الدم هو سائلٌ ينقل الأكسجين والمواد المغذية إلى الخلايا ويخلصها من ثنائي أكسيد الكربون والفضلات الأخرى، فهو ناقلٌ سائلٌ يضخّه القلب إلى أنحاء الجسم ثم يعود إلى القلب ليُضَخَّ مجددًا في الجسم، ويعدُّ الدّم نسيجًا وسائلًا بنفس الوقت؛ فهو نسيجٌ لأنه مجموعةٌ من الخلايا المتخصّصة المتشابهة والتي تؤدّي نفس المهام، وتكون هذه الخلايا وهي كريات الدم الحمراء و كريات الدم البيضاء معلقةً في مادةٍ سائلةٍ (البلازما) ما يجعل الدّم سائلاً، إذا توقف جريان الدّم في الجسم فالموت هو النتيجة في غضون دقائق بسبب تغيُّر الظّروف الملائمة لحياة خلايا بالغةِ الحساسية.1
ADVERTISEMENT
وظائف الدم
نقل الأكسجين والمغذيّات إلى الرئتين والأنسجة.
تشكيل خثرات الدّم لمنع خسارة الكثير منه.
حمل الخلايا والأجسام المضادة لمهاجمة الأجسام الغريبة.
نقل الفضلات إلى الكليتين والكبد حيث يتم تصفية وتنقية الدّم.
تنظيم حرارة الجسم.2
مكونات الدم
البلازما
المكوّن السّائل للدّم، وهو خليطٌ من الماء، والسّكر، والدّهون، والبروتينات، والأملاح، ومهمّتُها الأساسيّة هي نقل كريات الدم في أنحاء الجسم إضافةً إلى المغذيات، والفضلات، والأجسام المضادة، وبروتينات التخثّر، والنّواقل الكيميائيّة كالهرمونات، والبروتينات التي تساعد في الحفاظ على توازن سوائل الجسم.
كريات الدم الحمراء
كريات الدم الحمراء هي خلايا زاهية اللون قرصيّةُ الشّكل، وهي أكثر الخلايا وفرةً في الدّم وتُكسبه لونه الأحمر حيث تشكّل 40 إلى 50% من حجمه، ويتحكّم هرمون الإريثروبويتين بإنتاجها، وهو هرمونٌ تنتجه الكليتين بشكلٍ أساسيٍّ. تتكوّن كريات الدم الحمراء في نقيِّ العظم كخلايا غير ناضجة، وبعد حوالي سبعة أيام تُطلَق إلى مجرى الدّم كخلايا ناضجة، وعلى عكس باقي الخلايا فهي لا تحوي نواةً وتستطيع تغيير شكلها بسهولةٍ لتتناسب مع جميع الأوعية الدّموية في الجسم، كما تحوي على بروتين الهيموغلوبين الذي يمنحها لونها الأحمر ويساعدها بالقيام بمهامها حول الجسم.
ADVERTISEMENT
كريات الدم البيضاء
تشكل حوالي 1% من الدّم وتحارب الالتهابات، وأكثر أنواعها انتشارًا في الدّم هو العَدِلات، وهي خلايا الاستجابة السّريعةِ وتشكل 55 إلى 70% من عدد خلايا الدّم البيضاء، ولا تعيش سوى يومٍ واحدٍ، الأمر الذي يجعل من نقلها للمرضى عديم الجدوى، لذلك فعلى نقي العظم إنتاج عدِلات جديدةٍ لمحاربة الالتهاب. أمّا النوع الثّاني من كريات الدم البيضاء هي اللمفاويات وهي ثاني أنواعها انتشارًا في الدّم ولها نوعان: الخلايا التّائيّة التي تنظّم عمل الخلايا المناعيّة الأخرى وتهاجم الأورام والخلايا المصابة بعدوى فيروسية، والخلايا البائيّة التي تصنع الأجسام المضادة التي تستهدف البكتيريا والفيروسات، والمواد الغريبة الأخرى.
