خطبة جمعة رسائل وعبر الإسراء والمعراج
خطبة جمعة رسائل وعبر الإسراء والمعراج ما خطبه مكتوبة بالتشكيل قابلة للنسخ.
خطبه الجمعه قصيرة مؤثرة.
سلام الله عليكم بالخير والبركات أعزائي الزوار الباحثين عن خطب الجمعة، خطب أعياد المسلمين والمسلمات، خطب محطة التزود للتقرب والرجوع إلى الله. نرحب بكم من هنا من منبر موقع مدينة العلم www.madeilm.net يقدم لكم افضل الخطب المكتوبة الجاهزة للطباعة والقابلة للنسخ من هنا. وحيث نقدم لكم خطب الجمع المعاصرة, وكذلك خطب الجمعة في المناسبات الدينية والتواريخ الهجرية الجديدة، وكذلك نبث لكم الخطب المكتوبة والمشكلة والجاهزة التي تتحدث عن مايحدث في البلدان العربية. وإليكم نقدم لكم خطبة الجمعة بعنوان..خطبة جمعة رسائل وعبر الإسراء والمعراج ..
خطبة جمعة رسائل وعبر الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج.. رسائل وعبر
الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسا من العري، وهدى من الضلالة، وبصّر من العمى، وفضّل على كثير ممن خلق تفضيلاً..
فقيراً جئتُ بابك يا إلهي … ولست إلى عبادك بالفقير
إلهي ما سألت سواك عوناً … فحسبي العون من رب قدير
إذا لم أستعن بك يا إلهي … فمن عوني سواك ومن مجيري؟
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا محمدٍ، الذي أرسلتهُ كافةً للناس بشيراً ونذيراً، وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعدُ أيها الناس.. تمر علينا في هذه الأيام ذكرى عطرة مباركة طيبةٍ.. إنها ذكرى الإسراء والمعراج.. ولنا في هذه المناسبة وقفاتٍ لابُدّ منها، فلم تكن هذه الرحلة مَُجَرّدُ حادثٍ عادي، بل اشتملت كُلُّ دقيقة منها وكُلّ حدثٍ فيها على معان كثيرة، ودروس عظيمة، ورسائل إلى الأمةِ من بعدُ..
أيها الناس: لقد خَلَّدَ الله تعالى رحلة الإسراء والمعراج في سورتين من سور القرآن الكريم, سورة النجم و سورة الإسراء, التي سماها باسم هذه المعجزة, ليلفت أنظارنا إلى ما فيها من دروسٍ وعظاتٍ ورسائلُ وعبر, لتكون نبراساً للسالكين , وهدى للصالحين .
أيها الأحبة: رحلةُ الإسراء والمعراج لم تكن أيضاً مجردُ رحلةُ تسريةٍ وتسليةٍ لقلب النبي ﷺ فقط , بل كانت رحلة تربية وتهذيب لنا , وهذه بعض الرسائل التي تُرسِلُها إلينا هذه الرحلة المباركة , لعنا ننتفع بهذه الرسائلُ والدروس , فَنُحيي بِها النفوس.
أيها الأحبة: أولى هذه الرسائل: أن الله تعالى لا يُمكن أن ينسى أنبياءَهُ ولا أتباعِ أنبياءِه، ولا من يَسِيرونَ على هَديهم عند الشدائد والمحن..
فما أعظمها من محنةٍ عندما تفقدُ المسانِدُ والمواسي.. فكم حزن الحبيبُ ﷺ عندما فقد عمَّه أبو طالب الذي كان يؤازرُهُ ويدعمُهُ.. ثُم فقد خديجة زوجتُه التي كانت له مؤازراً آخر نَذَرَ نَفْسَهُ ومالَهُ من أجلِ دينِهِ ونُصرةً لنبيه ﷺ.. حتى سُمي هذا العام بعام الحُزن..
ثُم كانت تجرِبة الطائف، التي لقي فيها ﷺ ما لقي.. واشتدّت المحن.. وازدادت الكُرُبات.. وطال الحصارُ في شعبِ أبي طالب.. عندها كانت رحلة الإسراء والمعراج.. وكأن اللهَ تعالى يقول للحبيب ﷺ: إذا فقدتَ من يُسانِدُكَ؛ فإنا مولاكَ لا البشر.. إذا فقدتَ مَن يُعطيكَ من مالِهِ؛ فإنا الرزاقُ لا البشر.. إذا فقدتَ من يحنو عليكَ ويحميكَ؛ فأنا الرحمن القادر لا البشر..
