0 تصويتات
في تصنيف معلومات عامه بواسطة (3.7مليون نقاط)
خطبة جمعة عن العام الهجري الجديد 1442

يسعدنا زيارتكم في موقعنا مدينة الـعـلـم الذي يقدم افضل المعلومات النموذجية والاجابة الصحيحة للسؤال التالي

خطبة جمعة عن العام الهجري الجديد 1442

1442، عند الحديث عن العام الهجري الجديد لا بدا أن نستذكر أحداث النبي - صلى الله عليه وسلم - التي مر بها ، حيث لاقى الكثير من المؤمرات الرافضة لدعوة الله تعالى ، أما الحديث عن خطبة يوم الجمعة للعام الهجري الجديد 1442هـ فهي كالتالي :

 خطبة جمعة عن العام الهجري الجديد 1442:

الحمد لله رب العرش العظيم فَغّال لما يريد، يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ، وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْل، لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَع، الأَوَّلُ الذي لا شريك له في الملك، الآخِرُ فلا شيء يأتي بعده، الظاهر فلا شيءَ فوقه ، أشهد أن لا شريك له في الملك وحده لا شريك له وأن محمداً رسوله الكريم بلغ الرسالة ونصح الأمة

أما بعد ذلك : فأتقوا الله واعبدوه وأعلموا ان الوصية التي أوصانها بها النبي الكريم هي وصية الله تعالى وهي عبادته من دون الخلق قَالَ اللهُ -تعالى- (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّه) قاَلَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: “مَعْنَى التَّقْوَى: أَنْ تَعْمَلَ بِطَاعَةِ اللهِ، عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ، تَرْجُو ثَوَابَ اللهِ، وَأَنْ تَتْرُكَ مَعَاصِيَ اللهِ، عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ، مَخَافَةَ عَذَابِ اللهِ“. انْتَهَى.

أيها المسلمون الأتقياء إننا في بداية عامٍ هجريٍ جديد, ولا يعلم الإنسان المسلم متى تأتيه المنية فأتقوا الله وأرجعوا إليه فالواجب على المسلم أن يستعد للقاء ربهِ في كل حين قَالَ اللهُ -تعالى-: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

 إخوتنا في الإسلام، إن شهر المحرم أحد الأشهر الأربعة التي عظمها الله في القرآن الكريم وسنة نبيه الكريم، بل وعند العرب قبل الإسلام وفيه اليوم الذي نجى الله تعالى بهِ سيدنا موسى عليه السلام وقومه من بطش فرعون وأهلك فرعون ومن معه ، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قد صام هذا اليوم .

إن أشهر الحُرم هي أربعة أشهر هي : ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب، قَالَ اللهُ -تعالى-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ)

 ومعنى الايات الكريمة : إِنَّ عِدَّةَ الشهور فِي حُكْمِ اللهِ وَفِيمَا كُتِبَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ اثنا عشر شهراً يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، منها أربعة اشهر حرم : حَرَّمَ الله فِيهِن ومنع فيهن الْقِتَال، ، فلا تظلموا فيهن أَنْفُسَكُمْ، لزيادة تحريمها وَكون الظلم فيهن اشد من غير، لا أن الظلم في غيرها جائز .

 وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ فِي حَجَّة الوَدَاعِ: “إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ”

 وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنَّ الزَّمَانَ قَدْ دَارَ عَلَى التَّرْتِيبِ الذِي اختاره اللهُ -تعالى- وَوَضَعَهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وكانت العرب قد بدلت اشهر الحرم، وذلك بأنهم كانوا يعتقدون تَعْظِيمَ هَذِهِ الأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَيمتنعون القتال فيها فكان يشق عليهم الكف عن ذلك ثلاثة أشهر على التوالي، فكانوا يستحلون بعضهم، وكانوا إذا استحلوا شهراً حرموا مكانه شهراً أخر بمحض اهوائهم وَهُوَ النسي الذِي ذَكَرَهُ اللهُ -سبحانه- وَتَعَالَى فِي كِتَابِهِ، فَقَالَ: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ) ؛ فَأَبْطَلَ اللهُ -تعالى- ذَلِكَ وَقَرَّرَهُ عَلَى مَدَارِهِ الأَصْلِيِّ!

أيها المسلمون: إنه ينبغي لنا تعظيم هذه الاشهر بما جاءت به الشريعة، فلا نبدأ الكفار بقتال ونمتنع عن القتال في هذه الاشهر تعظيماً بما جاء بهِ الشريعة الإسلامية، لكن إن بدوا بقتالنا فيجب علينا صدهم وهذا من حكمة الله تعالى وعظمته .

فعلينا ايها الاخوة المسلمون الإلتزام بالتاريخ الهجري المعروف لأن الموافق لما في كتاب الله وسنة رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - وبما جرى عليه اسلافنا المسلمون ، فلا ينبغي لنا تركه وإتباع التاريخ الميلادي الخاص بالكفار وله مناسبة يعظمونها ما أنزل الله بها من سلطان مبين .

