قصة المماليك العزيزية وجماعتهم ودورهم في معركة عين جالوت
اعزائي الزوار الكرام حياكم الله من أعماق قلوبنا من هنا من منبر موقع مدينة العلم madeilm سوف نقدم لكم ماكتب وعرض في كتب التاريخ عن الآتي :
قصة المماليك العزيزية وجماعتهم ودورهم في معركة عين جالوت
تكون الإجابة الصحيحة كالتالي /
قصة المماليك العزيزية هم مماليك الملك العزيز محمد صاحب حلب ، وقد انتقلوا بعد وفاته إلى خدمة ابنه الملك الناصر
يوسف، وفي اثناء واقعة العباسة التي دارت بين الناصر وأيبك في فبراير سنة (١٢٥٤م /رجب ٦٤٨ هـ) تآمر البرلي
وجماعة من العزيزية على ابن استاذهم وصاروا مع أيبك . ثم أنهم قصدوا بعد ذلك إغتيال أيبك ، وعلم بهم ، فقبض على بعضهم ، وهرب البعض الآخر . وكان البرلى من جملة من سلم وهرب إلى الشام ، فلما وصل إلى الملك الناصر اعتقله بقلعة مجلون . وعندما اجتاح التتار الشام ، اطلـق الناصر سراحه قبل فراره من دمشق . فالتجأ البرلي واصحابه الى مصر
واشترك في واقعة عين جالوت و كافأه قطز بعد انتصاره فولاء الساحل وغزة وصار مقره نابلس .
(انظر ، ابو الفداء - المختصر في اخبار البشر - ج۳، ص ٢١٥ )
وأقام قطر الأمير علم الدين سنجر نائبا له في دمشق . أما مدينة حلب التي أضحى صاحبها الملك الناصر الأيوبي أسيرا عند التتار ، فقد منح قطز نيابتها إلى الملك السعيد علاء الدين بن بدر الدين لؤلؤ الذي فضل أن يترك بلاده ـ الموصل ـ عن الإعتراف بسيادة هولاكو ..(*4) .
وكان هدف قطز من تلك المنحة ، أن يصبح الملك السعيد وسيلة لتتبع حركات المغول وأخبارهم عن طريق مكاتباته مع أخيه الصالح بن لؤلؤ صاحب الموصل (*5) .
على أذن تلك المنحة أدت الى هلاك قطز ، إذ أن الأمير بيبرس البندقداري ـ الذي ابدي شجاعة في عين جالوت لا تقل عن شجاعة السلطان نفسه - كان يطمع في نيابة حلب ، وطلبها فعلا من قطز ، فلما رفض السلطان أن يجيبه إلى طلبه ، تنكر له بيبرس ، واتفق مع جماعة من الأمراء على قتله وظل يترقب الفرصة لتنفيذ غرضه .
ثم وانته الفرصة اثناء عودة السلطان إلى مصر وخروجه للصيد بالقرب من الصالحية ، ففي اثناء رجوعه من صيده يريد الدهليز السلطاني ، وثب عليه بيبرس في عدة من المماليك ، وقتلوه بسيوفهم في ٢٢ اكتوبر سنة ١٢٦٠ م / ١٥ ذي القعدة سنة ٦٥٨ هـ ) (*6) .
واتفق الأمراء بعد ذلك على بيبرس فاقاموه سلطانا ولقب
بالملك الظاهر . ثم سار السلطان الجديد في الجيوش حتى دخل مدينة القاهرة بلا مقاومة وجلس في إيوان القلعة بدست المملكة في ٣٠ أكتوبر ( ١٩ ذي القعدة ) من نفس السنة (*7) .
وهكذا اغتيل السلطان قطز ، صاحب الفضل في تدعيم الدولة
المملوكية من الناحية الخارجية ، ولم تستقبله مملكته استقبال الفاتـح المنتصر ، فحرم بذلك من لذة التمتع بثمرة انتصاره . (*8)
ويروى أبو المحاسن(*ابن تغري بردي) أن قطز « بقى ملقى بالعراء ، فدفنه بعض من كان في خدمته بالقصير ، وكان قبره يقصد للزيارة دائما ..... وكان كثير الترحم عليه والدعاء على من قتله ، فلما بلغ يبرس ذلك ، أمر بنبشه ، ونقله الى غير
ذلك المكان* ، وعفى أثره ، ولم يعف خبره (*9)
........
