موقف الشيعة من عثمان بن عفان رضي الله تعالى
يسعدنا زيارتكم في موقعنا مدينة الـعـلـم الذي يقدم افضل المعلومات النموذجية والاجابة الصحيحة للسؤال التالي
عثمان بن عفان من الرعيل الأول من الصحابة ، ومن أفضلهم بعد الصديق والفاروق.
زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنتيه الواحدة تلو الأخرى، فنال بذلك شرف مصاهرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف بـ"ذي النورين" بسبب ذلك.
كان حييا شديد الحياء ، رفيع التهذيب عالي التربية ، لين العريكة ، سمح النفس ، دمث العشرة ، لطيف الطبع، كثير الإحسان والحلم، من أحكم قريش عقلا وأفضلهم رأيا.
ولقد أحبه قومه بسبب أخلاقه الفاضلة وسيرته الحميدة وسلوكه المثلى ، حتى صار حبهم له مضرب المثل ، فقد كانت المرأة منهم ترقص ولدها قائلة له :
أحبك والرحمن حب قريش لعثمان
أسلم فكان من أتقى الناس وأورع الناس وأجود الناس وأسخى الناي وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد وأبلى البلاء الحسن.
تولى الخلافة بعد أبي بكر وعمر فسار بالناس بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه وتأسى بهم فأجمعت الأمة عليه.
ونتيجة اتساع رقعة الفتوحات في عهده ودخول طوائف شتى وأجناس مختلفة في حظيرة الدولة الإسلامية جمعت بين صفوفها حثالة من الحاقدين على الأمة بدأ أعداء الإسلام الداخليون يحيكون المؤامرات ضد المسلمين، وقد تولى كير هذه المؤامرات اليهودي عبدالله بن سبأ الذي أخذ يؤلب الناس على عثمان بن عفان زاعما أنه غير سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فجمع حوله ثلة من الغوغاء من مطايا الشياطين فوافوا المدينة النبوية وقتلوا الخليفة الراشد والصحابة ينظرون ولكن لا يستطيعون له شيئا بسبب قسمه عليهم أن يكفوا أيديهم وأن لا يريقوا في سبيله قطرة دم . فبكت قلوبهم قبل عيونهم وحزنوا عليه حزن من قتل وحيدها بين يديها وهي تنظر إليه .
ولا يزال المسلمون كلهم منذ ذلك الحين يبكون على تتابع الأسام وتوالي الشهور ذلك الخليفة المظلوم الصابر الذي آثر أن يفدي المسلمين بنفسه ويعصم دماءهم بدمه ويترضون عنه ويترحمون عليه ويشهدون بمآثره وفضائله ومناقبه فرضي الله عن عثمان وأرضاه.
إلا الشيعة فإنهم رغم ذلك كله تراهم يسلقومه بألسنة حداد ويوجهون إليه العديد من المطاعن دون أن يرقبوا قربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وشدة اختصاصه به .
ومن المطاعن التس وجهوها إليه :
أولا : طعنهم في أخلاقه رضي الله عنه :
حسن خلق عثمان رضي الله عنه من الأمور التي تضافرت الأدلة على إثباته فبلغت بمجموعها حد التواتر المعنوي حتى أنه لو أنكر إنسان حسن خلقه وسيرته الحميدة ومآثره النبيلة لقام الناس كلهم عليه وأشاروا بسباباتهم إليه : إن هذا القائل من الكاذبين .
ولست أدري كيف يستحل الشيعة الكذب ويأتون بما يناقض ما تواتر لفظا أو معنى مما يجعل من يقرأ ما كتبوه يصمهم بالكذب إلا أن يقولوا أن ذلك من التقية فلا أظن أن التقية تسوغ لهم معارضة الأمور المتواترة .
لذلك نجدهم قد وجهوا العديد من المطاعن إلى أخلاق الحيي الكريم عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ووصفوه بأنه زان مخنق يلعب به همه بطنه وفرجه ... إلخ .
فقد أطلقوا عليه اسم (نعثل) وذكروا أنه من أسماء ذكور الضباع وزعموا أن أنهم إنما أطلقوا عليه هذا الاسم لأوجه الشبه بينه وبين ذكر الضباع ، فذكر الضباع –كما زعموا- "إذا صاد صيدا قاربه -جامعه- ثم أكله" وعثمان رضي الله عنه –وحاشاه أن يوصف بما رماه به الشيعة من الإفك- "أتى بامرأة لتحد، فقاربها -جامعها- ثم أمر برجمها" –على حد زعم الشيعة-(الصراط المستقيم للبياضي 3/30 وانظر إحقاق الحق للتستري ص 306) .
وليس الأمر قاصرا عند الشيعة على اتهام عثمان رضي الله عنه بالزنا ، بل تعدوه إلى زعمهم أنه كان ممن يلعب به وأنه كان مخنثا ..." (الصراط المستقيم للبياضي 3/30 وانظر إحقاق الحق للتستري ص 306).
