خطبة الجمعة بعنوان وصايا في استقبال شهر رمضان، خطبة الجمعة مكتوبة
وصايا في استقبال شهر رمضان، خطبة الجمعة مكتوبة
سلام الله عليكم بالخير والبركات أعزائي الزوار الباحثين عن خطب الجمعة، خطب أعياد المسلمين والمسلمات، خطب محطة التزود للتقرب والرجوع إلى الله. نرحب بكم من هنا من منبر موقع مدينة العلم www.madeilm.net يقدم لكم افضل الخطب المكتوبة الجاهزة للطباعة والقابلة للنسخ من هنا. وحيث نقدم لكم خطب الجمع المعاصرة, وكذلك خطب الجمعة في المناسبات الدينية والتواريخ الهجرية الجديدة، وكذلك نبث لكم الخطب المكتوبة والمشكلة والجاهزة التي تتحدث عن مايحدث في البلدان العربية. وإليكم نقدم لكم خطبة الجمعة بعنوان..وصايا في استقبال شهر رمضان، خطبة الجمعة مكتوبة ..
وصايا في استقبال شهر رمضان، خطبة الجمعة مكتوبة
إِنَّ الحَمدَ للهِ، نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً. أمّا بعد،
عِبادَ الله: اتقُوا اللهَ تعالى، واعْلَمُوا أَنَّ التَذَكُّرَ والاعْتِبارَ سِمَةٌ مِن سِماتِ المؤمنين الصادِقِين، أَصْحابِ القُلُوبِ الحَيَّةِ، وهو مِن أَسبابِ فَلاحِ العبدِ وسَعادَتِهِ وانْتِفاعِه، ومِن صِفاتِ أَصحابِ العُقُولِ الراجِحةِ والفِطَرِ السَّلِيمَةِ والنُّفُوسِ المُقْبِلَةِ على الله. قال تعالى: ( وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُوا الأَلْبابِ )، وقال تعالى: ( وَما يَتَذَكَّرُ إلاَّ مَن يُنِيب ).
فَهُم يَعْتَبِرُون عِنْدَما يَرَون أَو يَسْمَعُون بِعُقُوباتِ المُخالِفِين لِأَمْرِ اللهِ ويَتَّعِظُون بِذلك. ويَعْتَبِرُون عِنْدَما يَرَون المَوْتَى، أَو يَمُرُّون بِالمَقابِرِ، فَيُحْدِثُ ذلك لَهُم تَوْبَةً وإِنابَةً. ويَعْتَبِرُون عِنْدَما يَدْخُلُون المُسْتَشْفَياتِ ويَرَون إِخوانَهُم المَرْضَى فَيَزْدادُ شُكْرُهُم عَلَى نِعمةِ الصِّحَّةِ. وأَنواعُ الاعتِبارِ يا عِبادَ اللهِ كثيرة. ومِن هذه الأَنواعِ: الاعْتِبارُ بِمُرُورِ الأيَّامِ وسُرعَةِ انْقِضائِها، وأَعْنِي بِذلك: الاِعتِبارَ الذي يَحْمِلُ العَبْدَ على محاسبةِ النَّفْسِ والاستِعدادِ للمَعاد، وإلا فسُرْعَةُ مُرُورِ الأيامِ يُدْرِكُها الناسُ كُلُّهُم، بَرُّهُم وفاجِرُهم، مُؤمنُهُم وكافِرُهُم.
فالاعْتِبارُ بِسُرعَةِ مُرُورِ الأَيَّامِ يُذَكِّرُ المؤمنين بِأُمُور:
أَوَلُها: هَوانُ الدنيا وأَنَها لا تَدُومُ لِأَحَد.
الثاني: القُرْبُ مِن الآخِرة، لِأَنَّ عُمُرَ الإنسانِ مَحْدُود، وكُلَّما تَقَدَّمَت بِه الأيامُ، ذَهَبَ جُزءٌ مِن عُمُرِه واقْتَرَبَ مِن الآخِرَة.
