0 تصويتات
بواسطة (3.7مليون نقاط)

خطبه مكتوبه عن وقفات مع هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم

خطبه مكتوبه عن وقفات مع هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم

إخوة الايمان والاسلام

إيذاء المشركين لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه كان سببًا من أسباب هجرة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم من مكة إلى المدينة، ولقد أُوذِي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كثيرًا، فصَبَر وصابَر، وتحمَّل مِن أذَى قَوْمِه ما لا يَقْدِر على تحمُّله الرجال أولو القوَّة، وظلَّ المشركون على عنادهم وكَيْدهم، فاجتمعوا في دار الندوة وعَقَدوا مؤتمر الدسيسة والغَدر، فمِن قائل بنَفْيه، ومن قائل بحَبْسه، إلى أن استقرَّ رأْيُهم على أن يختاروا من كلِّ قبيلة شابًّا جلدًا قويًّا، يُحيطون بداره، وعندما يخرج عليهم يضربونه ضربة رجلٍ واحد، فيتفرَّق دَمُه في القبائل، ولكنْ فضَحَ الله سرَّهم، وخَيَّب أمرَهم

‏فقال الله تعالى مُخاطِبًا رسولَه صلَّى الله عليه وسلَّم - : ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].

يقول الله تعالى في محكم آياته : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (40) التوبة

وقفه مع

هجرة الانبياء والرسل السابقين

إن الهجرة في سبيل الله سنة قديمة ، ولم تكن هجرة نبينا ورسولنا صلى الله عليه وسلم بدعاً في حياة الرسل لنصرة عقائدهم فقد هاجر عدد من إخوانه من الأنبياء قبله من أوطانهم لنفس الأسباب التي دعت نبينا للهجرة

قال الله تعالى { ۞ فَـَٔامَنَ لَهُۥ لُوطࣱۘ وَقَالَ إِنِّی مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّیۤۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ }

[سُورَةُ العَنكَبُوتِ: ٢٦]

وذلك أن بقاء الدعوة في أرض قاحلة لا يخدمها بل يعوق مسارها ويشل حركتها ، ، وقد قص علينا القرآن الكريم نماذج من هجرات الرسل وأتباعهم من الأمم الماضية لتبدو لنا في وضوح سنة من سنن الله في شأن الدعوات يأخذ بها كل مؤمن من بعدهم

قال الله تعالى { ۞ وَمَن یُهَاجِرۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ یَجِدۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُرَ ٰ⁠غَمࣰا كَثِیرࣰا وَسَعَةࣰۚ وَمَن یَخۡرُجۡ مِنۢ بَیۡتِهِۦ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ یُدۡرِكۡهُ ٱلۡمَوۡتُ فَقَدۡ وَقَعَ أَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا }

[سُورَةُ النِّسَاءِ: ١٠٠]

وقفه مع الشيطان

الشيطان يقعد لابن آدم في طريق الهجرة

عن سبرة ابن فاكةالمخزومي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

إنَّ الشَّيطانَ قعدَ لابنِ آدمَ بأطرُقِهِ ، فقعدَ لَهُ بطريقِ الإسلامِ ، فقالَ : تُسلمُ وتذرُ دينَكَ ودينَ آبائِكَ وآباءِ أبيكَ ، فعَصاهُ فأسلمَ ، ثمَّ قعدَ لَهُ بطريقِ الهجرةِ ، فقالَ : تُهاجرُ وتدَعُ أرضَكَ وسماءَكَ ، وإنَّما مثلُ المُهاجرِ كمَثلِ الفرسِ في الطِّولِ ، فعَصاهُ فَهاجرَ ، ثمَّ قعدَ لَهُ بطريقِ الجِهادِ ، فقالَ : تُجاهدُ فَهوَ جَهْدُ النَّفسِ والمالِ ، فتُقاتلُ فتُقتَلُ ، فتُنكَحُ المرأةُ ، ويُقسَمُ المالُ ، فعصاهُ فجاهدَ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ : فمَن فعلَ ذلِكَ كانَ حقًّا على اللَّهِ عزَّ وجلَّ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ ، ومن قُتِلَ كانَ حقًّا على اللَّهِ عزَّ وجلَّ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ ، وإن غرِقَ كانَ حقًّا على اللَّهِ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ ، أو وقصتهُ دابَّتُهُ كانَ حقًّا على اللَّهِ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ

