0 تصويتات
بواسطة
ما اهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

يسعدنا زيارتكم في موقعنا مدينة الـعـلـم الذي يقدم افضل المعلومات النموذجية والاجابة الصحيحة للسؤال التالي

قضية الاصلاح امراً بالمعروف ونهياً عن المنكر

إن أعظم نعم الله سبحانه وتعالى علينا أن جعلنا مسلمين، ومن أمة سيد المرسلين، خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

➖وما شكرت نعمة الإسلام بمثل الحفاظ عليها، بالعمل بشرائعها، والدعوة إليها بالحكمة والموعظة الحسنة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتي هي أحسن.

وإذا تأملنا في هذا الزمان حال المسلمين وحال البلاد الإسلامية، لوجدنا ما يندى له الجبين، وتدمع له العين، من ضعف الدين، وعجز المسلمين، فأصبحت أمتنا في هذا الزمان أمة مستضعفة مستهدفة، تداعى عليها الأمم، كما تداعى الأكلة على قصعتها.

واللوم ليس على الأعداء وحدهم، بل نلوم أنفسنا معشر المسلمين ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30] نعم بما كسبت أيدينا من معصية الله في التقصير في الواجبات، والوقوع في المعاصي والمحرمات.

فمسالة الاصلاح مسالة في غاية الاهمية لكل فرد منا وعليها مدار صلاح الفرد و المجتمع اذا اديناها كما امر الشرع ...

فكم تكون العواقب وخيمة وسيئة، على الفرد والمجتمع، اذا تجافى بعض طلاب العلم والشباب الصالح، عن المشاركة في اصلاح المجتمع في شتى ميادينه،

 والتخلي عن مسيرة الإصلاح،

◽أمراً بالمعروف

◾ ونهياً عن المنكر،

⬅التي أُمروا بها والانشغال عنها حتى ولو كان بالعمل الصالح أو بطلب العلم،

فقد توعد الله تبارك وتعالى من تنكبها وتهاون عن أدائها بالعقاب،

 فعن حذيفة بن اليمان- رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم:

 « والذي نفسي بيده لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه فتدعونه فلا يستجيب لكم »

[رواه الترمذي وقال: حديث حسن].

وعن زينب - رضي الله تعالى عنها- قالت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال:

 « نعم، إذا كثر الخبث »

[رواه البخاري (3598)].

⬜ وقال تعالى:

{ فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممَّن أنجينا منهم واتَّبع الَّذين ظلموا ما أُترفوا فيه وكانوا مجرمين . وما كان ربُّك ليُهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون } [هود:116- 117].

✏ولم يقل: صالحون،

وبالنظر إلى الحديث والآية،

يتبين الفرق بين الصالح والمصلح؛

◾فالصالح بلا إصلاح هالك مع الهالكين،

◽بخلاف المصلح، الذي بإصلاحه تدفع الهلكة

قال ابن القيم رحمه الله :

 ( وقد غرّ إبليس أكثر الحلق بأن حسّن لهم القيام بنوع من الذكر والقراءة والصلاة، والصيام، والزهد في الدنيا، والانقطاع، وعطلوا هذه العبوديات فلم يحدثوا قلوبهم بالقيام بها،

 وهؤلاء عند ورثة الأنبياء من أقل الناس ديناً،

⬅ فإن الدين هو القيام لله بما أمر به، فتارك حقوق الله التي تجب عليه، أسوأ حالاً عند الله ورسوله من مرتكب المعاصي، فإن ترك الأمر أعظم من ارتكاب النهي، من أكثر من ثلاثين وجهاً ذكرها شيخنا رحمه الله )

[إعلام الموقعين: 2/ 176].

فتدبر - رعاك الله- عظم الأمر، وذُبَّ عن نفسك أن تكون ممن وصفهم الشيخ آنفاً.

