شرح قصيدة نجوى كاملة
شرح واعراب قصيدة نجوى العين بعد فراقها الوطنا
شرح قصيدة نجوى كاملة، شرح قصيدة العين بعد فراقها الوطنا
موقع مدينة الـعـلـم التعليمي يقدم لكم طلاب المملكة العربية السعودية إجابة السؤال الصحيحة والنموذجية وهي إجابة السؤال الذي يقول...
شرح قصيدة نجوى كاملة، شرح قصيدة العين بعد فراقها الوطنا
إجابة السؤال هي كالتالي:
حي بدأ الشاعر الكبير خير الدين الزركلي هذه القصيدة التي أسماها باسم نجوى وهو في غربة عن وطنه الأم سورية، فيقول إنّ عينه بعد أن فارقت أرض الوطن ومشاهده وسكانه فإنّها لم تعد تألف الناس ولا المساكن التي تعيش فيها، بل هي دائمة البكاء والدمع ينهمر منها، ودائمًا هي قلقة قد أصابها الأرَق فلا تنعم بالنوم ولا الراحة ولا أيّ شيء من ذلك.
وكذلك كانت تَرى في كلِّ سانحةٍ حُسنًا وباتَت لا تَرى حَسَنا والقلبُ لولا أنَّةٌ صَعِدَت أنكَرتُه وشَكَكتُ فيه أنا كانت هذه العين ترى في كلّ ما يعرِضُ لها في الوطن أمرًا جميلًا وحسَنًا، وذلك لأنّها تعيش في الوطن الذي تُحِب، ولكنّها اليوم لا ترى في أيّ شيء -مهما كان- ما يلفت النظر لأنّها قد غادرت الوطن ولا تحبّ رؤية ديار غيره، وكذلك هذا القلب لولا أنّه قد بدَرَ منه ما يدعو للانتباه لظننتُ أنّه غير موجود. وقال ليتَ الذينَ أحبُّهم علِموا وهمُ هنالكَ ما لقيتُ هنا ما كنتُ أحسَبُني مُفارقَهم حتَّى تفارقَ روحيَ البدنا يخاطب الأحباب الذين خلَّفَهم في الوطن ويقول لهم ليتكم تعلمون وأنتم في الوطن ما ألقى وما أجدُ من ألم البُعد عن الوطن في غربتي، وقد كنتُ أعتقد أنّني لن أفارق الوطن وأهلي وأحبتي فيه حتى يأتيني الموت. يا طائرًا غنَّى على غُصُنٍ والنيلُ يسقي ذلكَ الغُصُنا زِدني وهِج ما شئتَ من شَجَني إن كنتَ مثلي تعرفُ الشَّجَنا ينصرف الزركلي نحو طائر كان يقف على غصن شجرة على ضفاف نهر النيل فيقول له أيّها الطائر الذي يشدو أعذب الألحان هاتِ أسمعني من ألحانك العذبة التي تثير في نفسي الحزن على ما فات منّي في الوطن وعلى ما أجد في الغربة، هذا إن كنتَ قد اغتربتَ عن وطنكَ وتعرف الشجن مثلما أعرفه أنا. أذكَرتَني ما لستُ ناسِيَه ولرُبَّ ذكرى جدَّدَت حَزَنا أذكَرتَني بَرَدى ووادِيَه والطَّيرَ آحادًا به وثُنى وأحبَّةً أسرَرتُ من كَلَفي وهَوايَ فيهِم لاعِجًا كَمَنا يقول الزركلي هنا مخاطبًا الطائر إنّه قد ذكَّرَه أمرًا لم يكن قد نسيه ولكنّه يحاول تناسيه، فبهذه الذكرى قد جُدِّدَ عند الشاعر حزنٌ قديم لم يكن يريد له أن يستولي على نفسه، فهذه الذكرى التي تسببت له بالحزن الكبير هي ذكرى موطنه وبعض المشاهد فيه، فقد تذكّر نهر بردى، ذلك النهر المعروف في سورية الذي ينبعث من خارج دمشق ليمر فيها ويسقي أهلها. يتذكّر نهر بردى والوادي المحيط به المعروف اليوم باسم "وادي بردى"، فيذكر هذا المشهد الجميل ويذكر معه الطيور التي كانت تملأ الأجواء وتتراقص في الفضاء، وغير هذه الطيور وهذا المنظر فالزركلي يتذكّر أيضًا أحبابه الذين قد خلَّفَهم وراءه، فيثير هذا المشهد حزنًا وعواطفَ قد أراد لها الشاعر أن تخمدَ منذ زمن ولكنّها كانت حيّة وانتفضت من تحت رماد الأيّام. كم ذا أُغالبُه ويغلِبُني دَمعٌ إذا كَفكَفتُه هَتَنا لي ذكرياتٌ في رُبوعِهُمُ هُنَّ الحياةُ تألُّقًا وسَنا إنَّ الغريبَ معذَّبٌ أبدًا إن حلَّ لم ينعَم وإن ظَعَنا يقول الشاعر إنّ هذا الدمع الذي ينزل من عينَيّ الآن أحاولُ دائمًا كتمانه ومنعه من النزول ولكنّه يأبى أن يكفّ عن الهطول، فلي في تلك الديار ذكريات عتيقة هي الحياة التي أعيش بها اليوم وهي ما يصبّرني على ألم الحياة، وأخيرًا يختتم قصيدته بالقول إنّ الغريب متى غادرَ وطنه فإنّه عرضة للعذاب الأبدي حتى وإن استقرّ في الغربة واتخذ له بيتًا فإنّ ذلك لن يغنيه عن وطنه.