رواه النسائي

وقفه مع التضحية: بالارض

‏فهذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم يضطرُّ إلى مغادرة بلده الذي وُلِد فيه وترعرع، وترك أقرباءه وعشيرته، فقال وهو يغادرها بِنَبْرة من الحزنِ: « وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ وَلَوْلاَ أَنِّى أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ »رواه الترمذي”.

وقفه مع تضحيه من الزوج بالزوجه والابن

‏ هذه أمُّ سلمة وهي أوَّل امرأة مهاجِرة في الإسلام تقول: لَمَّا أجْمَع أبو سلمة الخروج إلى المدينة، رَحَّل بعيرًا له، وحَملَنِي وحَمل معي ابنَه سلمة، ثم خرج يقود بعيره، فلمَّا رآه رجالُ بني المغيرة بن مَخْزوم، قاموا إليه فقالوا: هذه نفْسُك غلبْتَنا عليها، أرأيتَ صاحبتنا هذه، علامَ نترُكك تسير بها في البلاد فأَخذوني، وغَضِبَتْ عند ذلك بنو عبد الأسد، وأهوَوْا إلى سلمة، وقالوا: والله لا نترك ابننا عندها؛ إذْ نزعتُموها من صاحبنا، فتجاذبوا ابنِي سلمة حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، وحبسَنِي بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة حتَّى لحق بالمدينة، ففُرِّق بيني وبين زوجي وبين ابني فمكثَتْ سنة كاملة تبكي، حتَّى أشفقوا من حالِها، فخلَّوْا سبيلها، ورَدُّوا عليها ابنها، فجمع الله شَمْلَها بزوجها في المدينة.

‏ وقفه مع التضحيه بالمال

‏ وهذا صُهَيب الرُّومي، لَمَّا أراد الهجرة، قال له كُفَّار قريش أتيتنا صعلوكًا حقيرًا، فكثر مالُك عندنا، وبلَغْتَ الذي بلغت، ثم تريد أن تَخْرج بِمالك ونفسك والله لا يكون ذلك، فقال لهم صهيب أرأيتم إنْ جعلْتُ لكم مالي، أتخلُّون سبيلي قالوانعم، قال: “فإنِّي قد جعلتُ لكم مالي فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلَّم فقال رَبِح صهيب والقصة في صحيح السِّيرة النبوية فنزل فيه قول الله تعالى { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَشۡرِی نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَاۤءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٢٠٧]

وقفه مع عدم اليأس من رسول الله صلى الله عليه وسلم

‏أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَعْرض نفسه بإصرار على القبائل في موسم الحجِّ، ففي سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ جَابِرٍ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم- يَعْرِضُ نَفْسَهُ بِالْمَوْقِفِ فَقَالَ « أَلاَ رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلاَمَ رَبِّى ». فرفضَتْ خَمْسَ عشرةَ قبيلةً دعوتَه، حتى فتح الله له صدور الأنصار، فكانت بيعة العقبة الأولى والثَّانية، وكانت سفارة مصعب بن عمير إلى المدينة، الذي هيَّأ التُّربة الصالحة لاستمرار الدَّعوة، وتكوين الدَّولة في المدينة النبويَّة، فكانت الهجرة تتويجًا لِعَمَل دؤوب، وصَبْر شديد، وحركة لا تعرف الكلل أو الملل.

‏وقفه مع اداءالامانه

‏تكملة الخطبة الأولى مع الخطبة الثانية اسفل الصفحة على مربع الاجابة.. 

