0 تصويتات
في تصنيف إسلامية بواسطة (3.7مليون نقاط)

خطبه الاسبوع بعنوان(البيوت سكن وطمأنينة)

اجمل الخطب المنبرية المكتوبة، خطبة الجمعة بعنوان البيوت سكن وطمأنينة 

اجمل الخطب المنبرية المكتوبة، خطبة الجمعة بعنوان البيوت سكن وطمأنينة 

الخطبة الأولى :الحمد لله الذي وهبنا البيوت فضلا منه ومنة، وجعلها لنا سكنا ورحمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه: (وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون).أيها المصلون: يقول الله عز وجل: (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا). ففي هذه الآية الكريمة؛ يمتن علينا ربنا تعالى بنعمة البيت، الذي يسكنه الأب والأم، والبنات والأبناء، ويعتبر مأوى الإنسان، وموطن سعادته، ومستقره وموضع راحته، وهو المكان الذي يشعر فيه الإنسان بالطمأنينة، والمودة والرحمة والسكينة، التي هي من أعظم غايات تكوين البيوت وتأسيس الأسر، قال الله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون). فكيف نحقق السكينة والطمأنينة في بيوتنا؟عباد الله: إن المؤمن يدخل بيته ذاكرا ربه تعالى، ليحفظه عز وجل من الشيطان، ويقيه وأهله وساوسه، وشروره وفتنه؛ في مأكلهم ومشربهم، ونومهم ويقظتهم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء». أي: يقول الشيطان لمن معه من الشياطين: لقد حفظ الله تعالى هذا الرجل وبيته منكم؛ بذكره له، واحتمائه به. فإذا استمر المؤمن في ذكر الله عز وجل، وقراءة القرآن الكريم وسماعه، بث الله تعالى الحياة في بيته، قال رسول الله :صلى الله عليه وسلم «مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه؛ مثل الحي والميت». فالبيت الذي ينعم بالحياة، ويهنأ أفراده بالعيشة الطيبة؛ هو الذي يذكر فيه رب العالمين، ويتلى فيه القرآن الكريم. ومن أعظم السور التي تحفظ الإنسان في بيته: سورة البقرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا سورة البقرة في بيوتكم، فإن الشيطان لا يدخل بيتا تقرأ فيه سورة البقرة». ويؤدي المؤمن في بيته جزءا من عبادته، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجعل لبيته نصيبا من صلاته، ويقول: «اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم». وقد بين لنا صلى الله عليه وسلم فضل ذلك بقوله: «صلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته، إلا المكتوبة». وبذلك يشارك بيت المؤمن المسجد في شهود طاعته، ويكون له نصيب من عبادته، وتتوافد الملائكة على بيته، وتستبشر بما يحصل لأهله من ثواب وبركة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده؛ فليجعل لبيته نصيبا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا». ومن ذلك الخير: اقتداء أهله به، ومضاعفة أجره وثوابه، فإن الله عز وجل يضاعف للمؤمن أجر نافلة البيت؛ كما يضاعف له أجر صلاة الفريضة في المسجد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تطوع الرجل في بيته يزيد على تطوعه عند الناس؛ كفضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده». وإذا اشترك الرجل وأهل بيته في العبادة؛ كان ذلك أجزل للأجر، وأجلب للرحمة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رحم الله رجلا قام من الليل، فصلى وأيقظ امرأته... رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها». فما أجمل أن يطلع الله تعالى على أهل البيت وهم له راكعون، وبين يديه ساجدون، وله ذاكرون، ولكتابه تالون.أيها المسلمون: إن الله تبارك وتعالى أراد منا أن ننشر السلام في بيوتنا، قال سبحانه: (فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة). أي: إذا دخلتم أيها الناس بيوتكم، فسلموا على أهليكم وعيالكم، فإن السلام تحية طيبة، أمركم بها ربكم، وجعلها بركة لبيوتكم، ووعدكم عليها الأجر الجزيل، والثواب العظيم. قال العلماء: إذا دخل المؤمن بيته وبه أحد فليقل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإن لم يكن بالبيت أحد فليقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، لينعم بيته في كل الأحوال؛ بالسلم والسلام. كما يحرص المرء على أن يملأ بيته بالخير والإيمان؛ اقتداء بالأنبياء والمرسلين عليهم السلام، قال سيدنا نوح عليه السلام: (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا). فإن حفاظ المرء على الأجواء الإيمانية في بيته، وبين أهله وأسرته؛ له أثر على تربية أولاده، يكسبهم القيم العالية، والأخلاق السامية، ويظهر ذلك في الجلسات الودية بين أفراد الأسرة، كاجتماعهم حول مائدة الطعام، أو طاولة العلم والمعرفة، يتذاكرون بينهم، ويرسخون العادات الحميدة، والتقاليد الأصيلة، ويحمدون الله تعالى على نعمه، ويسألونه المزيد، فيكون البيت منطلقا لكل خلق جميل، وفعل حسن نبيل. وإن من الأفعال الحسنة، والأخلاق المجتمعية الجليلة، التي تنطلق من البيت؛ صلة الأرحام، والتواصل مع الأقرباء والجيران، فإن الآباء يحثون أبناءهم على ذلك، ويكونون قدوة لهم فيه. ومن الأخلاق الأصيلة التي تنطلق من البيت: التكافل والتراحم، فقد وصفت أخت موسى البيت الذي ترعرع فيه أخوها عليه السلام فقالت: (هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون). فخرج سيدنا موسى عليه السلام من هذا البيت نبيا من أنبياء الله تعالى، ورسولا من أولي العزم. فعلينا أن نزيد من اهتمامنا بأسرنا وبيوتنا، فنرعاها حق رعايتها، ونقوم بمسؤوليتنا كاملة تجاهها، فإن الله عز وجل سيسألنا عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله سائل كل راع عما استرعاه: أحفظ أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته». إذ الأسرة نواة المجتمع، ولبنته وأساسه، وهي المدرسة الأولى التي تتخرج منها الأجيال، فإذا صلحت واستقرت؛ كان البناء متينا، وظهر أثر ذلك في المجتمع. فاللهم زد بيوتنا سعادة وهناء، ومودة ورحمة، واجعلنا لك طائعين، وبرسولك محمد صلى الله عليه وسلم مقتدين، ووفقنا لطاعة من أمرتنا بطاعته في كتابك المبين، حين قلت وأنت أصدق القائلين: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.الخطبة الثانيةالحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، وأشكره فإنه سبحانه يجزي من شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل.أيها المصلون: إن من مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم؛ أن يحذروهم من كل ما يضر بهم، في دنياهم وآخرتهم، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا). أي: احموا بيوتكم وأولادكم وأسركم من المعاصي، واجعلوا بينهم وبينها وقاية وسترا، قال قتادة: إذا رأيت من أهلك معصية لله، ردعتهم عنها، وزجرتهم عن فعلها. وإن من المعاصي التي تهدم البيوت، وتخرب المجتمعات؛ تعاطي المخدرات، وهي مشكلة عالمية، تعاني منها معظم البلدان، ومن واجبنا نحو أولادنا، ومسؤوليتنا تجاه أسرنا؛ أن نحميهم من الوقوع في براثن إدمانها، فإنها تسمم مؤقت أو دائم، يبدد المال، ويضعف الصحة، ويفسد الدين والخلق. وإن من الإدمان المضر بصحة بناتنا وأبنائنا، والمتسبب في ضياع وقتهم وجهدهم؛ إدمان الألعاب الإلكترونية، الذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية؛ لأنه يبعد أولادنا عن واقعهم، ويعزلهم عن بيتهم، ويفصلهم عن مجتمعهم، ويؤثر سلبا على حياتهم.فلنحافظ على صحة أولادنا، وسلامة أبدانهم وعقولهم، ولنزد وعيهم بأضرار المخدرات ومروجيها، وخطورة إدمان الألعاب الإلكترونية، كي تنعم بيوتنا بالسعادة والاطمئنان، وتتخرج منها الأجيال الفاعلة، التي تنفع المجتمع، وتسهم في رفعة الوطن.هذا وصلوا وسلموا على خاتم النبيين والمرسلين، كما أمر رب العالمين، فقال في كتابه المبين: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين. اللهم يا خير من سئل، ويا أجود من أعطى، ويا أكرم من عفا، وأعظم من غفر؛ نسألك من الخيرات أوفرها، ومن العلوم أنفعها، ومن الأخلاق أكملها، ونسألك السعادة في الدنيا، والفوز في الآخرة.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (3.7مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
اجمل الخطب المنبرية المكتوبة، خطبة الجمعة بعنوان البيوت سكن وطمأنينة