*يروي المقريزي ( السلوك ج١ ص ٤٣٥ ) – " وحمل قطر بعد ذلك إلى القاهرة ، فدفن بالقرب من زاوية الشيخ تقي الدين قبل أن تعمر ، ثم نقله الحاج قطر الظاهري الى القرافة ودفن قريبا من زاوية ابن عبود .
........
أما أسباب مصرع قطز فلا شك أنها أعمق بكثير من قصة رفضه نيابة حلب لبيبرس ، وأن هذا الرفض لم يعد أن يكون سببا مباشرا لمقتله عند الحدود المصرية .
والواقع أن تلك الأسباب قديمة ترجع إلى أيـام السلطان أيبك وتشريده معظم المماليك البحرية الصالحية ، وقتله زعيمهم
أقطای ، اذ صار مماليك أيبك وهم المعزية ومنهم قطز ، أصحاب النفوذ والسلطان في مصر ، واستمر العداء بين المعزية والبحرية قائما حتى أغار المغول على مصر ، فاضطر المماليك جميعا إلى الاتحاد..
بدليل قول العيني(*بدر الدين) أن المماليك البحرية إنحازوا إلى قطز المعزي « لما تعذر عليهم المقام بالشام وللتناصر على صيانة الاسلام ، لا لأنهم أخلصوا الولاء له » (*10)
فلما انتصر المماليك على المغول في عين جالوت ، ولم تبق هناك ضرورة للإتحاد ، ظهر العداء القديم بين الطائفتين من جديد ، وكان من نتائج ذلك مقتل قطز المعزي على يد بيبرس الصالحي .
وهذا هو المعنى الحقيقي آورده ابن ابی الفضائل تعقيبا على مقتل قطز حين قال « ۰۰۰۰۰ فلحق الناس خوف عظيم من عودة البحرية الى ما كانوا عليه من الفساد » (*11)
وروى ابن إياس في هذا الصدد ـ « ولما تم أمر بيبرس في السلطنة ، بإحضار المماليك البحرية الذين كانوا منفيين في البلاد » (*12) .
كما روى في موضع آخر وكذلك المقريزي ، أن المماليك المعزية حاولوا إغتيال بيبرس عقب عودته الى القاهرة ، فقتل بعضهم ، وسجن ونفى البعض الآخر (*13) •
وهذه النصوص ان دلت على شيء فانما تدل على ان مقتل قطز كان نتيجة لعداء قديم مستحكم بين المماليك البحرية الصالحية والمماليك المعزية •
وعن مقتل قطز يحدثنا الدكتور محمد سهيل طقوش فيقول :
زال الخطر المغولي الذي أجبر المماليك جميعاً على الاتحاد،
فتجددت النزاعات بين قطز ومماليكه المعزية من جهة وبين المماليك البحرية بقيادة الأمير بيبرس البندقداري من جهة أخرى. وكان الأمير بيبرس يتحين الفرصة للتخلص من قطز لسببين :
▪︎الأول : أنه أراد الانتقام لمقتل أقطاي الذي شارك قطز في قتله .
▪︎الثاني : أنه استاء من تراجع قطز عن وعده بمنحه نيابة حلب إذا انتصر على المغول .
ومن جهته، فقد اشتد ارتياب الملك قطز في بيبرس، فاحترس منه، وكان يتجنبه ما استطاع، ويذكر العيني: «أن المماليك البحرية دفعت بيبرس للإقدام على اغتيال قطز» .
والواقع أن الخلافات بين الزعماء المماليك ترجع إلى أسباب مادية تتمثل في الصراع على السلطة، وأن قطز أظهر قصر نظر في الحقل السياسي حين تجاهل مكانة بيبرس التي ارتفعت بعد معركة عين جالوت .
وكان أن صمم بيبرس على الانتقام من قطز، فدبر مؤامرة مع أمراء البحرية لقتله في أول فرصة مناسبة.
وقد تظاهر بيبرس برغبته في تقبيل يد الملك، وكانت إشارة لجماعة المتآمرين. فقبض بيبرس على يده ليمنعه من الحركة في حين انهال عليه بقية الأمراء بسيوفهم ورماحهم، وألقوه عن فرسه حتى أجهزوا عليه .
عندئذ انطلقت جماعة المعارضة إلى المعسكر وأعلنت نبأ مقتل الملك قطز، وكان ذلك السبت في (١٥ ذي القعدة عام ٦٥٨ هـ/٢٢ تشرين الأول عام ١٢٦٠م)(*14) .