‏ 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (3.7مليون نقاط)
أداء الأمانات حتي ولو كانت للكفار

كان الكفار لا يضعون حوائجهم ولا أموالهم التي يخافون عليها إلا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على أن كفرانهم لم يكن بسبب الشك لديهم في صدقه ، وإنما بسبب تكبرهم واستعلائهم على الحق الذي جاء به ، وخوفاً على زعامتهم وطغيانهم ،وصدق الله العظيم : ﴿ قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ﴾ سورة الأنعام: الآية33

و أمر الرسول صلى الله عليه وسلم علي رضي الله عنه بتأدية هذه الأمانات لأصحابها في مكة ، ، رغم ذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان لينسى أو ينشغل عن رد الأمانات إلى أهلها

وقفه مع اختيار الصاحب والتضحيه من اجله

وتجلَّت هذه في أبْهَى صُوَرِها مع أبي بكر الصدِّيق، الذي ذهب كثيرٌ من المفسِّرين إلى أنَّه هو المقصود بالْمُصدِّق في قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ﴾ [الزمر: 33]،

فلَمَّا قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم -: (إنِّي أُريتُ دار هجرتكم ذات نَخْلٍ بين لابتين) وهُما الحرتان؛ “البخاري

تَجهَّز أبو بكر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلَّم -: (على رِسْلِك؛ فإنِّي أرجو أن يُؤْذَن لي)، فقال أبو بكروهل ترجو ذلك بأبِي أنت قال: نعم فحَبَسَ أبو بكر نفْسَه على رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لِيَصحبه، فانتظر أربعة أشهر يعلف راحلتَيْن كانتا عنده، حتَّى أذن الله بالهجرة، فلما أخبَره رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لَم يُصدِّق أنْ يكون صاحِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم حتَّى قال: “الصحبةَ بأبي أنت يا رسول الله” قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم نعم قالت امنا عائشة رضي الله عنها -: “فو الله ما شعرت قطُّ قبل ذلك اليوم أنَّ أحدًا يبكي من الفرح، حتَّى رأيتُ أبا بكر يبكي يومئذٍ”؛ البخاري

وعندما خرجا معًا، كان أبو بكر يتقدَّم النبِيَّ صلى الله عليه وسلَّم في ترَصُّد الأمكنة؛ حتَّى لا يصيبه أذًى، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قائلاً: يا أبا بكر، لو كان شيء، أحببتَ أن يكون بك دوني فقال أبو بكر: والذي بعثك بالحقِّ، ما كانَتْ لتكون من مُلِمَّة إلاَّ أن تكون بي دونَك فلما انتهَيا إلى الغار، قال أبو بكر: مكانك يا رسول الله، حتَّى أستَبْرِئ لك الغار

‏ رواه الحاكم في المستدرك

ومِنْ ثَمَّ استحق الصديق بجداره أن يتبوأ ذروة سنام الصديقين وأن يكون أحب الناس إلى قلب سيد البشرية

كما في الحديث الذى رواه البخاري من حديث عمرو بن العاص قلت يارسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي الناس احب إليك قال عائشة. قلت من الرجال قال أبوها. قلت ثم من قال :عمر رضي الله عنهم اجمعين

عفة رسول الله صلى الله عليه وسلم

عفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الراحله التي أعدها ابوبكر ورفض أن يأخذها الابثمنها



وايضا عفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرض عليه سراقة المساعدة فقال: (وهذه كنانتي فخذ منها سهماً فإنك ستمر بإبلي وغنمي في موضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حاجة لي فيها) . فحين يزهد الدعاة فيما عند الناس يحبهم الناس ، وحين يطمعون في أموال الناس ينفر الناس عنهم ، وهذا درس بليغ للدعاة إلى الله تعالى

وقفه مع إتقان التخطيط والأخذ بالاسباب



‏قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ) الأنفال:60

‏ فإن الهجرة تعلِّمنا كيف يؤدِّي التخطيطُ الجيِّد دَوْرَه في تحقيق النَّجاح، ومن أعظم أسُسِ التَّخطيط حُسْنُ توظيف الطاقات، وسلامة استغلال القدرات المتاحة، فالصَّدِيق قبل الطريق، والراحلة تُعْلَف وتُجهَّز قبل أربعة أشهر وبِسرِّية تامَّة

