خطبة جمعة مكتوبه بعنوان رحمة للعالمين مختصرة
خطبة جمعة مكتوبه بعنوان رحمة للعالمين مختصرة
تكون الإجابة الصحيحة كالتالي /
الخطبة الأولى (رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى واصفا رسوله محمدا :{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]،وقال الله تعالى في شأنه أيضا:{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [التوبة: 128]
إخوة الإسلام
لقد بعث الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم ؛ ليكون رحمة للعالمين، رجالًا ونساءً، صغارًا وكبارًا، عربا وعجما مؤمنين وكافرين، فمَن آمَنَ بِاَللَّهِ ورسوله وَاليَوم الآخِر ،كَتَبَ الله لَهُ الرَّحمَة فِي الدٌّنيَا وَالآخِرَة ،وَمَن لَم يُؤمِن بِاَللَّهِ وَرَسُوله عُوفِيَ في الدنيا مِمَّا أَصَابَ الأُمَم السابقة مِن الخَسف وَالقَذف والغرق، ولقد كانت بعثته صلى الله عليه وسلم رحمة بالإنسان والحيوان والجمادات، فالرحمة صفة ملازمة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهي عنوانه وسمته التي عرف بها، فقلوب الناس تهواه ،وتحبه وتشتاق إليه ،لأنه صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين, وها هي رحمته صلى الله عليه وسلم تبرز مع الشيوخ الكبار، ومع الاطفال الصغار، ففي معجم الطبراني: (عن ابن عمر قال : جاء أبو بكر رضي الله عنه بأبيه أبو قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده شيخ أعمى يوم فتح مكة ،فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا تركت الشيخ حتى نأتيه ؟ قال : أردت أن يؤجر)، فما أروعها من رحمة ،وما أرقه من قلب رحيم، فلم يقل أنا رسول، فهو أحق أن يأتي إليّ ،حاشاه فهو من بعثه الله رحمة للعالمين ،وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ أَبْصَرَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يُقَبِّلُ الْحَسَنَ فَقَالَ إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّهُ مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ » ، ولم تقتصر رحمته بالكبار ،والأطفال الصغار، بل يرحم أم الطفل الصغير حين تسمع بكاء وليدها ،ففي الصحيحين: (عَنْ أَبِي قَتَادَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِنِّي لأَقُومُ فِي الصَّلاَةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا ، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِىِّ ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ » .وفي رواية : (فَأَتَجَوَّزُ مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ)، فهو صلى الله عليه وسلم يحب أن يطول في الصلاة ، ليستمتع الصحابة بالصلاة خلفه، ولكنه يستعجل فيها رحمة بالطفل الذي يبكي ،لعله يكون جائعاً ،أو مريضا, وأيضا رحمة بقلب أمه ،فعندما تسمع ولدها يبكي تحن عليه, فيرق قلب النبي – صلى الله عليه وسلم- ويرحم حالهما جميعاً فيستعجل في الصلاة. وأما عن رحمته صلى الله عليه وسلم بالكفَّار: فمما رواه البخاري في صحيحه: (أَنَّ عَائِشَةَ – رضي الله عنها – زَوْجَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – حَدَّثَتْ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ « لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي ، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ ، فَسَلَّمَ عَلَىَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ ، فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمِ الأَخْشَبَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ولم تكن رحمته صلى الله عليه وسلم قاصرة على الانسان ،بل كانت رحمته صلى الله عليه وسلم تشمل الحيوان: ففي سنن أبي داود ومسند أحمد: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ : أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَلْفَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَسَرَّ إِلَىَّ حَدِيثًا لاَ أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ وَكَانَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِحَاجَتِهِ هَدَفًا أَوْ حَائِشَ نَخْلٍ. قَالَ : فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَإِذَا جَمَلٌ فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ فَقَالَ : « مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ ». فَجَاءَ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ : لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ : « أَفَلاَ تَتَّقِى اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ شَكَى إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ » ، وفيه أيضا: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن مسعود قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرُشُ فَجَاءَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا » . وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ « مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ ». قُلْنَا نَحْنُ. قَالَ « إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلاَّ رَبُّ النَّارِ » ، ولم تكن رحمته قاصرة على الانسان والحيون ،بل شملت رحمته الجماد :فقد روى البخاري في صحيحه: (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ – رضي الله عنهما – أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ – أَوْ رَجُلٌ – يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا قَالَ «إِنْ شِئْتُمْ» . فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ دُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَصَاحَتِ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ ، ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – فَضَمَّهُ إِلَيْهِ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ ، الَّذِى يُسَكَّنُ ، قَالَ « كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ عِنْدَهَا » ونستكمل الحديث عن رحمته صلى الله عليه وسلم في لقاء قادم إن شاء الله تعالى
الدعاء