خطبة عن رفع الأعمال في شعبان وفضل صيام النصف من شعبان
سلام الله عليكم بالخير والبركات أعزائي الزوار الباحثين عن خطب الجمعة، خطب أعياد المسلمين والمسلمات، خطب محطة التزود للتقرب والرجوع إلى الله. نرحب بكم من هنا من منبر موقع مدينة العلم www.madeilm.net يقدم لكم افضل الخطب المكتوبة الجاهزة للطباعة والقابلة للنسخ من هنا. وحيث نقدم لكم خطب الجمع المعاصرة, وكذلك خطب الجمعة في المناسبات الدينية والتواريخ الهجرية الجديدة، وكذلك نبث لكم الخطب المكتوبة والمشكلة والجاهزة التي تتحدث عن مايحدث في البلدان العربية. وإليكم نقدم لكم خطبة الجمعة بعنوان..خطبة عن رفع الأعمال في شعبان وفضل صيام النصف من شعبان ..
خطبة عن رفع الأعمال في شعبان وفضل صيام النصف من شعبان
شعبان شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله
خطبة عن رفع الأعمال في شعبان
خطبة عن شهر شعبان - ملتقى الخطباء
خطبة عن شعبان النابلسي
خطب الأئمة عن فضل شهر شعبان
خطبة الجمعة الأخيرة من شعبان
خطبة عن وقفات مع شهر شعبان
الصفحة الرئيسة خطب المناسبات شهر شعبان شعبان شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله
شعبان شهرترفع فيه الأعمال إلى الله
ها قد مضى شهر رجب ، وأهلَّ علينا شهر مبارك، شهرٌ أحبَّه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأكثر من الصيام فيه ، شهرٌ تُرفَع فيه أعمالُنا إلى الله.
وهذا الشهر كان الصالحون يستعدون فيه، ويتسابقون فيه على طاعة الله، وكانَ يراجِع فيه العاصون أنفسَهم؛ ليتوبَ الله عليهم، شهرٌ قال عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك شهرٌ يغفُل الناسُ عنه بين رجب ورمضان».. إنَّه شهر شعبان المعظَّم.
تقول أمِّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وهي تحدِّثُنا عن حال النبيِّ صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان: : “ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم استكملَ صيام شهر قطُّ إلا شهر رمضان، وما رأيتُه في شهرٍ أكثر صيامًا منه في شعبان”. رواه البخاري ومسلم
وعن أسامة بن زيد، قَال: قُلتُ: يا رسول الله، لمْ أرَكَ تصوم شهْرًا من الشهور ما تصوم مِنْ شعْبان. قال: «ذلك شهْرٌ يغْفُل الناس عنْه بيْن رجب ورمضان، وهو شهْرٌ تُرْفَع فيه
الأعْمال إلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أنْ يرْفعَ عملي وأنا صائمٌ».رواه الترمذي والنسائي
وإتماما للفائدة ينبغي أن نعلم أن رفع الأعمال إلى رب العالمين على ثلاثة أنواع:-
النوع الأول:أن تُرفع الأعمال على الله تعالى رفعاً عاماً كل يوم
كما في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر, ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم -وهو أعلم بهم-؟ كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يُصلُّون وأتيناهم وهو يُصلُّون“
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ” فيه : أَنَّ الأَعْمَال تُرْفَع آخِرَ النَّهَار , فَمَنْ كَانَ حِينَئِذٍ فِي طَاعَة بُورِكَ فِي رِزْقه وَفِي عَمَله ، وَاَللَّه أَعْلَم ، وَيَتَرَتَّب عَلَيْهِ حِكْمَة الأَمْر بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِمَا وَالاهْتِمَام بِهِمَا – يعني صلاتي الصبح والعصر ” انتهى .
وأخرج الإمام مسلم عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
“قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات، فقال: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام, يخفض القسط ويرفعه، يرفع الله عمل الليل قبل النهار, وعمل النهار قبل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهي إليه بصره من خلقه“
وقوله “يخفض القسط ويرفعه”القسط هو الميزان؛ لما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة: وبيده الميزان يخفض ويرفع.
وسمى قسطا لأن القسط العدل، وبالميزان يقع العدل.
والمراد أن الله تعالى يخفض الميزان ويرفعه بما يوزن من أعمال العباد المرتفعة ويوزن من أرزاقهم النازلة.
وقوله يُرفَع إليه عملُ النهار في أول الليل الذي بعده، وعملُ الليل في أول النهار الذي بعده؛ فإن الحَفَظة يصعدون بأعمال الليل بعد انقضائه في أول النهار، ويصعدون بأعمال النهار بعد انقضائه في أول الليل“
ففي هذين الوقتين تُرفَع التقارير اليومية آخرَ كل يوم وليلة، فعملُ النهار يُرفَع في آخره، وعملُ الليل يُرفَع في آخره… وهكذا، وهذا الرفع يُطلَق عليه الرفع الخاص؛ أي: خاص بعمل الأيام والليالي.