وقد نسبوا إلى علي رضي الله عنه –زورا وبهتانا- أنه قال عن عثمان : همه بطنه وفرجه:
فقد روى الكليني بسنده –في كتاب الكافي أحد أصولهم المعتبرة- عن علي بن أبي طالب أنه قال في إحدى خطبه :"سبق الرجلان، وقام الثالث كالغراب همته بطنه وفرجه، ويا ويحه لو قص جناحاه وقطع رأسه لكان خيرا له"(الروضة من الكافي للكليني ص 277-279 وانظر الجمل للمفيد ص 62. والطرائف لابن طاووس ص 417).
وذكر المجلسي في شرحها أن المراد بالثالث : عثمان بن عفان، وأن اللذين سبقاها هما أبو بكر وعمر (مرآة العقول شرح الروضة للمجلسي 4/278-279).
وزعم الشيعة أيضا أن عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يكن يبالي أحلالا أكل أم حراما.
فقد أسند الكليني أيضا -كذبا- إلى جعفر الصادق أنه قال :"إن ولي عثمان لا يبالي أحلالا أكل أو حراما، لأن صاحبه كان كذلك"(الروضة من الكافي للكليني ص 333).
ومرادهم بصاحبه : عثمان بن عفان رضي الله عنه .
وهذه المطاعن التي وجهها الشيعة إلى أخلاق عثمان رضي الله عنه إنما وجههوها إلى من أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه أن الملائكة تستحي منه (صحيح مسلم 4/1866-1867 ك فضائل الصحابة باب من فضائل عثمان رضي الله عنه).
وإلى من أخبر عن نفسه أمام جمع كبير من الناس –كان يمكنهم أن يردوا عليه لو كان كاذبا- بأنه ما زنى قط في جاهلية ولا إسلام (مسند أحمد 1/61-62-65 فضائل الصحابة له 1/464-465-466-495-496-508 وطبقات ابن سعد 3/67 وتاريخ المدينة لابن شبه 2/358).
ثم الشيعة بعد هذا يزعمون أنه كان زانيا ومخنثا ويلعب به و .. ، و.. إلخ ما أوردوه من الأكاذيب .
أما ما نسبوه إلى علي ، زاعمين أنه قال عن عثمان :"همته بطنه وفرجه" فكذب كله والثابت عنه رضي الله عنه مدح عثمان والثناء عليه فقد قال عنه مرة :"إنه كان خيرنا وأوصلنا"(فضائل الصحابة لأحمد 1/468) وقال عنه أخرى :"هو من الذين آمنوا ثم اتقوا ثم أمنوا ثم اتقوا ."(نفس المصدر 1/474. وقد صححه محقق الكتاب.).
وأقواله في مدح عثمان والثناء عليه كثيرة جدا وكلها تفند ما نسبه الشيعة إليه من قوله عن عثمان :"همه بطنه وفرجه" ، وتشهد بكذب الشيعة وافتراءاتهم على من يزعمون أنه إمام لهم .
ويرد ذلك ايضا ما ورد في سيرته رضي الله عنه في إمارته فقد ذكر عته أنه رضي الله تعالى عنه أنه كان يطعم الناس طعام الإمارة ويأكل هو الخل والزيت (ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة وقال –خرجه صاحب الصفوة والملائي والفضائلي.-الرياض النضره 2/44-).
فهل يكون متهما ببطنه من كان طعامه الخل والزيت؟.
ثانيا : زعم الشيعة الإثني عشرية أن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه كان منافقا كافرا . وقولهم بوجوب لعنه والبراءة منه :
يزعم الشيعة أن عثمان رضي الله عنه كان منافقا يظهر الإسلام ويبطن النفاق .
قال نعمة الله الجزائري -الشيعي- :"إن عثمان كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله ممن أظهر الإسلام وأبطن النفاق"(الأنوار النعمانية للجزائري 1/81).
وقال الكركي :"إن من لم يجد في قلبه عداوة لعثمان ولم يستحل عرضه ولم يعتقد كفره فهو عدو لله ورسوله ، كافر بما أنزل الله "(نفحات اللاهوت للكركي ق57/أ).
إذا : ليس الأمر قاصرا على تكفير عثمان رضي الله عنه بل تكفير كل من لم يبغضه ويكفره ويشتمه ويخوض في عرضه ويعنونكم أنتم أيها المسلمون.
ولم يكتف الشيعة بالحكم على عثمان رضي الله عنه بالكفر بل أوجبوا لعنه والبراءة منه (المصباح للكفعمي ص37. وعلم اليقين للكاشاني 2/768 والفصول المهمة للحر العاملي ص 170 ومفاتيح الجنان لعباس القمي ص212)، ومن يتصفح كتبهم يجد العجب العجاب .
ولا ريب أن هذا الصنيع يعد مخالفة صريحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد توعد الله من يخالف أمره بالفتنة في الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة قال تعالى : (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)(سورة النور 63).
فالرسول صلى الله عليه وسلم بشر عثمان رضي الله تعالى عنه بالجنة (صحيح البخاري 4/64 ك الوصايا باب إذا وقف أرضا) وزوجه ابنته رقية (صحيح البخاري 5/83 ك فضائل الصحابة باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه) فلما توفيت زوجه ابنته الأخرى أم كلثوم (الذرية الطاهرة النبوية للجولابي ص59) فلما ماتت أم كلثوم وحزن عليها عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لو كانت عندي ثالثة زوجتها عثمان"(طبقات ابن سعد 3/56).