وكم تعظم العواقب كذلك، حين ما ننطوي ، عن مسيرة الإصلاح، وترك ميادين المجتمع، لأهل الفساد وأرباب الفن والرياضة، يتنافسون ويتسابقون فيما بينهم إلى تحقيق مآربهم وأهدافهم، ونحن جالسون نندُبُ الحال، ونعيب الزمان،

 ولكن العيب فينا وذلك بسكوتنا❗

وكم يُرثى لبعض من سيماهُم الخير والصلاح، ولكنهم غثاءٌ كغثاء السيل، تمر عليه المنكرات تلو المنكرات، وتتاح له فرص الدعوة ووسائل الإصلاح،

 ولكنه عنها خامد غافل،

 فلا تتحرك له همّة، ولا غيرة على حرمات الله.❗

( فعن أبي المنذر إسماعيل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الرحمن العمري يقول: إن من غفلتك، إعراضك عن الله، بأن ترى ما يُسخطه فتجاوزه، ولا تأمر ولا تنهى خوفاً ممن لا يملك ضراً ولا نفعاً )

[صفة الصفوة 2/181].

وكم هي البليّة عندما يكون موقف الواحد منهم موقف المُتفرج السلبي، ويرضى لنفسه بأضعف الإيمان، مع إتاحة الوسائل المتنوعة لإنكار المنكرات والإصلاح.

قال ابن القيم:

( وأيُّ دين، وأي خير فيمن

▪ يرى محارم الله تنتهك،

▪ وحدوده تُضيع،

▪ ودينه يُترك،

▪ وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها،

 وهو بارد القلب، ساكت اللسان، شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق،

 وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياستهم فلا مبالاة بما جرى على الدين، وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نُوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه، في جاهه أو ماله، بذل وتبذل وجد واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه،

⤴وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم،

قد بُلوا في الدنيا بأعظم بليةٍ تكون، وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب،

⬅فإن القلب كلما كانت حياته أتم، كان غضبه لله ورسوله أقوى، وانتصاره للدين أكمل )

 [إعلام الموقعين (2/176)].

و قد ذكر الإمام السعدى فى تفسير

لقوله تعالي:

{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ }▪ أي: طردوا وأبعدوا عن رحمة الله

{ عَلَى لِسَـانِ دَاوُدَ وَعِيسَـى ابْنِ مَرْيَــمَ } ▪أي: بشهادتهما وإقرارهما، بأن الحجة قد قامت عليهم، وعاندوها.

{ ذَلِكَ } الكفر واللعن

 { بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ }

▪ أي: بعصيانهم لله، وظلمهم لعباد الله، صار سببا لكفرهم وبعدهم عن رحمة الله،

◾فإن للذنوب والظلم عقوبات.

ومن معاصيهم التي أحلت بهم المثلات، وأوقعت بهم العقوبات أنهم:

 { كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ }

✏أي: كانوا يفعلون المنكر، ولا ينهى بعضهم بعضا، فيشترك بذلك المباشر،

↩وغيره الذي سكت عن النهي عن المنكر مع قدرته على ذلك.

⏪وذلك يدل على تهاونهم بأمر الله، وأن معصيته خفيفة عليهم، فلو كان لديهم تعظيم لربهم لغاروا لمحارمه، ولغضبوا لغضبه،

وإنما كان السكوت عن

المنكر -مع القدرة- موجبا للعقوبة، لما فيه من المفاسد العظيمة:

منها: أن مجرد السكوت، فعل معصية، وإن لم يباشرها الساكت.

↩فإنه -كما يجب اجتناب المعصية- فإنه يجب الإنكار على من فعل المعصية. ومنها: ما تقدم أنه يدل على التهاون بالمعاصي، وقلة الاكتراث بها.

⬅ومنها: أن ذلك يجرئ العصاة والفسقة على الإكثار من المعاصي إذا لم يردعوا عنها، فيزداد الشر، وتعظم المصيبة الدينية والدنيوية، ويكون لهم الشوكة والظهور، ثم بعد ذلك يضعف أهل الخير عن مقاومة أهل الشر، حتى لا يقدرون على ما كانوا يقدرون عليه أوَّلًا.

