خطبة الجمعة بعنوان مِنْ خَصَائِص شَهْر رَمَضَان
حل السؤال خطبة الجمعة بعنوان مِنْ خَصَائِص شَهْر رَمَضَان 2024
وفقكم الله الى مايحب ويرضى واهلا وسهلا بكم اعزائي طلاب وطالبات العلم في موقعكم الأول التعليمي موقع madeilm مدينة الـعـلـم الذي يعتبر المعلم عن بعد المتميز في السرعة على الاجابة على أسئلتكم المتنوعة من المناهج الدراسية من مصدرها الصحيح كما نقدم لكم الأن على موقع مدينة الـعـلـم madeilm إجابة وحل السؤال التالي:
إجابة السؤال خطبة الجمعة بعنوان مِنْ خَصَائِص شَهْر رَمَضَان
إجابة السؤال تكون على النحو التالي:
مِنْ خَصَائِص شَهْر رَمَضَان
الخطبة الاولى
الحمد لله الكريم الوهَّاب ، المحسِن المنَّان ؛ أحمده جل وعلا على نعمه العظام ، ومنَنه الجسام ، وآلائه التي لا تعدُّ ولا تحصى ، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد أيها المؤمنون : اتقوا الله ربكم ، وراقبوه في جميع أعمالكم ؛ مراقبة من يعلم أنَّ ربَّه يسمعُه ويراه .
أيها المؤمنون: قد أظلكم شهرٌ كريم وموسمٌ عظيم ؛إنه شهر رمضان المبارك ، شهر الخيرات والبركات والعطايا والهبات ، شهرٌ تكاثرت خيراته وتعدَّدت بركاته وتنوَّعت فيه العطايا والهبات ، وها أنتم -عباد الله- في أول هذا الشهر وفي بداية خيراته وبركاته ، فاحمدوا الله جل في علاه أن بلَّغكم رمضان ، وسلوه جل في علاه أن يغنِّمكم خيراته العظام .
عباد الله : لقد خص الله جل وعلا شهر رمضان بخصائص عظيمة وميِّزاتٍ كريمة ومناقب متنوعات ، خُص بها من بين الشهور كلها ؛ فهو أحب الشهور إلى الله وأعظمها مكانةً عنده جل في علاه ، كتب جل وعلا على العباد فيه فريضة الصيام التي هي ركن من أركان الإسلام ، واختار لها جل وعلا هذا الشهر العظيم والموسم المبارك الكريم، وفيه أنزل القرآن ذكره الحكيم وتنزيله العظيم ، فيه هدى للناس وصلاح للعباد ، قال الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة:183]، ثم قال: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة:185].
عباد الله : ومن خصائص هذا الشهر ما جاء في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ))، وروى الترمذي في جامعه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ ، وَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ)).
أيها المؤمنون: ومن خصائص رمضان أن النبي صلى الله عليه وسلم وصفه بأنه شهر مبارك؛ أي أن البركة في كل جزء من أجزائه وكل لحظةٍ من لحظاته الشريفة ، وقد سمعنا في الحديث المتقدم قول النبي عليه الصلاة والسلام ((إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ))؛ أي أن بركات رمضان وخيراته العظام تبدأ مباشرة من أول لحظة يدخل فيها .
لقد وصف النبي عليه الصلاة والسلام شهر رمضان بأنه شهر مبارك ؛وذلك فيما رواه النسائي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ)) ، وهذه -عباد الله- بركاتٌ متنوعات وخيراتٌ عظيمات اشتمل عليها هذا الشهر العظيم المبارك .
ومن بركات هذا الشهر : أن فيه ليلة واحدة هي خيرٌ من ألف شهر ؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر:1-3] أي أن العمل في هذه الليلة الواحدة خير من العمل في ألف شهرٍ ليست فيها ليلة القدر ، وهي بحساب السنوات تزيد على الثمانين سنة ، وفي الحديث الذي تقدم قال عليه الصلاة والسلام : ((فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ)) .
أيها المؤمنون: ومن خصائص رمضان أن نبينا صلى الله عليه وسلم وصفه بأنه شهر الصبر ،والله جل وعلا يقول: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر:10]؛ فرمضان موسم الصبر ، بل هو أعظم مواسمه ، فيه توفى الأجور العظيمة للصابرين الصائمين العابدين المطيعين ، روى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ)) .
أيها المؤمنون : ومن خصائص رمضان أنه أعظم مواسم نيل الغفران وتكفير السيئات وإقالة العثرات ؛ ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))، و((مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ)) ؛ ولهذا -عباد الله- يعدُّ من أعظم الحرمان وأشد الخسران أن يبلغ المرء شهر رمضان ثم يخرج هذا الشهر -شهر الغفران- دون أن ينال العبد فيه غفران ذنبه ، ففي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ)) .
أيها المؤمنون :إن شهر رمضان شهرٌ مليء بالخيرات والبركات ، والعطايا والهبات ، وتنزل الرحمات ، ونيل الغفران، والعتق من النيران ؛ فخيراته عظيمة وبركاته جسيمة ، فأروا ربكم -رعاكم الله- من أنفسكم خيرا في هذا الشهر العظيم والموسم الكريم ، فأقبِلوا بقلوبكم ونفوسكم على طاعة ربكم راجين رحمة الله ، طامعين في غفران الذنوب والعتق من النار ، راجين الفوز بعلي الدرجات ورفيع الرتب .
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يغنِّمنا أجمعين خيرات رمضان وبركاته بمنِّه وكرمه .
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله حمد الشاكرين ، وأثني عليه ثناء الذاكرين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد أيها المؤمنون : اتقوا الله تعالى .
عباد الله : وإذا كان المسلمون في هذه الأيام المباركات يهنئ بعضهم بعضا بدخول شهر الخيرات وموسم العطايا والهبات ، فإن هذا الوقت الشريف والموسم العظيم سرعان ما ينقضي وينصرم ؛ فما هي إلا لحظات سريعة وإذا بالناس قد ودَّعوا شهرهم العظيم وموسمهم الكريم يدعو بعضهم لبعض بالقبول . فليجتهد عبدٌ ناصحٌ لنفسه وهو في أول هذا الشهر العظيم أن يغتنم أيامه الفاضلات ولياليه المباركات ،وليري ربه من نفسه خيرا ؛ اغتنامًا للحظاته الشريفة وأيامه المنيفة ولياليه المباركة .
نسأل الله أن يوفقنا أجمعين لكل خير ،وأن يعيننا في شهرنا هذا وفي كل أوقاتنا على ذكره وشكره وحسن عبادته .
وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56] ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)) .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد . وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين ؛ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي ، وعن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اعزائي الكرام للحصول على اجابة جميع اسئلتكم ماعليكم سوى طرحها على موقع مدينة الـعـلـم ،madeilm وسوف نقوم بحلها فور وصولها وشكرا لكم(. اطرح سؤال)