ومعلوم أن المنافق والكافر لا يدخل الجنة بل هي محرمة عليه فكيف يتفق حكم الشيعة على عثمان بالكفر والنفاق مع بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم له بالجنة؟!
ثم كيف يزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان ابنتيه الواحدة تلو الأخرى وهو كافر منافق –كما زعم الشيعة-؟!.
فدل هذا على أن دعوى الشيعة قد خالفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بشر عثمان بالجنة ، وزوجه ابنتيه الواحدة تلو الأخرى لما عرف عنه من دين وخلق وفضل ، ومات عليه السلام وهو عنه راض(صحيح البخاري 2/213 ك الجنائز باب ما جاء في قبر عمر رضي الله عنه).
ثالثا : زعم الشيعة الإثني عشرية أن عثمان رضي الله تعالى عنه قتل زوجته : ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
يزعم الشيعة الإثنا عشرية أن عثمان رضي الله تعالى عنه قتل رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويستدلون على هذه الفرية بآيات زعموا كذبا أنها نزلت فيه ، والايات هي : قوله تعالى :"أيحسب أن لايقدر عليه أحد يقول أهلكت مالا لبدا أيحسب أن لم يره أحد ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين"(سورة البلد 5-10).
فقد روى القمي بسنده عن أبي جعفر الباقر –رحمه الله وحاشاه ان يكون صدر عنه شيء من هذا البهتان المبين- في تفسير هذه الآيات أنه قال :"قوله تعالى :"أيحسب أن لن يقدر عليه أحد" قال : يعني عثمان في قتله ابنة النبي صلى الله عليه وآله . "يقول أهلكت مالا لبدا" يعني الذي جهز به النبي من جيش العسرة "أيحسب أن لم يره أحد" قال : فساد كان في نفسه "ألم نجعل له عينين" يعني رسول الله : يعني رسول الله صلى الله عليه وآله . "ولسانا" يعني أمير المؤمنين (ع). "وشفتين" : يعني الحسن والحسين عليهما السلام."وهديناه النجدين" : إلى ولا يتهما..."(تفسير القمي 2/423 وانظر تفسير الصافي للكاشاني 2/819 والبرهان للبحراني 4/463 ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي ص74).
وأسند الكليني - في كتابه الكافي أحد المصادر الشيعية المعتبرة عند الشيعة- إلى أبي بصير قال :"قلت لأبي عبدالله (ع) : أيقلت من ضغطة القبر أحد؟ قال : نعوذ بالله منها، وما أقل من يفلت من ضغطة القبر، إن رقية لما قتلها عثمان وقف رسول الهل صلى الله عليه وآله على قبرها فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه ، وقال للناس: إني ذكرت هذه وما لقيت فرققت لها واستوهبتها من ضغطة القبر فوهبها لي"(الفروع من الكافي للكليني –ط حجرية- 2/222 . وانظر : حق اليقين لعبدالله شبر 2/83).
أما كيف قتلها -على حد كذبهم وافترائهم- : فقد زعم البياضي الشيعي أنه ضربها حتى ماتت (الصراط المستقيم للبياضي 3/34).
ويزعم الشيعة أن رقية كانت خائفة من عثمان وكانت تدعو الله أن ينجيها منه ومن عمله.
فقد روى شرف الدين النجفي بسنده أن أبا عبدالله جعفر بن محمد بن علي الصادق قال في تفسير قوله تعالى :"وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين"(سورة التحريم 11) أنه قال : "هذا مثل ضربه الله لرقية بنت رسول الله التي تزوجها عثمان بن عفان . قال : "ونجني من فرعون وعمله" : يعني من الثالث ، عثمان"(نقله عنه البحراني في البرهان 4/358 وقد وردت روايات أخرى أيضا ذكرت صراحة أن المراد بالثالث عند الشيعة : عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وقد أطلقوا عليه هذا اللقب لأنه ثالث الغاصبين بزعمهم. راجع تفسير القمي – ط حجرية-ص266 –ط حديثة- 2/107 وتفسير الصافي للكاشاني 2/173، 820 والبرهان للبحراني 3/133 ، 140-141 ، 4/463-464).
وقال هاشم معروف الحسني –وهو من الشيعة المعاصرين-:"وتشير المرويات الكثيرة(يقصد المرويات الكثيرة المتضافرة على الكذب عند الشيعة) أن عثمان بن عفان لم يحسن صحبتها ولم يراع رسول الله فيها فتزوج عليها أكثر من امرأة وماتت على أثر ضربات قاسية منه أدت إلى كسر أضلاعها..."(سيرة الأئمة الإثني عشرية لهاشم الحسيني1/67)
فالشيعة إذا سلفهم وخلفهم على أن عثمان رضي الله عنه قتل رقية.
ولا ريب أن مزاعم الشيعة هذه مزاعم باطلة تردها الأدلة الكثيرة :