الصفيحات الدموية
هي أجزاءٌ من الخلايا تساعد في تخثّر الدّم عن طريق التّجمّع في موقع الإصابة، والالتصاقِ ببطانة الوعاء الدّموي المصاب، وتشكيل منصّةٍ لتخثّر الدّم، مما ينتج عنه تشكّل خثرة فيبرين تغطي الجرح وتمنع تسرّب الدّم، وتشكل هذه الخثرة الدّعامة الأساسيّة التي يتكوّن فوقها نسيجٌ جديدٌ مما يُعزّز الشّفاء، يمكن أن يُسبب زيادة عدد الصّفيحات فوق الحدِّ الطّبيعي في الدّم تخثّرًا غير ضروريٍّ مما يسبب جلطاتٍ قلبيّةً، لكنّ تقدّم الطّبِّ أوجد حلولاً لهذه المشكلة؛ وبالمقابل، فإنَّ الأعداد المنخفضة يمكن أن تُسبّب نزيفًا شديدًا.
الفرق بين كريات الدم الحمراء وكريات الدم البيضاء
من حيث المنشأ:
كريات الدم الحمراء
تتكون في نقيِّ العظم، وتبدأ حياتها كخلايا جذعيّةٍ ثم تنضج وتتطوّر لتصبح خلايا دمٍ حمراء.
كريات الدم البيضاء
تنشأ أيضًا في نقيِّ العظم كخلايا جذعيّةٍ ثم تتطوّر إلى خلايا دمٍ بيضاء.
من حيث الوظيفة:
كريات الدم الحمراء
تساعد الدّم في القيام بأهمِّ وظائفه، حيث تنتقّل في مجرى الدّم لتنقل الأكسجين من الرّئتين إلى أجزاء الجسم الأخرى، وتحمل ثنائي أكسيد الكربون إلى الرئتين، تُنقَل هذه الغازات بواسطة الهيموغلوبين والذي يشكل 95% من حجم خلية الدّم الحمراء، وعندما يتأكسج يعطي خلية الدّم الحمراء لونها المميز.
كريات الدم البيضاء
تقاوم الأمراض في الجسم، حيث تحارب البكتيريا الضارة والفيروسات، وتزيلها من الجسم، كما أنها تُنتج الأجسام المضادة التي تستطيع إبادة الجراثيم، والإحاطة بالبكتيريا الضّارة والتهامها، وللخلايا البيضاء دورٌ هامٌّ في إزالة خلايا الدّم الحمراء الميتة والمريضة من الجسم، والتهام المواد الغريبة كالغبار والأسيبتوس.
من حيث العمر
كريات الدم الحمراء
متوسط حياة الخلية الحمراء هو 120 يومًا، ويقوم نقي العظم بتصنيع خلايا حمراء جديدةً لتعويض الخلايا الميّتة.
كريات الدم البيضاء
متوسط حياة خليّةِ الدّم البيضاء هو عدة أيامٍ إلى عدة أسابيعٍ، ويقوم نقيُّ العظم بتصنيع خلايا دمٍ حمراء جديدةً لتعويض الخلايا الميّتة.
من حيث العدد
كريات الدم الحمراء
يحوي مجرى الدّم الطبيعي خلايا دمٍ حمراء أكثر من البيضاء، وتشكل 40 إلى 50% من حجم الدّم الإجمالي، وتؤثّر الحالة الطبية على عددها؛ فالأشخاص الذين يعانون من الأنيميا يملكون عدد خلايا حمراء أقل.
كريات الدم البيضاء
تشكل 1% من حجم الدّم الإجمالي الطبيعي، وتؤثّر الحالة الطبية على عدد خلايا الدّم البيضاء؛ فالأشخاص الذين يعانون من الالتهاب لديهم عدد خلايا بيضاء أكثر.3