تحضير وشرح الوحدة السابعة، الدراسة الأدبيّة لنصّ عروة بن الورد
نسعئ زوارنا الكرام في موقع مدينه madeilm الـعـلـم أن تصلو معنا الى أعلى مراتب النجاح والتفوق من خلال تقديمنا للحلول النموذجية لجميع الاسئلة ومنها السؤال التالي:
تحضير وشرح الوحدة السابعة، الدراسة الأدبيّة لنصّ عروة بن الورد
تكون الإجابة الصحيحة كالتالي /
للأدبيّ السادسة للعلمي.
الدراسة الأدبيّة لنصّ عروة بن الورد وفق المنهج النفسي في النقد
من حيث البنية الفكريّة:
*- الممهّدات الخارجيّة :
عاش الشاعر في عصرٍ ساد فيه التفاوت الطبقي الذي قسم الناس إلى طبقتين طبقة الأغنياء الأسياد وطبقة الفقراءالصعاليك فأثاره إحساسه بالاضطهاد من مجتمعه ،وآلمه أنْ يعيش حياة البؤس والحرمان،وغيره من بني قومه يعيشون في النعيم والثراء،غير عابئين بغيرهم من الفقراء والبؤساء،ولكنّ الشاعر لم يحمّل قبيلته مسؤوليّة فقره رغم معاناته من نظراتهم،وإنّما جعل المسؤوليّة على عاتقه هو لذلك بدأ يتطلّع إلى الغنى ويعمل على ذلك.
*-البنية الفكريّة :
- بنى الشاعر هذه الأبيات على فكرةً عامّةً تقوم على تصوير نظرة مجتمعه إلى الفقيربطريقة دونيّة،من خلال مقارنته لمعاملة قبيلته للأغنياء على خلاف ما يعاملون به الفقراء ،مصوّراً من خلال هذه المقارنة معاناة الفقراء في ذلك العصر وربّما في
كلّ عصر محدّداً بذلك السلوك النفسي للمجتمع في عصره.
-وقد أورد الشاعر في هذه الأبيات عدّة فكرٍ رئيسة بدأها بالتعبير عن رغبته في السعي للغنى،ثمّ بيّن في البيت الثاني منزلة الفقير في المجتمع،وانتقل بعد ذلك لإبراز منزلة الفقير في المجتمع في البيت الثالث،ومنْ ثمّ ختم الأبيات بعقد مقارنة بين حال
الفقير وحال الغنيّ المتكبّر ونظرة المجتمع لكليهما.
- وقد عرض الشاعر من خلال هذه الأبيات معاني عديدة ارتبطتْ بموقفه النفسي من خلال خطابه لزوجه معلنا سعيه للغنى،معلّلاً ذلك بنظرة المجتمع للفقيرواحتقارهم له،وإعراضهم عنه،معبّراً عن استيائه من هذه الحالة التي آل إليهالفقير،
حتّى من أقرب الناس إليه،رابطا ذلك بموقفه الانفعاليّ الساخط على تلك المعاملة السيّئة من قبل المجتمع للفقير الذي لاذنب له إلّا أنّه وُلد فقيراً،بينما يحتفون بالغنيّ ويجلّونه ويغفرون له كلّ أخطائه ويتجاوزون عن مساوئه،محدّداً بذلك موقفه النفسي من
ذلك المجتمع المتناقض وأخلاقه، وهذا ما جعله يبدع هذا النصّ.
- واتّسمت معاني النصّ بالترابط والتسلسل المنطقيّ ،حيث بدأ النص بالتعبير لزوجه عنْ رغبته بالغنى وسعيه إليه،مبيّنا سبب هذه الرغبة من خلال وصفه لمجتمعه وكيف يّة نظرته الدونيّة وتعامله السيّئ مع الفقير،وإعراض الناس عنه حتّى الزوجة والأولاد،ثمّ انتقل لعقد تلك المقارنة بين تعامل الناس مع الفقير وتعاملهم مع الغنيّ،
واتّسمت معاني النصّ بالوضوح لأنّها صوّرت واقعا مُعاشا كما اتّسمت بالصدق لأنّها خرجتْ من إنسانٍ عانى الجوع والحرمان وقسوة الناس واحتقارهم له
،ومثل هذه المعاني كانت مطروقة في عصر الشاعرلأنّ هذه النظرة الطبقيّة كانت سمة العصر آنذاك ،ولكنّ الشاعر كان الأعلى صوتا في فضحه لهذه التناقضات الاجتماعيّة.
- وفي الختام يمكن القول: إنّ الشاعر كان جريئا في تناوله لهذه القضيّة الهامّة في عصره، والتي ارتبطتْ بثقافة مجتمعه ونفسيّة أبناء مجتمعه،وقد نجح في تصويره لهذه التناقضات الاجتماعيّة السائدة في ذلك العصر،وقد تشابهت رؤى الشاعر مع غيره من شعراء عصره الذين تناولوا هذه القضيّة ،ولكنّه كان الأكثر جرأةً في عرضها من خلال دفاعه عن حقوق الإنسان.