خطبة الجمعة بعنوان ﺍﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ وﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻹﻋﺎﻧﺔ ﻋﻠﻴﻪ للشيخ العلامةصالح بن فوزان الفوزان
خطبة جمعة مكتوبه بعنوان أهمية الزواج والترغيب
خطبة الجمعة القادمة مكتوبة جاهزة للطباعة بعنوان الحث على الزواج
خطبة الجمعة بعنوان ﺍﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻹﻋﺎﻧﺔ ﻋﻠﻴﻪ للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان
الخطبة الأولى:
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﺇﺣﺴﺎﻧﻪ، ﺃﻋﻄﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺧﻠﻘﻪ
ﺛﻢ ﻫﺪﺍ، ﺃﺣﻤﺪﻩ ﻭﻟﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻭﺃﺷﻬﺪٌ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ، ﻟﻪ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ، ﻭﺃﺷﻬﺪٌ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻋﺒﺪﻩ
ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻷﺋﻤﺔ
ﺍﻟﻨﺠﺒﺎﺀ، ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎ ﻛﺜﻴﺮ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:
ﺃﻳُّﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻔﺮﻭﺝ
ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﺤﻔﻈﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻫُﻢْ ﻟِﻔُﺮُﻭﺟِﻬِﻢْ ﺣَﺎﻓِﻈُﻮﻥَ * ﺇِﻻَّ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﺯْﻭَﺍﺟِﻬِﻢْ ﺃﻭْ ﻣَﺎ
ﻣَﻠَﻜَﺖْ ﺃَﻳْﻤَﺎﻧُﻬُﻢْ ﻓَﺈِﻧَّﻬُﻢْ ﻏَﻴْﺮُ ﻣَﻠُﻮﻣِﻴﻦَ * ﻓَﻤَﻦْ ﺍﺑْﺘَﻐَﻰ ﻭَﺭَﺍﺀَ ﺫَﻟِﻚَ ﻓَﺄُﻭْﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢْ
ﺍﻟْﻌَﺎﺩُﻭﻥَ* ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻫُﻢْ ﻷَﻣَﺎﻧَﺎﺗِﻬِﻢْ ﻭَﻋَﻬْﺪِﻫِﻢْ ﺭَﺍﻋُﻮﻥَ* ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻫُﻢْ ﻋَﻠَﻰ
ﺻَﻠَﻮَﺍﺗِﻬِﻢْ ﻳُﺤَﺎﻓِﻈُﻮﻥَ * ﺃُﻭْﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢْ ﺍﻟْﻮَﺍﺭِﺛُﻮﻥَ ) ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ : ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﺒﺎﺀﺓ ﻓﻠﻴﺘﺰﻭﺝ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻏﺾ
ﻟﻠﺒﺼﺮ ﻭﺃﺣﺼﻦ ﻟﻠﻔﺮﺝ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : ( ﻭَﺃَﻧﻜِﺤُﻮﺍ ﺍﻷَﻳَﺎﻣَﻰ ﻣِﻨْﻜُﻢْ
ﻭَﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤِﻴﻦَ ﻣِﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩِﻛُﻢْ ﻭَﺇِﻣَﺎﺋِﻜُﻢْ ﺇِﻥْ ﻳَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻓُﻘَﺮَﺍﺀَ ﻳُﻐْﻨِﻬِﻢْ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣِﻦْ ﻓَﻀْﻠِﻪِ
ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﺍﺳِﻊٌ ﻋَﻠِﻴﻢٌ * ﻭَﻟْﻴَﺴْﺘَﻌْﻔِﻒْ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻻ ﻳَﺠِﺪُﻭﻥَ ﻧِﻜَﺎﺣﺎً ﺣَﺘَّﻰ ﻳُﻐْﻨِﻴَﻬُﻢْ ﺍﻟﻠَّﻪُ
ﻣِﻦْ ﻓَﻀْﻠِﻪِ ) ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺗﻴﺴﻴﺮﻩ ﺃﺩﻟﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﻤﺎ
ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻔﺮﻭﺝ ﺣﻔﻈﻬﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭﺣﻔﻈﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﻙ ﻭﻟﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺣﺼﻞ ﺍﻟﻨﺴﻞ ﻭﺍﻹﻧﺠﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻪ ﺗﻜﺜﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﻗﺎﻝ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺗﺰﻭﺟﻮﺍ ﺍﻟﻮﺩﻭﺩ ﺍﻟﻮﻟﻮﺩ ﻓﺈﻧﻲ ﻣﻜﺎﺛﺮ ﺑﻜﻢ ﺍﻷﻣﻢ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻋﻠﻰ
ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ (ﺍﻟﺮِّﺟَﺎﻝُ ﻗَﻮَّﺍﻣُﻮﻥَ
ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨِّﺴَﺎﺀِ ﺑِﻤَﺎ ﻓَﻀَّﻞَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑَﻌْﻀَﻬُﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﺑَﻌْﺾٍ ﻭَﺑِﻤَﺎ ﺃَﻧﻔَﻘُﻮﺍ ﻣِﻦْ
ﺃَﻣْﻮَﺍﻟِﻬِﻢْ ﻓَﺎﻟﺼَّﺎﻟِﺤَﺎﺕُ ﻗَﺎﻧِﺘَﺎﺕٌ ﺣَﺎﻓِﻈَﺎﺕٌ ﻟِﻠْﻐَﻴْﺐِ ﺑِﻤَﺎ ﺣَﻔِﻆَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ) ﻭﻛﺬﻟﻚ
ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﺎﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻛﻔﺎﻟﺘﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ
ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻤﺌﻮﻧﺘﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻭﻛﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻭﻫﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ
ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻟﻢ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺸﻘﺔ ﻭﺍﻟﻜﻠﻔﺔ ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺟﻌﻞ ﻧﻔﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻭﺃﻳﻀﺎً ﻷﺟﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻔﺮﻍ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺣﺼﻮﻝ
ﺍﻷﻧﺲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻜﻴﻢٌ ﻋﻠﻴﻢٌ ﻓﻲ
ﺗﺸﺮﻳﻌﻪ ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺣﺚ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻣﺮ
ﺑﻪ ﻟﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻓﻴﺒﺎﺩﺭ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻠﻴﺒﺎﺩﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺗﺰﻭﻳﺞ ﻣﻮﻟﻴﺎﺗﻬﻢ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
ﺇﺫﺍ ﺃﺗﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﺿﻮﻥ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺧﻠﻘﻪ ﻓﺰﻭﺟﻮﻩ ﺇﻻ ﺗﻔﻌﻠﻮﺍ ﺗﻜﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻓﺴﺎﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻣﻠﺊ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻧﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺂﺗﻬﻦ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﻓﻴﻪ ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺃﻣﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺃﻣﻮﺭ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺗﺄﻥ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﺍﻧﺲ ﻭﺍﻟﺒﻨﺖ ﺇﺫ ﻓﺎﺗﺎ ﺳﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ
ﺑﺤﻘﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﻨﺼﺮﻓﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻋﺎﻧﺴﺔ ﻣﺤﺮﻭﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﺔً ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺃﻭ ﺗﻀﻄﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﻌﻴﺶ
ﻓﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺒﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﺪﺍﺭ ﺗﺰﻭﻳﺞ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ
ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻏﺐ ﺑﻬﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻔﻮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ
ﻓﺘﺒﻮﺭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺗﺘﻌﻄﻞ ﻑ ﺑﻴﻮﺕ ﺁﺑﺎﺀﻫﻦ، ﺛﻢ ﺇﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻥ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ
ﻟﻠﻔﺘﻴﺎﺕ ﻭﻫﻦ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﺓ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﺰﻭﺝ
ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﻗﺪ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﻭ
ﺑﺎﻟﺸﺎﺑﺎﺕ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﻓﻜﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ
ﻭﻓﻲ ﻣﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﺑﺒﻌﺾ ﺑﺎﻟﻌﺸﻖ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﺣﺘﻰ
ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﺑﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻭﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ
ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﻔﺘﻮﻩ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﺴﺎﻕ ﻳﻐﺎﺯﻟﻮﻧﻬﺎ ﻭﻳﺨﺎﻃﺒﻮﻧﻬﺎ ﺧﺼﻮﺻﺎً
ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﻻﺕ ﻭﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ
ﺑﻴﺖ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﺃﻣﺎ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻃﺒﻬﺎ
ﻭﻳﻜﻠﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺪ .
ﻓﺘﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ، ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ، ﻛﻢ ﻓﺴﺪﺩﺕ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺕ؟ ﺑﺴﺒﺐ
ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺯﻭﺍﺟﻬﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺷﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
ﺇﺫﺍ ﺃﺗﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﺿﻮﻥ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺧﻠﻘﻪ ﻓﺰﻭﺟﻮﻩ ﺇﻻ ﺗﻔﻌﻠﻮﺍ ﺃﻱ ﺗﺰﻭﺟﻮﺍ
ﺍﻟﻜﻒﺀ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺗﻜﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻓﺴﺎﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ : ﻭﻓﺴﺎﺩ
ﻋﺮﻳﺾ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺗﻀﻴﻊ ﻷﻥ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻻﺑﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺯﻭﺝ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ
ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺇﻣﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻭﺇﻣﺎ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﺻﺎﺭﺕ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺘﻤﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻻﺳﻴﻤﺎ
ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﻳﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ
ﻭﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻦ
ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻳﻨﺪﺍ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺑﻴﻨﻬﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﺭ
ﻭﻣﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﻟﻬﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﺇﻟﻬﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ
ﻭﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻷﺷﺮﻃﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﺘﻢ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ ﻋﻦ ﺑﻨﺎﺗﻜﻢ ﻣﺎ ﺗﺪﺭﻭﻥ
ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻬﻦ.
ﻓﺘﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ، ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ، ﺑﺎﺩﺭﻭﺍ ﺑﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﻮﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ
ﻭﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ، ﻓﺘﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺗﻜﻢ ﻭﻓﻲ ﻣﻮﻟﻴﺎﺗﻜﻢ ﺇﻥ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﺫﺍ ﺗﻤﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺗﺰﻭﻳﺠﻬﺎ ﻣﻦ
ﻛﻔﺌﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﺿﻼً ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻀﻞ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﺍﻟﻌﻀﻞ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻊ ﻭﻻﻳﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻋﻠﻰ
ﻳﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﺪﺍﺭﻙ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ
ﺃﺷﺪ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺿﻴﺎﻉ ﻭﺍﻟﺬﺭﺍﺭﻱ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﻷﺧﻼﻕ
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ﺫﻫﺒﻮﺍ
ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻬﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺖُ ﻓﺘﻨﺔ ﺑﻌﺪﻱ ﺃﺷﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ : ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﺈﻥ ﻓﺘﻨﺔ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ
ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﺎﺻﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺎﺻﻤﺎً ﻟﻠﻔﺮﻭﺝ ﻭﺣﺎﻓﻈﺎً
ﻟﻠﻔﺮﻭﺝ ( ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻫُﻢْ ﻟِﻔُﺮُﻭﺟِﻬِﻢْ ﺣَﺎﻓِﻈُﻮﻥَ* ﺇِﻻَّ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﺯْﻭَﺍﺟِﻬِﻢْ ﺃﻭْ ﻣَﺎ
ﻣَﻠَﻜَﺖْ ﺃَﻳْﻤَﺎﻧُﻬُﻢْ ﻓَﺈِﻧَّﻬُﻢْ ﻏَﻴْﺮُ ﻣَﻠُﻮﻣِﻴﻦَ * ﻓَﻤَﻦْ ﺍﺑْﺘَﻐَﻰ ﻭَﺭَﺍﺀَ ﺫَﻟِﻚَ ﻓَﺄُﻭْﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢْ
ﺍﻟْﻌَﺎﺩُﻭﻥَ )، ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻭﻧﻔﻌﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ، ﺃﻗﻮﻝٌ ﻗﻮﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻢ
ﻭﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻧﺐ، ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮﻭﻩ ﺇﻧَّﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ .