صقر قريش :
من هو عبدالرحمن بن معاوية، وحفيد الخليفة الأمويّ هشام بن عبدالملك الملقب ب صقر قريش
اعزائي الزوار الكرام حياكم الله من أعماق قلوبنا من هنا من منبر موقع مدينة العلم madeilm سوف نقدم لكم ماكتب وعرض في كتب التاريخ عن الآتي :
من هو عبدالرحمن بن معاوية، وحفيد الخليفة الأمويّ هشام بن عبدالملك الملقب ب صقر قريش
تكون الإجابة الصحيحة كالتالي
هو عبدالرحمن بن معاوية ، وحفيد الخليفة الأمويّ هشام بن عبدالملك، الناجي الوحيد من بني أمية من فتك العباسيين بعد معركة الزاب عام 750م. فقد اختبأ مع أخ له في بيت ولما رأى الأعلام السوداء تقترب من البيت قرر الهرب وعبور نهر الزاب سباحة أما أخوه فقد اطمأن لوعد العباسيين وسلم لهم نفسه وقتلوه.
فر من العباسيين ليعيش متخفياً بين أخواله البربر خوفاً من ملاحقة الولاة المسيطرين على إفريقية، مثل عبدالرحمن الفهري فهرب منه إلى مكناس.
ثم انتقل إلى الأندلس ليحارب أصحاب السطوة والنفوذ فيها والثورات والقلاقل ويحارب الفرنجة أيضاً.
ويروى أن عبد الرحمن الداخل وهو بصدد التأسيس لدولته في الأندلس استمر يدعو لأبي جعفر المنصور الخليفة العباسي في بغداد على المنابر مُقِرّاً له بالخلافة، لم يرغب في فتح جبهات أخرى بإمكانه أن يرجئ أمرها إلى حين . وما ان أمسك بزمام الأمور حتى منع الدعاء للعباسيين، وسحب اعترافه الصوري بخلافتهم ولكنه لم يتخذ لقب أمير المؤمنين وكان يلقب بالأمير .
أسس الدولة الأموية في الأندلس التي استمرت زهاء 3 قرون .
توفي رحمه الله عن عمر 59 عاماً قضى منها 6 أعوام طريداً ملاحقاً و 34 عاماً في تأسيس الدولة وتوطيد الحكم .
ويطلق عليه أيضا لقب عبد الرحمن الداخل
علماً بأنّ الخليفة العبّاسي أبي جعفر المنصور الذي أطلق عليه لقب صقر قريش.
وَصف المُؤرِّخون صقر قريش بالعديد من الصفات الحَسَنة، وأشادوا به في سيرته، وأعماله.
عُرِف عن عبدالرحمن الداخل أنّه كان شاعراً جيّداً، وفصيحاً بليغاً.
ذُكِر من صفاته حُسن التوقيع، والعدل، والعلم. وقِيل عنه أنّه كان راجح العقل، حازماً، ذا فَهْم ثاقب، ونهضة سريعة، كما أنّه كان شُجاعاً، ومِقداماً.
لم يؤثر المنصب القياديّ لعبدالرحمن الداخل في أخلاقه الحميدة؛ فلم يُذكَر عنه أيُّ خُلُق ذميم، أو فاحش قَطّ، بل كان مَوضع مَديح من العلماء؛ لحُسن خُلقه، وعِلمه.
تأسيس الدولة الأمويّة في الأندلس
مع انتهاء عهد الولاة، ووقوع الأندلس في حالة من الفوضى، والدمار، ظهر صقر قريش، الذي واجه صعوبات كثيرة، فاعترضته ثورات مُتعدِّدة قُدِّر عددها بخمس وعشرين ثورة، أو يزيد، إلّا أنّه استطاع التصدّي لها، والانتصار عليها،
كان لعبدالرحمن الداخل سياسة خاصّة به في ما يتعلَّق بتأسيس دولته في الأندلس، وتتمثَّل بما يلي:
فَصَل عبدالرحمن الداخل الأندلس عن العالَم الإسلاميّ في المشرق،
ضَبَط عبدالرحمن الداخل الأمنَ في دولته؛ حتى يُسيطر على الأمور الداخليّة فيها، وذلك من خلال إنشائه لجهاز الشرطة الذي أُسنِدت إليه مُهمّة المُحافظة على الأمن الداخليّ، ومُلاحقة المُتمرِّدين، والعُصاة.