الثالث: الحِرْصُ على اسْتِغْلالِ العُمُرِ قبلَ الفَوات.
الرابع: الصبرُ على المَصائِبِ والأقدارِ المُرَةِ المُؤْلِمَة، فإن سُرْعَةَ مُرُورِ الأيامِ وانْقِضائِها، تُذَكِّرُ العبدَ المُصابَ بِأَنَّ مَرارةَ المُصيبَةِ مَرارةٌ مُنْقَطِعَةٌ لا تَدُوم، وتَعْقُبُها بَعد المَوتِ حلاوةٌ دائِمةٌ إذا صَبَرَ العبدُ واحتَسَب.
أيها المؤمنون: اعتَبِرُوا بِمُرُورِ الأيامِ واجعلُوا ذلك سَبباً لاجْتِهادِكُم، ومُحَفِّزًا لِمحاسبَةِ النفْسِ, والاقبالِ على الله، وتَذَكُّرِ المَوتِ والبَعْثِ والحساب، خُصُوصًا وأَنَّنا نَشْعُرُ بِتَقارُبِ الزمان وسُرْعةِ الأيام، مِصْداقًا لِقَولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ( لا تقومُ الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ فَتكونَ السنةُ كالشهرِ، ويكونَ الشهرُ كالجُمُعةِ، وتكونَ الجُمُعَةُ كاليوم، ويكونَ اليومُ كالساعةِ، وتكونَ الساعةُ كإضرامِ النارِ أو كإِحراقِ سَعْفَة ).
جُمْعَتُنا هذه: آخِرُ جمعةٍ مِن شعبان، نَسْتَقبلُ بَعدها شهرَ رمضان، الذي نسالُ اللهَ أن يُبَلِّغُنا إيَّاه، وأنْ يَجْعَلَنا مِمَّن يَصومُه ويَقومُه إيمانًا واحتِسابا. وطُولُ العُمُرِ إذا لم يَكُن على طاعَةِ الله، فإنَّه وبالٌ على صاحِبِه، لأن العَبْدَ سَيُسْأَلُ عَن عُمُرِه فيما أفناه. وخَيْرُ المؤمنين مَن طال عُمُرُه وحَسُنَ عملُه.
وإِدراكُ شهرِ رمضان نِعمةٌ عظيمةٌ، فاعْرِفُوا قَدْرَ هذه النعمة، واستقبِلُوا شَهْرَكُم بِما يَليقُ به، وإيَّاكُم والغفلَةَ والتفريطَ، فإن إدراكَ رمضانَ مِن الفُرَصِ التي لا تُعَوَّض.
فاسْتَقْبِلُوه بالفَرَحِ، فإن المؤمنَ يفرحُ بِفَضلِ الله، وعَلَيْكُم بِتَقْوَى اللهِ، وإخلاصِ العَمَلِ لله، فإن اللهَ تعالى لا يَقْبَلُ من العملِ إلا ما كان له خالِصًا وابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُه. فاسْتَقْبِلُوه بالتَّوبَةِ النَّصُوحِ والعزيمةِ على إِصلاحِ الحال، والتَّخَلُّصِ مِن حُقُوقِ العبادِ، وكذلك بالتَّفَقُّهِ في أَحْكامِ الصيامِ والقِيام، فإن العَمَلَ إذا لَم يَكُن على السُّنَّةِ فإنه مَرْدُودٌ على صاحِبِه، لِقَوْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ( مَن عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنا فَهو رَدّ ). خُصُوصًا وأَن التَّفَقُّهَ في أَحكامِ الصَّوْمِ سَهْلٌ ويَسير، لا سِيَّما في هذا الزمان الذي تَوَفَّرَت فيه جمِيعُ سُبُلِ العِلْمِ مِن مَقْرُوءٍ ومَسْمُوعٍ ومَرْئِي.
باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم، وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم، أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلى إِحسانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ، وَأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَأَنِهِ، وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلمَ تسليماً كثيراً . أَمّا بَعدُ
أيها الناس: مَن كان علَيْه أَيَّامٌ مِن رمضانِ الماضي، فَلْيَتَّقِ اللهَ ولْيَقْضِها قَبْلَ دُخُولِ شَهْرِ رَمَضان، حتى لو كان آخِرَ يَوْمٍ مِن شعبان، فإِنه لا يَجُوزُ التأخِيرُ في ذلك إلا مِن عُذْر.
ثُمَّ اعْلَمُوا يا عِبادَ اللهِ: أَنَّ العِنايَةَ بالأعمالِ الصالحةِ, والإكثارَ مِنها، مِن سِماتِ المؤمِنين في رمضانَ وَغَيْرِهِ مِن مَواسِمِ الخَيْر، ولكن لابُدَّ أَنْ نَعْلَمَ بأَنَّ أَوَّلَ ما يَجِبُ عَلَينا هو العِنايَةُ بِالواجِباتِ أَوَّلاً، وتَركُ المُحَرَّماتِ، لِأَن هذا ما نُطالَبُ بِهِ في الآخِرَة، كالمُحافَظَةِ على الصلاةِ مَعَ الجماعَةِ، وبِرِّ الوالِدَين، وصِلَةِ الرَّحِمِ، وتَرْكِ الغِيبَةِ والكَذِبِ وأَكْلِ الحَرام، لِأَنَّ الواجِبَ مُقَدَّمٌ على المُسْتَحَبِّ في كُلِّ زَمان، كما قال اللهُ في الحديثِ القُدْسِيّ: ( وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ). ويَنْبَغِي لِإِمامِ المَسْجِدِ والمُؤَذِّنِ أَنْ يَتَذَكَّرا ذلك، لِأَنَّهُما مِن أَكْثَرِ الناسِ مَسْئُولِيَّةً في رَمضان. فالمُؤَذِّنُونَ أُمَناءُ المُسْلِمين على صَلاتِهِم وسُحُورِهِم، فلا يَجُوزُ لَهُم أَنْ يَتَهاوَنُوا في الوَقْتِ خُصُوصاً الفَجْرَ والمَغْرِبَ. وهكذا أَئِمَّةُ المَساجِدِ، فَإنَّ أمانَتَهُم عَظِيمَةٌ، ومَسْئُولِيَّتَهم كَبيرة، فَهُم قُدْوَةٌ للناسِ في أَداءِ الصلاة، ومُطالَبُونَ بالانْضِباطِ والحُضُورِ وعَدَمِ التَّغَيُّبِ في رَمَضانَ وغَيْرِه. وفي رَمَضانَ تَتَأَكَّدُ المَسْئُولِيَّةُ عَلَيِهِم، فَلا يَجُوزُ لِإِمامِ المَسْجِدِ في رَمَضانَ، أَنْ يَذْهَبَ إلى مَكَّةَ لَأَداءِ العُمْرَةِ ويَتْرُكُ جَماعَتَه، لِأَنَّ العُمْرَةَ في رَمَضانَ مُسْتَحَبَّةٌ، وأَما إِمامَتُه لِجَماعَتِه فَواجِبَة، يَأْثَمُ في تَرْكِها ولو كانَ يَوماً واحِداً.
اللهم بَلِّغْنا رَمضان، اللهم بَلِّغْنا رَمضان، اللهم بَلِّغْنا رَمضان، اللهم اجعلنا ممن يصومه ويقومه إيمانا واحتسابا، واجعلنا فيه من عتقائك من النار، اللهم وفقنا فيه للعمل الصالح ولا تجعلنا من الخاسرين، اللهم اجعلنا من المقبولين الفائزين، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والعصيان واجعلنا من الراشدين. اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾
وصايا في استقبال شهر رمضان، خطبة الجمعة مكتوبة