معلومات تاريخية وجغرافية
القائد العثماني خير الدين بربوس.....
خير الدين بربروس (1470 في جزيرة لسبوس - 1546 في إسطنبول ) (اسمه الأصلي خضر بن يعقوب لقبه السلطان سليم الأول بخير الدين باشا و عرف لدى الأوروبيين ببارباروسا أي ذو اللحية الحمراء) هو أحد أكبر قادة الأساطيل العثمانية وأحد رموز الجهاد البحري ، تولى منصب حاكم إيالة الجزائر ثم عينه السلطان سليمان القانوني كقائد عام لجميع الأساطيل البحرية للخلافة العثمانية.
- الحياة الشخصية للملك خير الدين بربروس.
ولد خير الدين بربروس في حدود سنة 1472م بجزيرة لسبوس أحدى جزر اليونان بعد أخيه عروج رئيس ويعد إبنا لأحد البحارة واسمه يعقوب والذي أنجب أربعة أبناء هم خضر و إسحاق و إيلياس و عروج وتعود أصول عائلته إلى ألبانيا وحسب بعض الروايات تقول بأنه تركي .
- اعمال وجهود خير الدين بربروس
اشتغل خير الدين في مقتبل عمره بالتجارة مع والده وإخوته ، إذ كان لديه سفينة يتاجر بها بين سلانيك و أغريبوز ، لكنهم تحولوا إلى بحارة ومجاهدين بحريين في مواجهة فرسان القديس يوحنا ، أسر بعد ذلك عروج و قتل إلياس في أحد المعارك لكن خير الدين ساهم في إنقاذ أخيه عروج من الأسر .
توجه عروج و خير الدين نحو جزيرة جربة في تونس سنة 1504م ، وبعدها اتفقا مع أميرها أبي عبد الله محمد بن الحسن الحفصي على أن يمنحهما ميناء حلق الوادي ليجعلوا منه قاعدة لهما مقابل أن يدفعا له خمس الغنائم التي يحوزان عليـها فالتحق بهما إسحاق أيضا.
شرع خير الدين في تنظيم غاراته على سواحل وسفن إسبانيا و البندقية و فرنسا و الباباوية و جنوة بالإضافة إلى تعرضه للسفن التجارية والحربية التابعة لكافة الدول الأوروبية التي لا تربطها معاهدة سلام مع الدولة العثمانية أو غيرها من الدول الإسلامية ، فحاز من ذلك على غنائم هائلة ، وأثار الرعب في سائر بلدان البحر المتوسط ، وتمكن من نقل آلاف الأندلسيين لسواحل شمال إفريقيا مابين 1504م و 1510م.
اشترك مع أخيه في استعادة مدينة بجاية ، وحماية مدينتي الجزائر و جيجل واستقر هو و أخوه في قاعدته الجديدة في جيجل ثم الجزائر في سنة 1514 م واتخذا الجزائر دارا ومركزا للقوات العثمانية.
- تاريخ اعلان خلتفة خير الدين بربروس وسلطنته.
أعلن عروج نفسه سلطانا على الجزائر سنة 1516م ، وأخذ هو و خير الدين يزرعان الاستقرار وسيطرا على مناطق عديدة من الجزائر حتى استتب لهما الأمر في التراب الجزائري في مواجهة السلطان الزياني ، فكان بذلك مع أخيه واضعا أسس بناء الجزائر العثمانية التي قدر لها أن تعمر مايجاوز الثلاثمئة سنة ، وتخلى بعدها عروج عن لقب السلطان لصالح الخلافة العثمانية وأرسل بذلك للسلطان سليم الأول الذي وافق وجعل الجزائر محافظة عثمانية ووعد بإرسال جيش من الإنكشارية.
صار خير الدين خلفا لأخيه في حكم الجزائر سنة 1518م بعد استشهاد أخيه عروج في معركة قرب تلمسان ، لكنه وجد نفسه في حاجة إلى دعم رسمي أكبر من الدولة العثمانية ، فأقنع أعيان مدينة الجزائر بإرسال عريضة إلى الخليفة يعرضون فيها رغبتهم في تعيين خير الدين واليا على الجزائر وجعل الجزائر إيالة عثمانية ، فوافقوا على ذلك وأرسلوا وفدا إلى إسطنبول برئاسة أحد العلماء وهو حاجي حسين في أكتوبر 1519 م .
أحسن السلطان سليم استقبال الوفد ، ثم أرسل فرمانا يعلن فيه قبوله لعرض أعيان الجزائر ، وبعث إلى خير الدين بفرمان تعيينه بايلربايا على الجزائر ، كما بعث إليه بالخلعة السلطانية ، والراية مع 2000 جندي من الانكشارية ، وأذن بأن يجمع ما يشاء من المتطوعين من سكان الأناضول لإيفادهم إلى الجزائر وتحقق ذلك ، وبهذا كانت الجزائر أول إيالة تابعة للخلافة العثمانية في شمال إفريقيا ، وقرأت الخطبة باسم السلطان العثماني سليم الأول .
تصدى خير الدين للحملة العسكرية على الجزائر التي قادها ملك صقلية هيكو دي مينكادا في سنة 1519 م ، كما تمكن من الاستيلاء على مدينة القل و بونة ( عنابة ) و قسنطينة ، لكنه اضطر إلى مغادرة الجزائر بعد الثورة التي قادها ابن القاضي بتحريض من سلطان تونس الحفصي الموالي للإسبان سـنة 1524م ، فلجأ إلى مدينة جيجل ، إلا أنه تمكن من استعادة الجزائر مرة أخــرى بعـد ثلاث سـنوات .
استطاع خير الدين أن ينقذ مايفوق 70.000 من المهاجرين الأندلسيين ، ونقلهم إلى الجزائر ، فازدهرت المدينة بفضل مهارة الأندلسيين الذين نقلوا إليها فنونهم وصناعاتهم ، وبفضل الغنائم التي كانت تجنيها من غزوات البحر .
تمكن من طرد الإسبان نهائيا من قلعة البينيون التي كانوا يحتلونها قبالة مدينة الجزائر ، وذلك سنة 1530م .
- رسم تخيلي لخير الدين بربروس
في سنة 1534م عينه السلطان سليمان القانوني قبطان داريا ، وبيلرباي على الجزائر ، فقام بإصلاح دار بناء السفن في إسطنبول وأعد أسطولا كبيرا أغار بثمانين قطعة منه على روجيو ، سبيرلونكا و فودي (Reggio,Sperlonga,ve Fodi ) وغيرها من المدن الممتدة على طول الساحل الإيطالي الجنوبي ، ثم استولى بعد ذلك على تونس بعد فرار