أخذا بعوامل السرية؛ فقد خرج من غير الطريق الذي اعتاده الناس في سفرهم إلى المدينة من أجل أن يلبس على القوم ويعمّي عليهم الأثر،

‏ وعليُّ بن أبي طالب يُكَلَّف بالنوم في فراش النبِيِّ صلى الله عليه وسلَّم تَمويهًا على المشركين وتخذيلاً لَهم،

كان الراعي عامِرُ بن فهيرة يسلك بقطيعه طريق الغار؛ لِيُزيل آثار الأقدام المؤدِّية إليه، ثم يسقي رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وصاحبَه مِن لبن غنَمِه.

ايضامن كمال التخطيط أنِ اتَّخَذ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم عبدالله بن أريقط دليلاً عارفًا بالطريق برغم كونِه مشركًا، ما دام مؤتَمنًا، متقِنًا لعمله؛ ولذلك أرشدَهم بِمهارته إلى اتِّخاذ طريق غير الطريق المعهودة

النساء في الهجره ‏

‏الدرس الاول

‏ ويتجلى دور المرأة المسلمة في الهجرة الشريفة من خلال الدور الذي قامت به امنا عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما حيث كانتا نعم الناصر والمعين في أمر الهجرة؛ فلم يخذلا أباهما أبا بكر مع علمهما بخطر المغامرة، ولم يفشيا سرّ الرحلة لأحد، ولم يتوانيا في تجهيز الراحلة تجهيزاً كاملاً، فقد حدثتنا عن ذلك فقالت : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه أتانا نفر من قريش ، فيهم أبو جهل بن هشام ، فوقفوا على باب أبي بكر ، فخرجت إليهم فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر قالت: قلت: لا أدري والله أين أبي قالت: فرفع أبو جهل يده وكان فاحشاً خبيثاً فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي قالت: ثم انصرفوا فهذا درس من أسماء رضي الله عنها تعلمه لنساء المسلمين جيلاً بعد جيل كيف تخفي أسرار المسلمين من الأعداء ، وكيف تقف صامدة شامخة أمام قوى البغي والظلم

‏ الدرس الثاني البليغ ، فعندما دخل عليها جدها أبو قحافة ، وقد ذهب بصره، فقال والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه ، قالت كلا يا أبت، ضع يدك على هذا المال. قالت فوضع يده عليه ، فقال لا بأس ، إذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا بلاغ لكم . ولا والله ما ترك لنا شيئاً ، ولكني أردت أن أسكن الشيخ بذلك وبهذه الفطنة والحكمة سترت أسماء أباها ، وسكنت قلب جدها الضرير ، من غير أن تكذب

‏ الدرس الثالث

‏ قولُ امنا عائشه رضي الله عنها متحدِّثة عن نفسها وأختها أسماء: فجهَّزْناهما أَحَثَّ الجَهازِ أسرعه، والجَهاز ما يُحتاج إليه في السَّفر،وصنَعْنا لهما سُفْرة الزَّاد الذي يُصْنع للمسافر في جِراب وعاء يُحْفَظ فيه الزاد ونَحْوه، فقطعَتْ أسماءُ بنت أبي بكر قطعةً من نِطاقها، فربطَتْ به على فَمِ الجراب، فبذلك سُمِّيَت ذات النطاقين؛ البخاري

وقفه مع دور الاطفال والشباب

سيدنا علي مازال طفلا صغيرايقول له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ليلة الهجرة: (نَمْ على فراشي؛ فإنه لنْ يخلصَ إليك شيءٌ تَكْرهه منهم فقَبِل عليٌّ التضحية فداءً لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بلا خوف ولا تَردُّد.

