خطبه الجمعه بعنوان عقوبة آكل الميراث
ويل لك يا آكل الميراث
خطبه الجمعه بعنوان عقوبة آكل الميراث
الحمد لله الذي قسم الميراث بنفسه وهو أعدل من قسم وهو الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم، وأشهد ألا إله إلا اله إلا الله وحده لا شريك له في عبادته وهو أعلم وأحكم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أصدق البرية لساناً وأعلاها مقاماً وأعظمها شأناً؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70، 71]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1].
أما بعد: أيها المسلمون: إن من المواضيع الهامة التي يشتكي منها كثير من المسلمين والمسلمات ونشاهدها في كثير من المجتمعات قضية الحرمان أو التحايل على أكل الميراث فكم من امرأة حرمت من ميراثها.
وكم من يتامى أكلت حقوقهم *** وكم من ضعفاء لم يجدوا لهم ناصرا
ومما يزيد من الألم ويفجع الفؤاد أن يكون الظلم من الإخوة للأخوات ولله در الشاعر إذ يقول
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهند
لقد حرم الله -عز وجل-الظلم على نفسه، وحرمه على عباده، كما في الحديث القدسي: "يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا"(رواه مسلم).
والله -عز وجل-توعد الظالمين بالعذاب فقال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)[إبراهيم: 42]
لذا كان لزاما وأجل مسمى أن نتكلم أن عن هذه القضية:
العنصر الأول: الميراث وصية الله -تعالى- لعباده
أيها الأحباب: الميراث هو وصية الله -تعالى- لعباده والذي يتأمل في فرائض الإسلام ليرى أمرا عجيبا فالله -تعالى- فرض علينا الصلاة ولم يبن في القران عدد الركعات وتركها لنبيه – -صلى الله عليه وسلم- ليبينها لنا عن طريق السنة التي هي المصدر الثاني للتشريع وكذا الزكاة، أما الميراث فبينه –سبحانه وتعالى– الأنصبة فبين لنا نصيب كل فرد وبين لنا أحوله
ومن تأمل الآيات الثلاث الواردة في تفصيل أنصبة الورثة رأى أنها جميعا ختمت بصفة العلم ففي الآية الأولى: (فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)[النساء: 11]، وفي الآية الثانية: (وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ)[النساء: 12]، وفي الآية الثالثة: (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[النساء: 176]
ويقول سبحانه: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ)[النساء: 11]؛ إنه سبحانه يوصي بتقسيم الميراث تقسيمًا إسلاميًّا على منهج القرآن الكريم، وهذا يعني أنه سبحانه وإن كان قد وصَّى بالتوحيد والتقوى -وهما من أعظم أمور الدين- مرة واحدة؛ فقد وصَّى وما زال يوصي إلى الآن -بل إلى قيام الساعة- بالْتِزام المنهج القرآني عند تقسيم الميراث، فقال: (يُوصِيكُمُ) بالفعل المضارع الذي يدلُّ على التجدُّد والاستمرارية، وفي ذلك إشارة واضحة إلى الاهتمام البالغ من القرآن بتقسيم الميراث تقسيمًا شرعيًّا مصدره الوحي المعصوم.
أيها الناس: إن من عادة كل إنسان أن يُنَفِّذ وصيَّة مَن له مكانة عنده، وكلما عَلَت مكانة الموصِي، كان تَنفيذ وصيَّته ألْزَمَ، ولا سيَّما إن كرَّر نفس الوصية وأمَر بتنفيذها.
إن الله -جل في علاه- أعظم من كلِّ عظيم، وأكبر من كلِّ كبير، وأعلى من كلِّ عليٍّ؛ قال تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)[الأعلى: 1]؛ لذا نقول: إنَّ وصيَّة الله في الميراث أَوْلَى أن تُنَفَّذ.
