خطبة عن الوحدة بين المسلمين وحاجتهم الملحة للوحدة والحث على الوحدة وَالنَّهْيِ عن الفرقة
خطبة الجمعة مكتوبة بدون تحميل قابلة للنسخ
بسم الله الرحمن الرحيم /
الخطبة الاولى:.
خطبة عن الوحدة بين المسلمين وحاجتهم الملحة للوحدة والحث على الوحدة وَالنَّهْيِ عن الفرقة
الخطبة الأولى ( وحدة المسلمين )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ..ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) الانفال 46 ، وفي صحيح مسلم ٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :( إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاَثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ )
إخوة الاسلام
إن وحدة المسلمين بكل طوائفهم .. هي الغاية والهدف في هذه المرحلة خاصة .. ولذلك فنحن بحاجة ماسة إلى بيان حكم الوحدة بين المسلمين … فواقع المسلمين اليوم، يشهد شهادة لا ريب فيها، أنهم في غفلة تامة عن حكم الوحدة فضلاً عن عجزهم عن تطبيقها، أو السعي إليها.. والقليل منهم.. الذي وفقه الله لإدراك أهميتها.. فيعمل من أجلها…ويجاهد في سبيل تحقيقها، ومن أهم خصائص هذه الأمة أنها أمة واحدة، قال الله عز وجل: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ) المؤمنون 52 ، ولذلك فإننا نقول: إن الوحدة بين المسلمين واجبة، بنصوص القرآن والسنة… ومعنى واجبة : أي يأثم ويقع في الذنب من يعمل على فرقة المسلمين ..أوتشتيت كلمتهم ،وقد تنوعت أساليب القرآن والسنة في الدلالة على وجوب الوحدة.. فتارة تأمر بالوحدة أمراًِ صريحاً كما في قول الله عز وجل:(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ) آل عمران 103 ، قال القرطبي رحمه الله: “فإن الله تعالى يأمر بالألفة وينهى عن الفرقة، فإن الفرقة هلكة، والجماعة نجاة”، ورحم الله ابن المبارك حيث قال: إن الجماعة حبل الله فاعتصموا …منه بعروته الوثقى لمن دانا وأخرج الطبري عن عبدالله بن مسعود قال: (حبل الله الجماعة) وعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (لا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ)) ، كما أخرج الطبري عن ابن عباس في قول الله تعالى: ( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)آل عمران 105 ، قال: في هذا ونحوه من القرآن أمرَ الله جل ثناؤه المؤمنين بالجماعة فنهاهم عن الاختلاف والفرقة وأخبرهم أنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله.. وعن زَكَرِيَّا بْنَ سَلَّامٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ وَهُوَ يَقُولُ: ((أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ، أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ)) ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالَهَا إِسْحَاقُ وعن النعمان بن بشير عن رسول الله قال : ((الجماعة رحمة، والفرقة عذاب))
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية.... اسفل الصفحة