نَشَر عبدالرحمن الداخل العيون في الأندلس، وخارجها، وأحاط نفسه بمجموعة من الفرسان البارزين، والقادة؛ حتى تكون الدولة على أُهْبَة الاستعداد لأيّ طارئ، أو خطر خارجيّ.
لم يكتفِ عبدالرحمن الداخل بوضع سياسة خارجيّة لدولته فقط، بل إنّه اهتمَّ بشؤونها الداخليّة في مختلف المجالات، والتي نُوردها في النقاط الآتية:
اهتمامُه بالجيش:
حيث بنى جيشاً جديداً لدولته، واعتمدَ فيه على عنصر المُولِّدين، بالإضافة إلى البربر، والصقالبة، واليمنيّين.
اهتمَّ بإنشاء مصانع للأسلحة، كمصانع السيوف، والمجانيق. وعملَ جاهداً على تقوية الأسطول البحريّ الخاصّ بالجيش، وإنشاء موانئ عديدة، كميناء إشبيليّة، وبرشلونة.
كما خصص جزءاً من ميزانيّة الدولة؛ للإنفاق على الجيش.
اهتمامُه بالعلم:
أظهر عبدالرحمن الداخل اهتماماً كبيراً بالعِلم، والدين، فاهتمَّ بنَشْر العلم، واحترام العلماء. واهتمَّ بديوان القضاء، والقُضاة، والحِسبة.
وأولى اهتماماً كبيراً بالنهي عن المُنكَر، والأمر بالمعروف.
أنشأَ مسجد قرطبة الكبير الذي يُعتبَر من أهمّ المَعالِم الدينيّة، وأعظمها.
اهتمامُه بالجانب الحضاريّ:
اهنم عبدالرحمن الداخل بتشييد الحصون، والقِلاع، والحدائق، كحديقة الرصافة التي تُعتبَر من أكبر الحدائق في العَهد الإسلاميّ، وأسس أوّل دار في الأندلس؛ لسَكِّ النّقود الإسلاميّة.
الفِكر العسكري
تميَّز عبدالرحمن الداخل بفِكر عسكريّ دقيق؛ فقد كانت حياته في مجملها مليئة بالحروب، والنِّزاعات منذ أن سَقطَت خلافة الأمويّين، مروراً بهروبه إلى الصحراء فارّاً من العبّاسيين، بالإضافة إلى الثورات التي واجهَته عند تأسيس دولته في الأندلس، وحتى وفاته، وقد أظهر الداخل ملامح ذكائه العسكري في المُناوَشات، والثورات التي تَعرَّض لها، وتجلى ذلك فيما يلي.
المُباغتة والمُبادرة:
كان صقر قريش يُخطِّط بشكل دقيق؛ حتى يصل إلى هدفه، فلا يُتيحُ أيّة فرصة لخَصمه؛ لمُباغتَته، بل يُباغته هو، مما جعل أعداءه في مواقف تُقيِّد حُرّيتهم في اتِّخاذ القرار، أو تنفيذه، كما كان يفرضُ عليهم زمن المعركة.
الاقتصاد في القُوى:
مع وجود مجموعة كبيرة من التحدّيات في حياة الداخل، كان لا بُدّ من الاقتصاد في القُوى؛ من أجل استخدامها بأفضل صورة.
المُحافَظة على الأهداف:
اهتمَّ عبدالرحمن الداخل بالمُحافظة على أهدافه، وإعطاء الأولوية للأهداف المُهمّة.
الوفاة
تُوفِّي عبدالرحمن الداخل وهو في سِنّ التاسعة والخمسين، في قرطبة، عام 788م.، ودُفِن فيها، وقد كانت حياة الداخل مُقسَّمة إلى ثلاثة مراحل.
المرحلة الأولى:
الفترة التي سَبَقت سقوط الخلافة الأمويّة، مُدّتها 19 عاماً حيث قضاها ما بَين دمشق، والعراق .
المرحلة الثانية:
وكانت مُدّتها 6 أعوام عاشها فارّاً من العبّاسيين، وبَطْشهم، ومُخطِّطاً؛ لدخوله إلى الأندلس.
المرحلة الثالثة: واستمرَّت 34 عاماً، حَكَم فيها الأندلس حتى تُوفِّي فيها رَحِمَه الله.