العنصر الثاني: أسباب أكل الميراث؛ أخوة الإسلام: إن هناك أسبابا عديدة تجعل الإنسان يأكل الميراث ويتعدى حدود ما أنزل الله -تعالى- نذكر من أهمها:
ضعف الإيمان: فآكل الميراث ضعيف الإيمان وإن صلى وصام وقرا القران لأنه تشبه بأعداء الله و قتلت الأنبياء من اليهود عندما قالوا لأنبيائهم كما اخبر الله -تعالى- عنهم؛ (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[البقرة: 93]؛ فالله -تعالى- أمرهم ولكنهم قالوا سمعنا وعصينا، وأنت يا آكل الميراث إن لم تقلها بلسانك فأنت تقولها بأفعالك وجحودك لحقوق الورثة.
طمع الأقارب في ميراث المرأة: فكثيرا من أكلة المواريث أصابهم الجشع والطمع فجحدوا حق الورثة ظنا منهم أن ذلك سينقص المال والطمع جمرة لا تحرق إلا صاحبها في الدنيا والآخرة؛ عن كعب بن مالك الأنصاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما ذئبان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه"(رواه الترمذي).
قال المناوي: "فمقصود الحديث أن الحرص على المال والشرف أكثر إفساداً للدين من إفساد الذئبين للغنم؛ لأن ذلك الأشر والبطر يستفز صاحبه ويأخذ به إلى ما يضره، وذلك مذموم لاستدعائه العلو في الأرض والفساد المذمومين شرعا".
وقال الوراق: "لو قيل للطمع: من أبوك؟ قال: الشك في المقدور. ولو قيل: ما حرفتك؟ قال: اكتساب الذل. ولو قيل ما غايتك: قال الحرمان".
وقال أبو العباس المرسي: "الطمع ثلاثة أحرف كلها مجوفة، فصاحبه بطن كله لا يشبع أبداً. وأصل الطمع وسببه والدافع إليه التوهم؛ أعني التخيل والحسبان".
التقاليد والعادات القبلية الجاهلية: فبعض الناس عندهم عادات لا يورثون البنات ويجحدوهم حقوقهم فاذا قلت له لماذا لا تورث إخوتك يقول إحنا طلعنا وجدنا آباءنا وأجدادنا لا يورثون البنات؛ نقول له: هذه عادات أهل الجاهلية الذين ذمهم الله -تعالى- وبين أن التقاليد سبيل الضلال؛ (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ)[المائدة: 104]، وقال تعالى: (قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)[الشعراء: 74]، وقال جل ذكره: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ)[لقمان: 21]
العنصر الثالث: عقوبات أكل الميراث؛ أمة الإسلام: إن الأمر ليس باليسير فبعض الناس يظنه هينا وهو عند الله -تعالى- عسير.
فيا آكل الميراث اسمع إن كان لك قبل تلك العقوبات التي توعدك بها رب الأرض والسموات:
أولا: أنه متعد لحدود الله
اعلم -هداني الله تعالى وإياك-: أن أكلك للميراث فيه تعد لحدود الله -تعالى- وانتهاك لحرماته فالله -سبحانه- بعد أن بين الأنصبة قال: (فَلاَ تَعْتَدُوهَا)، ولا تُجاوزوها؛ ولهذا قال: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)؛ أي: فيها، فلم يزِد بعض الورثة، ولَم ينقص بعضًا بحيلة ووسيلة، بل ترَكهم على حُكم الله وفريضته وقِسمته؛ (يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ)؛ أي: لكونه غيَّر ما حكَم الله به، وضادَّ الله في حُكمه، وهذا إنما يصدر عن عدم الرضا بما قسَم الله وحَكَم به؛ ولهذا يُجازيه بالإهانة في العذاب الأليم المُقيم.
ولا شك أن من منع امرأة: أختاً كانت، أم أماً، أم جدة أم زوجة ميراثها فقد تعدى حدود الله، وتعرض لعقوبته، والله قد قسم الميراث قسمة عدل لا جور فيها ولا حيف؛ أخرج أحمد عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: "إنَّ الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة، فإذا أوْصَى حافَ في وصيَّته، فيُختم له بشرِّ عمله، فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة، فيَعدل في وصيَّته، فيُختم له بخير عمله، فيدخل الجنة"؛ قال: ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ)، إلى قوله: (عَذَابٌ مُهِينٌ)(ضعيف).
ثانيا: أنه آكل حق الضعيفين
ونقولُ لهؤلاء الذين فرقوا دينهم، وطبقوا آية وعطلوا أخرى، وصلوا ثم ظلموا، وزكوا ثم بخلوا، وصاموا ثم تركوا، وحجوا ثم ختموا حياتَهم بحجة إلى الشيطان؛ إن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللهم إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ"(أخرجه أحمد وأورده الألباني في السلسلة الصحيحة).
ثالثا: أنه قاطع لأرحامه:
فالله -تعالى- يجازي أهل الصلة بالصلة في الدنيا والأخرة، ويجازي أهل القطيعة بالقطية في الدنيا والأخرة والجزاء من جنس العمل؛ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا من ذَنْب أَجْدَر أَن يعجل لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ وَالْبَغْيِ"(د، ت).
يعني: أنه تحصل له عقوبة في الدنيا والآخرة، فيجمع له بين العقوبة الدنيوية والأخروية؛ حيث يجعل له الله العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة، فيجمع له بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، والضرر الذي يحصل في الدنيا، والضرر الذي يحصل في الآخرة، وهذا يدل على عظم وخطورة شأن البغي وقطيعة الرحم؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذكر أن صاحبهما جدير بأن يحصل له هذا وهذا، وأن يجمع له بين هذا وهذا، وهذا يدل على خطورة أمر البغي وقطيعة الرحم.
رابعا: الحجب والحرمان من دخول الجنان
فالجنة هي صلة الله التي جعلها لأهل كرامته ولأهل طاعته؛ فاذا قطع المسلم رحمه حجبه الله من جنته؛ عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ"؛ يعني قاطع رحم (مسلم)، ولفظ أبي داود: "لا يدخل الجنة قاطع رحم".
وفي معنى هذا الحديث قولان:
أنه لا يدخلها من أول وهلة؛ أي أنه يتأخر في دخول الجنة، وأنه يدخل النار ويعذب بها، ولكنه إذا دخل النار لا يستمر فيها أبداً، بل لابد أن يخرج منها، وأن يدخل الجنة ما دام أنه مرتكب لكبيرة فقط، ولا يمنع من دخول الجنة أبداً إلا الكفار الذين هم أهل النار، فلا سبيل لهم إلى الخروج منها أبداً.
أنه لا يدخلها أبداً إذا كان مستحلاً؛ لأن استحلال الذنب كفر، فيكون ذلك مانعاً من دخول الجنة أبداً؛ لأنه يكون بذلك كافراً، والكافر لا يخرج من النار ولا يدخل الجنة أبداً.
صلة الله للواصل وقطعه للقاطع والطرد من رحمته؛ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الله خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ"
وقَالَ رَسُولُ الله -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ؛ (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)".
وَخَرَّجَهُ في: باب قول الله: (يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ)، وفي تفسير سورة محمد -عليه السلام-، قوله: (وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)(متفق عليه)
فهذا وعد من الله -تبارك وتعالى- أنه يصل من وصل الرحم؛ فيجب على الإنسان أن يصل أقرباءه؛ كأبيه وعمه وخاله وأخته وعمته وخالته وأبناء أخواته وأبنائه ولا يقطع رحمه
وجاء في الحديث الآخر: "حتى إن أهل الديار لا يصبرون على شيء من الذنوب، ولكن يصلون أرحامهم فيعطيهم الله -عز وجل- الغنى في الدنيا"؛ فالإنسان الذي يرتكب الذنوب والمعاصي ولكنه يصل رحمه فإن الله -تعالى- قد يغفر له؛ لأن صلة الرحم عظيمة جداً، قال الله -سبحانه وتعالى-: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)[محمد:22 – 23].
فالذين أفسدوا في الأرض وقطعوا أرحامهم أصم الله -عز وجل- آذانهم وأعمى أبصارهم
بقية الخطبة على مربع التعليقات.....