⬅ومنها: أن - في ترك الإنكار للمنكر- يندرس العلم، ويكثر الجهل، فإن المعصية- مع تكررها وصدورها من كثير من الأشخاص، وعدم إنكار أهل الدين والعلم لها - يظن أنها ليست بمعصية، وربما ظن الجاهل أنها عبادة مستحسنة، وأي مفسدة أعظم من اعتقاد ما حرَّم الله حلالا؟ وانقلاب الحقائق على النفوس ورؤية الباطل حقا؟"

⬅ومنها: أن السكوت على معصية العاصين، ربما تزينت المعصية في صدور الناس، واقتدى بعضهم ببعض، فالإنسان مولع بالاقتداء بأضرابه وبني جنسه، ومنها ومنها.

فلما كان السكوت عن الإنكار بهذه المثابة، نص الله تعالى أن بني إسرائيل الكفار منهم لعنهم بمعاصيهم واعتدائهم، وخص من ذلك هذا المنكر العظيم.

تفيسر السعدي

و يا أخي المبارك

↩ليكن قلبك حرقةٌ على الواقع،

↩واهتمام بأمر المسلمين،والمبادرة بالقيام بدورك في اصلاح للمجتمع الذي نعيش ما استطعت إلى ذلك سبيلا و استغلال وسائل الإصلاح المتاحة لتغيير ذلك المنكر.

⬅ولا شك أن الأصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الفور،

قال القرافي- رحمه الله-:

( قال العلماء: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على الفور إجماعاً، فمن أمكنه أن يأمر بمعروف وجب عليه )

[الفروق للقوافي (4/ 257)].

وأُذكرك بحديث أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- مرفوعاً:

 « عن الله ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول: ما منعكَ إذا رأيت المنكر أن تنكر... »

[رواه ابن ماجه وانظر صحيح ابن ماجه برقم (3244) والسلسلة الصحيحة برقم (929)].

⬆فشمر عن ساعد الجد واستعن بالله من الآن،

⏪وابدأ بأقرب الناس إليك،

ولو قام كل واحد منا بمسؤوليته، في الدعوة والإصلاح، واستخدم قدراته وإمكانياته، في إصلاح المجتمع،

⬅ابتداءً بنفسه وأهله، ثم إلى كل صاحب منكر

و استثمر كل الوسائل المتاحة

في الاصلاح باذن الله يثمر الجهد،

ولكن نعوذ بالله أن نكون من الغثاء،

وختاماً :

يجب أخي الكريم علينا الحذر من أن نكون ممن وصفوا آنفاً، ولا يكن التزامنا التزاماً أجوف، لا دعوة ولا إصلاح.

و لا تكن كلِّ على أمتكَ، فتغرق السفينة،واعلم أنك على ثغر من ثغورها، كبر شأنك أو صغر، فالله الله أن تؤتى من قبلك. والله يرعاك ويسدد خطاك.

 و تذكر وعد الرسول صلى الله عليه وسلم لك حيث قال:

 « إن من أمتي قوماً يعطون مثل أجور أولهم، ينكرون المنكر »

 [أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم 22797، وانظر السلسلة الصحيحة رقم 1700]

 هنا مسألة مهمة يجب التنبه لها وهي:

➖أن أنفع الناس في أمره ونهيه، وأحسنهم في دعوته من كان ممتثلاً ما يأمر به، مجتنباً ما ينهى عنه، كما هي حال المرسلين، كما قال شعيب عليه السلام: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]

➖ويقول أبو الدرداء (رضي الله عنه): ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتاً))

➖وفي هذا قال احد الشعراﺀ:

لا تَنْهَ عن خُلقٍ وتأتيَ مثلَه

عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ

وابدأ بنفسك فانهها عن غيّها

فإن انتهتْ عنه فأنت حكيمُ

فهناك يُقبَل إن وَعظتَ ويُقتَدى

بالقول منك وينفع التعليمُ

وبعد هذا كله لعل النفوس تتيقظ لهذا الأمر العظيم، فمن كان محسناً فيه فليزدد إحساناً بالجد والاجتهاد في القيام به، ومن كان مقصراً فليتأمل في حاله وليحاسب نفسه، ويلحق بإخوانه العاملين، والرجال المخلصين، والله الهادي والموفق إلى سبيل الرشاد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع مدينة العلم، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...