ففي استعمال التاريخ الميلادي الذي يعتبر تاريخ ولادة سيدنا عيسى عليه السلام تشبه بالكفار وهذا حرام ، فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ”

بل في ذلك إعتزاز بالتبعية لهم والسير ورائهم وهذا امر محرم لا يجوز، لكن إن احتاج الإنسان إلى تاريخهم كما لو كان يتعامل معهم في تجارة أو غيرها فليجل الأصل التاريخ الهجري ثم يذكر مقابله بالتاريخ الميلادي .

 قَالَ الشَّيْخُ صَالِحُ الْفُوزَانُ -حَفِظَهُ اللهُ-: “وَالصَّحَابَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- كَانَ التَّارِيخُ الْمِيلادِيُّ عِنْدَهُمْ مَوْجُوداً مَعْرُوفاً وَلَمْ يَسْتَعْمِلُوهُ، بَلْ عَدَلُوا عَنْهُ إِلَى التَّارِيخِ الْهِجْرِيِّ، فَوَضَعُوا التَّارِيخَ الْهِجْرِيَّ، وَلَمْ يَسْتَعْمِلُوا التَّارِيخَ الْمِيلادِيَّ، وهذا دليل على أن المسلمين يجب أن يستقلوا عن عادات الكفار وتقاليدهم ، لا سيما وأن التاريخ الميلادي دليل ورمز على دينهم والذي يرمز إلى تعظيم ميلاد المسيح والإحتفال بهِ على رأس السنة وهذا من البدع التي ابتدعها النصارى فنحن يجب أن لا نشاركهم ولا نشجعهم على هذا الشيءواذا أرخنا بتاريخ ميلادهم فهذا يعني أننا نتشبه بهم وهذا لا يجوز ، والحمد لله الذي وضع لنا تاريخنا الهجري ، وقام بوضع هذا التاريخ هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الخليفة الراشد بحضرة المهاجرين والأنصار، وهذا يغنينا عن التاريخ الميلادي .

فعلينا نحن المسلمون أن نعتز بديننا الإسلامي وأن نستقل بتاريخنا ولا نتبع تاريخ الأعداء ، لكن إذا احتجنا تاريخهم أستعملناه تبعاً لتاريخنا لا استقلالاً عنه .

 أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) 8].

 

وَتَذَكَّرْ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ -عز وجل- إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي“، وَقَالَ: “لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ” (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عِلْمَاً نَافِعَاً وَعَمَلاً صَالِحَاً, اَللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والْمُسْلِمِينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعَدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينَ, اللَّهُمَّ أَعْطِنَا وَلا تَحْرِمْنَا وَأَكْرِمْنَا ولا تُهِنَّا.

اللَّهُمَّ أَعِنَّا وَلا تُعِنْ عَليْنَا, اللَّهُمَّ انْصُرْنَا عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيْنَا, اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَيْشَ السُّعَدَاءِ, وَمَوْتَ الشُّهَدَاءِ, وَالحَشْرَ مَعَ الأَتْقِيَاءِ, وَمُرَافَقَةَ الأَنْبِيَاءِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ, اللَّهُمَّ ارْضَ عَنْ صَحَابَتِهِ وَعَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعِيْهِم إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُم بِعَفْوِكَ وَمَنِّكَ وَكَرَمِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
خطبة جمعة عن العام الهجري الجديد 1442:

الحمد لله رب العرش العظيم فَغّال لما يريد، يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ، وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْل، لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَع، الأَوَّلُ الذي لا شريك له في الملك، الآخِرُ فلا شيء يأتي بعده، الظاهر فلا شيءَ فوقه ، أشهد أن لا شريك له في الملك وحده لا شريك له وأن محمداً رسوله الكريم بلغ الرسالة ونصح الأمة

أما بعد ذلك : فأتقوا الله واعبدوه وأعلموا ان الوصية التي أوصانها بها النبي الكريم هي وصية الله تعالى وهي عبادته من دون الخلق قَالَ اللهُ -تعالى- (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّه) قاَلَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: “مَعْنَى التَّقْوَى: أَنْ تَعْمَلَ بِطَاعَةِ اللهِ، عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ، تَرْجُو ثَوَابَ اللهِ، وَأَنْ تَتْرُكَ مَعَاصِيَ اللهِ، عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ، مَخَافَةَ عَذَابِ اللهِ“. انْتَهَى.

أيها المسلمون الأتقياء إننا في بداية عامٍ هجريٍ جديد, ولا يعلم الإنسان المسلم متى تأتيه المنية فأتقوا الله وأرجعوا إليه فالواجب على المسلم أن يستعد للقاء ربهِ في كل حين قَالَ اللهُ -تعالى-: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

 إخوتنا في الإسلام، إن شهر المحرم أحد الأشهر الأربعة التي عظمها الله في القرآن الكريم وسنة نبيه الكريم، بل وعند العرب قبل الإسلام وفيه اليوم الذي نجى الله تعالى بهِ سيدنا موسى عليه السلام وقومه من بطش فرعون وأهلك فرعون ومن معه ، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قد صام هذا اليوم .

