة الأمة إلى دينها، وتمسكها بكتاب ربها، وسنة نبيها ،واجتماعها على دينها.
اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا، وقلت حيلتنا، وهواننا على الناس، وأنت أرحم الراحمين، وأنت رب المستضعفين، إلى من تكلنا، إلى عدو يتجهمنا، أم إلى جبار يذلنا، إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي، ولكن عافيتك أوسع لنا، نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، نعوذ بك أن ينزل بنا غضبك، أو يحل بنا سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.
اللهم قاتل اليهود والنصارى، واجعلها عليهم ناراً ودماراً، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً، اللهم روعهم في ديارهم، وانزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك.