فتنة ينال مع أخيه طغرل بك
اوكي خاتون تاريخيا زوجة إبراهيم ينال ويكيبيديا
قصة الخلافات بين إبراهيم ينال مع اخيه طغرل بك ويكيبيديا، وما علاقة اوكي خاتون زوجة ينال
قصة الخلافات بين إبراهيم ينال مع اخيه طغرل بك ويكيبيديا، وما علاقة اوكي خاتون زوجة ينال
تكون الإجابة الصحيحة كالتالي /
كان إبراهيم ينال قد ملك بلاد الجبل وهمذان واستولى على الجهات من نواحيها إلى حلوان عام سنة سبع وثلاثين. ثم استوحش من السلطان طغرل بك بما طلب منه أن يسلم إليه مدينة همذان والقلاع فأبى من ذلك ينال وجمع جموعاً وتلاقيا فانهزم ينال، وتحصن بقلعة سرماج فملكها عليه بعد الحصار، واستنزله منها، وذلك سنة إحدى وأربعين.
وأحسن إليه طغرل بك وخيره بين المقام معه أو إقطاع الأعمال فاختار المقام. ثم لمّا ملك طغرل بك بغداد وخطب له بها سنة سبع وأربعين خرج إليه البساسيري مع قُرَيْش بن بدران صاحب الموصل ودبيس بن مزيد صاحب الحلة، وسار طغرل بك إليهم من بغداد، ولحقه أخوه إبراهيم ينال فلما ملك الموصل سلمها إليه وجعلها لنظره مع سنجار والرحبة وسائر تلك الأعمال التي لقريش، ورجع إلى بغداد سنة تسع وأربعين.
ثم بلغه سنة خمسين بعدها أنه سار إلى بلاد الجبل فاستراب به وبعث إليه يستقدمه بكتابه وكتاب القائم مع العهد الكندي فقدم معه.
بعد ذلك قصد البساسيري وقريش بن بدران الموصل فملكاها وجفلوا عنها فاتبعهم إلى نصيبين، وخالفه أخوه إبراهيم ينال إلى همذان في رمضان سنة خمسين. يقال إنّ العلويّ صاحب مصر والبساسيري كاتبوه واستمالوه وأطمعوه في السلطنة فسار السلطان في اتباعه من نصيبين، وردّ وزيره عميد الملك الكندي وزوجته خاتون إلى بغداد، ووصل إلى همذان ولحق به من كان ببغداد من الأتراك فحاصر همذان في قلعة من العسكر، واجتمع لأخيه خلق كثير من الترك، وحلف لهم أن لا يصالح طغرل بك ولا يدخل بهم العراق لكثرة نفقاته.
وجاءه محمد وأحمد ابنا أخيه أرباش بأمداد من الغز فقوي بهم ووهن طغرل بك فأفرج عنه إلى الري، وكاتب إلى أرسلان ابن أخيه داود، وقد كان ملك خراسان بعد أبيه سنة إحدى وخمسين كما يذكر في أخبارهم، فزحف إليه في العساكر ومعه إخواه ياقوت وقاروت بك، ولقيهم إبراهيم فيمن معه فانهزم، وجيء به وبابني أخيه محمد وأحمد أسرى إلى طغرل بك فقتلهم جميعاً، ورجع إلى بغداد لاسترجاع القائم.
ترك طغرل وزيره عميد الملك الكندري ببغداد مع الخليفة حين حارب أخاه، وكان البساسيري وقريش بن بدران فارقا الموصل عند زحف السلطان طغرل بك إليهما فلما سار عن بغداد لقتال أخيه بهمذان خالفه البساسيري وقريش إلى بغداد فكثر الأرجاف بذلك، وبعث على دبيس بن مزيد ليكون حاجبه ببغداد ونزلوا بالجانب الشرقي، وطلب من القائم الخروج معه إلى أحيائه واستدعى هزارشب من واسط للمدافعة واستمهل في ذلك فقال العرب لا نشير فأشيروا بنظركم، وجاء البساسيري ثامن ذي القعدة سنة خمسين في أربعمائة غلام على غاية من سوء الحال ومعه أبو الحسين بن عَبْد الرحيم، وجاء حسين بن بدران في مائة فارس، وخيموا مفترقين عن البلد، واجتمع العسكر والقوم إلى عميد العراق، وأقاموا ازاء البساسيري، وخطب البساسيري ببغداد للمستنصر العلوي صاحب مصر بجامع المنصور، ثم بالرصافة؛ وأمر بالأذان بحي على خير العمل، وخيم بالزاهر، وكان هوى البساسيري لمذاهب الشيعة، وترك أهل السنة للإنحراف عن الأتراك فرأى الكندري المطاولة لانتظار السلطان، ورأى رئيس الرؤساء المناجزة، وكان غير بصير بالحرب فخرج لقتالهم في غفلة من الكندري فانهزم وقتل من أصحابه خلق، ونهب باب الأزج وهو باب الخلافة.
وبعد ذلك هرب أهل الحريم الخلافي فاستدعى القائم العميد الكندري للمدافعة عن دار الخلافة فلم يرعهم إلاّ اقتحام العدوّ عليهم من الباب النوبي، فركب الخليفة ولبس السواد، والنهب قد وصل باب الغردوس، والعميد الكندري قد استأمن إلى قُرَيْش فرجع ونادى بقريش من السور فاستأمن إليه على لسان رئيس الرؤساء، واستأمن هو أيضاً معه، وخرجا إليه وسار معه ونكر البساسيري على قُرَيْش نقضه لمّا تعاهدا عليه، فقال: إنما تعاهدنا على الشركة فيما يستولي عليه، وهذا رئيس الرؤساء لك والخليفة لي.
ولما حضر رئيس الرؤساء عند البساسيري وبخه وسأله العفو فأبى منه، وحمل قُرَيْش القائم إلى معسكره على هيئته، ووضع خاتون بنت أخي السلطان طغرل بك في يد بعض الثقات في خواصه وأمره بخدمتها، وبعث القائم ابن عمه مهارش فسار به إلى بلده حُدَيْثَةَ خان وأنزله بها.
وأقام البساسيري ببغداد وصلى عيد النحر بالألوية المصرية وأحسن إلى الناس وأجرى أرزاق الفقهاء ولم يتعصب لمذهب.
وأنزل أم القائم بدارها وسفل جرايتها. وولى محمود بن الأفرم على الكوفة، وسعى الفرات وأخرج رئيس الرؤساء من محبسه آخر ذي الحجة فصلبه عند التجيبي لخمسين سنة من ترددة في الوزارة. وكان ابن ماكولا قد قبل شهادته سنة أربع عشرة.
وبعث البساسيري إلى المستنصر العلوي بالفتح والخطبة له بالعراق، وكان هنالك أبو الفرج ابن أخي أبي القائم المغربي فاستهان بفعله وخوفه عاقبته، وأبطأت أجوبته مدّة، ثم جاءت بغير ما أمل، وسار البساسيري من بغداد إلى واسط والبصرة فملكها وأراد قصر الأهواز فبعث صاحبها هزارشب بن شكر.