دور الشباب

، فيمثِّله عبدالله بن أبي بكر، قالت امنا عائشة رضي الله عنها -: “ثُم لَحِقَ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وأبو بكر في غارٍ في جبل ثَوْر، فكَمُنَا اختفَيا “فيه ثلاثَ ليالٍ، يبيت عندهما عبدالله بن أبي بكر، وهو غلامٌ، شابٌّ، ثقفٌ حاذق فطن، لَقِنٌ سريع الفهم، فيدلج من عندهما بِسَحَر” قُبَيل الفجر، فيصبح مع قريش بِمكَّة كبائتٍ، فلا يَسْمع أمرًا يُكيدان به إلاَّ وعاه، حتَّى يأتيَهما بِخَبَرِ ذلك حين يختلط الظَّلام” تشتد ظلمة الليل؛ رواه البخاري.

وقفه مع التوكل على الله



‏يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ﴾ [القصص: 85]، قال ابن عباس: “لَرادُّك إلى مكَّة كما أخرجَك منها”. فمَنِ الذي منع المشركين من أن يَعْثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وصاحبه، وقد وقَفوا على شفير الغار، حتَّى قال أبو بكر: “لو أنَّ أحدهم نظر تَحْت قدمَيْه لأبصرنا إنه الله؛ ولذلك كان جواب الرسول صلى الله عليه وسلَّم : ((ما ظَنُّك يا أبا بكر باثْنَيْن اللهُ ثالثُهما)؛ رواه البخاري. فإن التوكُّل سبيل النَّصر، فكلما كانت الظُّلمات، جاء الصُّبح أكثر انبلاجًا، ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ﴾ [يوسف: 110]،

‏ إنَّها جنودُ الله التي تصحب المتوكِّلين عليه،

‏ قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) (3) الطلاق

‏وقفه

‏ لماذا هاجر النبي صلى الله عليه وسلم سرا بينما هاجر عمر بن الخطاب فى وضح النهار متحديا قريش بأسرها، وقال كلمته المشهورة التى سجلها التاريخ فى صفحات شرف وعز المسلمين وقال متحديا لهم من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه، فهل كان عمر بن الخطاب أشجع من سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم نقول لا: لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أشجع الخلق على الإطلاق، ولكن أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسباب النجاة من التخطيط والتدبير والهجرة خفية واتخاذ دليل فى الصحراء، لتكون سنته في الأخذ بالأسباب مع الأمل والثقة في الله والتوكل عليه.

‏وقفه مع ‏المعجزات أثناء الهجرة

‏ تجلت معجزات وآيات وبراهين تؤكد صدق دعوى النبي صلى الله عليه وسلم , فهل رأيتم رجلاً أعزلاً محاصراً يخرج إلى المجرمين ويخترق صفوفهم فلا يرونه ويذر التراب على رؤوسهم ويمضي . وهل رأيتم فريقاً من المجرمين يصعدون الجبل ويقفون على الباب فلا يطأطيء أحدهم رأسه لينظر في الغار هل رأيتم شاة أم معبد الهزيلة يتفجر ضرعها باللبن

‏وقفه مع سراقه ابن مالك

‏، وكان من أولئك الشبان سراقة بن مالك فخرج في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قصّ سراقة نبأ متابعته ولحاقه بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلِجٍ، أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَقَالَ يَا سُرَاقَةُ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً بِالسَّاحِلِ، أُرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، قَالَ سُرَاقَةُ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ» حتى يفوز ويستأثر بالعطاء، فما لبث أن خرج خِفية من ظهر البيت، ركب فرسه وانطلق يقول: « حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُمْ، فَعَثَرَتْ بِي فَرَسِي، فَخَرَرْتُ عَنْهَا» ثم قمت « فَرَكِبْتُ فَرَسِي، تُقَرِّبُ بِي حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ لاَ يَلْتَفِتُ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ، سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الأَرْضِ» أي ذهبت في الأرض « حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، ثُمَّ زَجَرْتُهَا فَنَهَضَتْ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً، إِذَا لِأَثَرِ يَدَيْهَا عُثَانٌ سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ». فلما رأى ذلك يقول سراقة: «فَنَادَيْتُهُمْ بِالأَمَانِ فَوَقَفُوا، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنَ الحَبْسِ عَنْهُمْ، أَنْ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ، وَأَخْبَرْتُهُمْ أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الزَّادَ وَالمَتَاعَ، فَلَمْ يَرْزَآنِي وَلَمْ يَسْأَلاَنِي، إِلَّا أَنْ قَالَ: أَخْفِ عَنَّا » أي رد عنا من يطلبنا في هذه الجهة، يقول سراقة بعد أن قفل من النبي صلى الله عليه وسلم ورجع منه وأبي بكر: «فجعلت لا ألقى أحد في الطلب إلا رددته وقلت لهم: كفيتكم هذه الوجهة».
بواسطة (3.7مليون نقاط)
فسبحان مقلب القلوب خرج أول النهار جاهدًا عليهما طالبًا لهما وأمسى آخره حارسًا لهما رادًا الناس عنهما

