نصوص فهم المنطوق نص الصناعات التقليدية معرض غرداية 4 متوسط الجيل لغة عربية ملخص
نصوص فهم المنطوق نص الصناعات التقليدية معرض غرداية 4 متوسط الجيل لغة عربية ملخص
وفقكم الله الى مايحب ويرضى واهلا وسهلا بكم اعزائي طلاب وطالبات العلم في موقعكم الأول التعليمي موقع مدينة الـعـلـم madeilm النموذجي الذي يقدم افضل المعلومات النموذجية والاجابة الصحيحة للسؤال التالي
المقطع السابع:
الصناعات التقليدية السند : معرض غرداية. المرجع: إيهاب العامي - عن المجاهد الأسبوعي.
انطلقت بنا السيارة، وتركنا وراءنا العاصمة بضجيجها وازدحامها، فكانت المناظر الخلابة تمتد على طول الطريق إلى مدينة الأغواط وفي الصباح كنا في غرداية في الواحة الخضراء التي تُحيط بها الجبال الصخرية الجرداء، في المدينة العتيقة والعصرية التي تضم بدون تنافر القديم والجديد :
العربات التي تجرها الأحمرة، إلى جانب السيارات الفخمة والشاحنات الكبيرة والبيوت المتراصة على سفح الجبال تشفها أزقة ملتوية ضيقة إلى جانب المحلات التجارية الكبيرة، والواجهات العصرية في الشوارع الواسعة، أما الأزياء في اللباس فحدث ولا حرج، لقد اجتمعت في الشوارع أزياء كل العصور والأجناس من السراويل التقليدية العريضة إلى الجبة، إلى أنواع العمامات، إلى البرانيس والقشابيات على البدلات العصرية المتنوعة، إلى القمصان والسراويل الضيقة إلى الحياك الصوفية، والحريرية البيضاء والزرقاء والفساتين... ألوان وأشكال من البشر، مُضاف إليها ألوان المنازل، وحضرة النخيل وزرقة السماء، وأشعة الشمس الذهبية، وزخارف الصناعات التقليدية التي غصت بها المدينة.
من قبل كان يُنظم معرض جهوي بغرداية في موسم الربيع تحت عنوان «عبد الزربية» أما الآن فقد أصبح يُنظم معرض وطني للصناعة التقليدية، على بعد كيلو مترين من وسط المدينة تقريبا .
إن فصل الربيع هو الموسم المناسب للسياحة في الجنوب نظرا لاعتدال طقسه، لهذا تعرف هذه المنطقة إقبالاً كبيراً من السياح في هذا الفصل.
وقد بدت لنا مدينة غرداية كلها كسوق كبيرة، فالشوارع مزدحمة والدكاكين ملأى فائضة بالصناعة التقليدية الممثلة لكل أنحاء الوطن فأنت تجد زرابي تلمسان وتطريز قسنطينة، وخزف شرشال ومجوهرات بني يني فهي مرآة لكل الصناعات التقليدية .. إن المعرض لا يمكن أن يبلغ مداه في ظرف سنة أو سنتين وليس هناك أي داع للتسرع، فإن كل شيئ مخطط على المدى البعيد وقضية تطويره ليست مغامرة، وإنما هو عمل يحقق الفائدة ذلك أن الجزائر تحتل الصدارة في الصناعة التقليدية من حيث التنوع والأصالة ابتداء من الزربية إلى الحايك والبرنوس والقشابية والنقش على الخشب والنحاس وصناعة الحلفاء والدوم والمجوهرات والتطريز، وصناعة الجلود والفخار وغير ذلك. فهناك ما يزيد عن عشرين نوعا من الزرابي وكل نوع له طابعه الخاص من حيث الألوان والزخرفة والأشكال، مما جعل الزربية الجزائرية تتمتع بشهرة عالمية، وتعرف رواجا كبيراً في أوروبا.
والربح المادي في الصناعة التقليدية ليس هو كل شيء. يجب النظر إليها من الزاوية الفنية.
فهذا الجانب له أهمية لأنه يُمثل جزءًا من ثقافتنا وشخصيتنا، ويعكس شعورنا، وآمالنا، وآلامنا عبر الأجيال ، لقد سمعتسائحاً أجنبيا مغرماً بالصناعة التقليدية الجزائرية يعبر عن إعجابه ويقول حين زار غرداية للمرة الثانية :
إن هذه الواحة الساحرة لا تقضي بأسرارها من ظرف أسبوع بل قد لا تقضي بسرها الدفين أبداً وتتركك تحلم دائماً وتتمنى العودة إليها... فالصناعة التقليدية هي أجمل شيئ رأيته في الجزائر، لأنها تريني مدى ما يتمتع به الشعب من مهارة فنية وذوق رفيع، وإبداع لا حد له، وأصالة لا يمحوها الزمن... تُرى كيف حولت الأيدي بلمساتها هذه المواد الخام الى تحف فنية، وجعلها سجلا خالدا ؟».