الخطبة الأولى :الحمد لله الذي وهبنا البيوت فضلا منه ومنة، وجعلها لنا سكنا ورحمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه: (وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون).أيها المصلون: يقول الله عز وجل: (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا). ففي هذه الآية الكريمة؛ يمتن علينا ربنا تعالى بنعمة البيت، الذي يسكنه الأب والأم، والبنات والأبناء، ويعتبر مأوى الإنسان، وموطن سعادته، ومستقره وموضع راحته، وهو المكان الذي يشعر فيه الإنسان بالطمأنينة، والمودة والرحمة والسكينة، التي هي من أعظم غايات تكوين البيوت وتأسيس الأسر، قال الله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون). فكيف نحقق السكينة والطمأنينة في بيوتنا؟عباد الله: إن المؤمن يدخل بيته ذاكرا ربه تعالى، ليحفظه عز وجل من الشيطان، ويقيه وأهله وساوسه، وشروره وفتنه؛ في مأكلهم ومشربهم، ونومهم ويقظتهم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء». أي: يقول الشيطان لمن معه من الشياطين: لقد حفظ الله تعالى هذا الرجل وبيته منكم؛ بذكره له، واحتمائه به. فإذا استمر المؤمن في ذكر الله عز وجل، وقراءة القرآن الكريم وسماعه، بث الله تعالى الحياة في بيته، قال رسول الله :صلى الله عليه وسلم «مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه؛ مثل الحي والميت». فالبيت الذي ينعم بالحياة، ويهنأ أفراده بالعيشة الطيبة؛ هو الذي يذكر فيه رب العالمين، ويتلى فيه القرآن الكريم
بواسطة
انها خطبة رائعة ومعبرة وموجهة ومرشدة لكيفية التعامل مع الاسرة وتربية الابناء

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع مدينة العلم، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...