لم يُرد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعود سراقة بن مالك رضي الله عنه خائبًا إلى مكة، فوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم سراقة بن مالك بأنّ له سواري كسرى جزاءً وثواباً له إن لم يخبر قريش بمكانه، وذلك عوضاً عن المكافأة التي وضعتها له قريش، فضحك سراقة رضي الله عنه لأنَّ ما وعده به الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحلم به سادات قريش، وكان هذا الأمر غريبًا عليه وعاد سراقة بن مالك إلى قريش ولم يخبرهم برؤيته لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فسواري كسرى خير له من الإبل التي جعلتها قريش جائزة لمن يأت برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان سراقة واثقاً بما وعده به رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرغم من عظم الوعد الموعود به ما قصة سراقة بن مالك مع عمر بن الخطاب بمرور الأيّام وتوالي الغزوات، انتصرت الجيوش الإسلاميّة ودخلوا المدائن فاتحين، وأخذوا ما فيها من الكنوز، وأرسلوا بها إلى الخليفة عمر بن الخطاب، فلمّا أتى عمر بن الخطاب بسواري كسرى، سأل عن سراقة بن مالك بن جعشم رضي الله عنه وعندما جاء إليه سراقة بن مالك رضي الله عنه سأله عن سبب طلبه له، فقال له عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان قد وعده بسواري كسرى إن أخفىت خبره عن قريش هذا وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لك هذا اليوم لهوم بر ووفاءفحقق سيدنا عمر وعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وألبس سراقة سواري كسرى، وبهذا تحققت نبوءة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا واحد من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلّم وصدقه



وقفه مع الهجرة الان

‏ هجرة المعاصي وما يُعْبَد من دون الله، قال الله تعالى: ﴿ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾ [المدثر: 5]،

‏وقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم « الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ » متَّفَق عليه.

‏وهِجْرة العصاة، ومُجانبة مُخالطة الكفار،

‏قال الله تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴾ [المزمل: 10]،

‏اخلاص النيه

‏وهو الذي لا عتاب فيه. وهجرة القلوب إلى الله تعالى، والإخلاص في التوجُّه إليه في السرِّ والعلانية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم -: « الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا ، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ » متفق عليه

وقفه مع ‏ الصبر واليقين طريق النصر والتمكين : فأصحاب الرسالات في هذه الحياة لا بد أن تواجههم المصاعب والمتاعب والمحن والابتلاءات ,

‏ فبعد سنوات من الاضطهاد والابتلاء قضاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة يهيأ الله تعالى لهم طيبة الطيبة ، ويقذف الإيمان في قلوب الأنصار ، ليبدأ مسلسل النصر والتمكين لأهل الصبر واليقين ,

‏قال الله تعالى : ” إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) (52) سورة غافر.

‏ وقال الله تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 126].



‏وقال الله تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160].

‏ وقال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 40، 41].



‏وقال الله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47].

‏ وقال الله تعالى: {وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [آل عمران: 13]



‏ وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 105 - 107].

‏ وقال الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع مدينة العلم، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...