النوع الثاني:رفع الأعمال إلى الله تعالى يوم الاثنين والخميس، وهذا عرض خاص غير العرض العام كل يوم
فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده:”أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس، فقيل له(أي سُئل عن ذلك): قال: إن الأعمال تُعرض كل اثنين وخميس فيُغْفَر لكل مسلم ـ أو لكل مؤمن ـ إلا المتهاجرين، فيقول أَخِّرهما”
وعند الترمذي بلفظ:”تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحبُّ أن يُعْرض عملي وأنا صائم“
وروى النسائي و أحمد واللفظ له عن أسامة بن زيد قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الأيام يسرد حتى يقال: لا يفطر، ويفطر الأيام حتى لا يكاد أن يصوم إلا يومين من الجمعة، إن كانا في صيامه وإلا صامهما، ولم يكن يصوم من شهر من الشهور ما يصوم من شعبان، فقلت: يا رسول الله، إنك تصوم لا تكاد أن تفطر، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما. قال: ” إي يومين؟ ” قال: قلت: يوم الاثنين ويوم الخميس، قال: ” ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ” قال: قلت: ولم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال ” ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ”
)ولا تعارض بين رفع الأعمال في يومي الاثنين والخميس ورفعها في شعبان، قال ابن القيم -رحمه الله- في تعليقه على سنن أبي داود: (رفع الأعمال وعرضها على الله تعالى: فإن عمل العام يرفع في شعبان كما أخبر به الصادق المصدوق، أنه ترفع فيه الأعمال فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم. ويعرض عمل الأسبوع يوم الاثنين والخميس -كما ثبت ذلك في صحيح مسلم- وعمل اليوم يرفع في آخره قبل الليل، وعمل الليل في آخره قبل النهار، فهذا الرفع في اليوم والليلة أخص من الرفع العام، وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله، وطويت صحيفة العمل.
النوع الثالث:هو رفع الأعمال إلى الله تعالى في شعبان
كما جاء في الحديث عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، لم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع الإعمال فيه إلى رب العالمين, فأحِبُّ أن يرفع عملي وأنا صائم“ أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الألباني .
ورفع الأعمال إلى الله تعالى مع كونه صائماً أدعى إلى القبول عند الله تعالى ـ كما مرّ بنا ـ
الاجتهاد في شعبان حتى لا تكتب فيه من الغافلين:
فرجب من الأشهر المحرمة، ورمضان من الشهور المعظمة، ولذا ترى الناس يجتهدون فيهما، فإذا ما جاء شعبان ترك الناس العبادة، وفتح الشيطان لهم باب التسويف، فيُحدِّث أحدهما نفسه فيقول: سأجتهد في رمضان، وسأفعل… وسأفعل, فيفتح لهم الشيطان باب التمنِّي والأمل، حتى يقعدهم عن العمل في شعبان، ويَدْخُلُ عليهم رمضان وهم خائبون، وينصرف عنهم وهم خاسرون، ويُمنِّيهم الشيطان أنهم في العام القادم سيُعوِّضون.
ولعمل وقت الغفلة محبوبٌ لله تعالى, لذا حثَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فاستحب النبي صلى الله عليه وسلم القيام وسط الليل وقت غفلة الناس فقد أخرج الترمذي أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال لبعض أصحابه:إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن”
فهذا الوقت هو وقت نوم الناس وغفلتهم, فإذا قام المؤمن لرب العالمين ليفوز بجنة النعيم, فلا يستوي هو ومن آثر الوسادة على العبادة, وكما قيل: “من أراد الراحة، تَرَكَ الراحة ”
ولذلك جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي والنسائي وأحمد عن أبى ذر رضي الله عنه ثلاثة يحبهم الله: قوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يُعْدَلُ به، نزلوا فوضعوا رءوسهم , فقام أحدهم يتملقني ويتلوا آياتي”
يتملقني: يتضرع إليَّ بالثناء والدعاء.
ومعنى الحديث:أن هؤلاء القوم كان النوم لهم لا يعادله شيء فهو أحب شيء إليهم في هذا الوقت فناموا, لكن قام أحدهم حال تعبه، وحال كون النوم أحب إليه مما سواه، قام يدعو ربه ويتلو آياته ويتضرع إليه، فهذا هو نعيمه الذي لا يغنى، وقرة عينيه التي لا تنقضي، وهي سعادته العظمى وغايته المنشودة.
ففي هذا الشهر الذي يغفل فيه الناس، عليك أخي الكريم أن تكون أنت المقبل حال فرار الناس، والمتصدق حال بخلهم وإحجامهم وحرصهم… وأن تكون القائم حال نومهم وغفلتهم… وتكون الذاكر لله تعالى حين إعراضهم، فإن هذا سبب لمحبة الله تعالى لك.