إن أشهر الحُرم هي أربعة أشهر هي : ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب، قَالَ اللهُ -تعالى-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ)

 ومعنى الايات الكريمة : إِنَّ عِدَّةَ الشهور فِي حُكْمِ اللهِ وَفِيمَا كُتِبَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ اثنا عشر شهراً يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، منها أربعة اشهر حرم : حَرَّمَ الله فِيهِن ومنع فيهن الْقِتَال، ، فلا تظلموا فيهن أَنْفُسَكُمْ، لزيادة تحريمها وَكون الظلم فيهن اشد من غير، لا أن الظلم في غيرها جائز .

 وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ فِي حَجَّة الوَدَاعِ: “إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ”

 وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنَّ الزَّمَانَ قَدْ دَارَ عَلَى التَّرْتِيبِ الذِي اختاره اللهُ -تعالى- وَوَضَعَهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وكانت العرب قد بدلت اشهر الحرم، وذلك بأنهم كانوا يعتقدون تَعْظِيمَ هَذِهِ الأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَيمتنعون القتال فيها فكان يشق عليهم الكف عن ذلك ثلاثة أشهر على التوالي، فكانوا يستحلون بعضهم، وكانوا إذا استحلوا شهراً حرموا مكانه شهراً أخر بمحض اهوائهم وَهُوَ النسي الذِي ذَكَرَهُ اللهُ -سبحانه- وَتَعَالَى فِي كِتَابِهِ، فَقَالَ: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ) ؛ فَأَبْطَلَ اللهُ -تعالى- ذَلِكَ وَقَرَّرَهُ عَلَى مَدَارِهِ الأَصْلِيِّ!

أيها المسلمون: إنه ينبغي لنا تعظيم هذه الاشهر بما جاءت به الشريعة، فلا نبدأ الكفار بقتال ونمتنع عن القتال في هذه الاشهر تعظيماً بما جاء بهِ الشريعة الإسلامية، لكن إن بدوا بقتالنا فيجب علينا صدهم وهذا من حكمة الله تعالى وعظمته .

فعلينا ايها الاخوة المسلمون الإلتزام بالتاريخ الهجري المعروف لأن الموافق لما في كتاب الله وسنة رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - وبما جرى عليه اسلافنا المسلمون ، فلا ينبغي لنا تركه وإتباع التاريخ الميلادي الخاص بالكفار وله مناسبة يعظمونها ما أنزل الله بها من سلطان مبين .

ففي استعمال التاريخ الميلادي الذي يعتبر تاريخ ولادة سيدنا عيسى عليه السلام تشبه بالكفار وهذا حرام ، فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ”

بل في ذلك إعتزاز بالتبعية لهم والسير ورائهم وهذا امر محرم لا يجوز، لكن إن احتاج الإنسان إلى تاريخهم كما لو كان يتعامل معهم في تجارة أو غيرها فليجل الأصل التاريخ الهجري ثم يذكر مقابله بالتاريخ الميلادي .

 قَالَ الشَّيْخُ صَالِحُ الْفُوزَانُ -حَفِظَهُ اللهُ-: “وَالصَّحَابَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- كَانَ التَّارِيخُ الْمِيلادِيُّ عِنْدَهُمْ مَوْجُوداً مَعْرُوفاً وَلَمْ يَسْتَعْمِلُوهُ، بَلْ عَدَلُوا عَنْهُ إِلَى التَّارِيخِ الْهِجْرِيِّ، فَوَضَعُوا التَّارِيخَ الْهِجْرِيَّ، وَلَمْ يَسْتَعْمِلُوا التَّارِيخَ الْمِيلادِيَّ، وهذا دليل على أن المسلمين يجب أن يستقلوا عن عادات الكفار وتقاليدهم ، لا سيما وأن التاريخ الميلادي دليل ورمز على دينهم والذي يرمز إلى تعظيم ميلاد المسيح والإحتفال بهِ على رأس السنة وهذا من البدع التي ابتدعها النصارى فنحن يجب أن لا نشاركهم ولا نشجعهم على هذا الشيءواذا أرخنا بتاريخ ميلادهم فهذا يعني أننا نتشبه بهم وهذا لا يجوز ، والحمد لله الذي وضع لنا تاريخنا الهجري ، وقام بوضع هذا التاريخ هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الخليفة الراشد بحضرة المهاجرين والأنصار، وهذا يغنينا عن التاريخ الميلادي .

فعلينا نحن المسلمون أن نعتز بديننا الإسلامي وأن نستقل بتاريخنا ولا نتبع تاريخ الأعداء ، لكن إذا احتجنا تاريخهم أستعملناه تبعاً لتاريخنا لا استقلالاً عنه .

 أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) 8].

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى موقع مدينة العلم، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...