ثُمَّ مَنَّ الله تعالى على نبيهِ ﷺ وعلينا بهديّة الصلاة.. وهي الرسالة الثانية التي يجبُ أن نقرأُها جيداً.. وكأن الله تعالى يقول للحبيب ﷺ: مهما عَظُمت المِحَن فإليّ الملجأ.. فيا أيها الناس.. مهما عَظُمَت مصائِبُكُم.. ومهما كَثُرت نَكَباتِكُم.. ومهما تداعت عليكم الأمم.. ومهما كَثُرت الفتن والمحن.. حتى ولو ازدادت أعداد الأسرى والشهداء. فقولوا:
{ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}.. قولوا: اللهم إليكَ نَشْكُوا ضَعْفَ قوتِنا وقلة حيلتِنا.. ألم يُعَلِّمُكُم ربُّكُم تبارك وتعالى بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}.؟.. ألم يكن الحبيب ﷺ إذا حَزَبَهُ أمرٌ هرع إلى الصلاة ؟..
أنت المنادى به في كل حادثةٍ … أنتَ الإلهُ وأنتَ الذخرُ والأملُ
أنت الرجاء لمن سُدَّت مذاهِبهُ … أنت الدليلُ لمن ضّلَّتْ به السُّبُلُ
إنا قصدناك والآمال واقعةٌ … عليك والكُلُّ ملهوفٌ ومبتهلُ
أما الرسالة الثالثة؛ فهي أن الله تعالى أسرى بعبده ﷺ إلى المسجد الأقصى، ثُمَّ عَرَجَ به إلى السماوات العُلا، ليُتيح له فُرصة الاطلاع على المظاهر الكُبرى، والمخلوقات العظيمة، فيمتلئُ قلبُهُ ثقةً في ربِّهِ العظيم، ويثبُت فُؤادُهُ على الحق.. فقد كانَ عقلُهُ ﷺ قادراً على تَحَمُّل ما سيرى، أما عُقولُ البشر سواه فإنَّ عُلماءهم عرباً وعجماً لم يستطيعوا حتى الآن فهم كُنه فيروس قُطرُهُ ( 1 ميكرون، أي 1 على ألف من المليمتر) فضلاً عن سماواتٍ عظيمة من الصعبِ وصفُها، فإن أقربَ نجمٍ من الأرض بعد الشمس يبعد عنها نحو خمسة سنواتٍ ضوئية، يعني مليارات الكيلومترات ، وهذا كُلُّهُ في السماء الأولى، التي هي كحلقةٍ في فلاة بالنسبة للثانية.. والثانية بالنسبة للثالثة هي كحلقةٍ في فلاة بالنسبة للرابعة.. وهكذا حتى السابعة.. والسابعةُ بالنسبة لعرش الرحمن جل جلالُه كحلقةٍ في فلاة.. وكأن الله تعالى يقولُ لنا: مُعجزة المعراج تدعوكم كي تفكروا في عظمة الخالق من خلال مخلوقاته.. قال الله تعالى: { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى} ويقول تعالى: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاًً}..
أيها الأحبة في الله.. ورسالةٌ أُخرى مفادُها أن دين الإسلام هو دينُ الفطرة السليمة والعقل الواعي.. فأثناء رحلة الإسراء قدّمَ جبريل عليه السلام للحبيب ﷺ إناءين أحدهما لبناً والآخر خمراً، فاختار النبي ﷺ اللبن على الخمر، فقال جبريلُ عليه السلام: هُدِيت إلى الفطرة.
وهذا يدُلُّ على أن الإسلام هو الدين الذي يُلَبّي نَوازِع الفطرة البشرية في توازن بين الروح والجسد، والمصالح والمفاسد، والدنيا والآخرة، بأوامرِهِ ونواهيه، فعندما يأمُر بتحريم الخمر واجتنابه فإنَّ هذا ما يُوافق الفطرة السليمة.. وعندما يأمر بالحجاب والعفة وترك السفور والفضيحة فإن هذا قطعاً ما يُوافق الفطرة..
وعندما يجعلُ للذكرِ مثلُ حَظّ الأنثيين، فإنّ ذلك ما يوافق الفطرة والعقل.. وهكذا مع كُلّ أمرٍ أنرَ به الإسلام أو نهي نهى عنه..
قال تعالى :{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } (الروم:30). أقولُ قولي هذا……….
الخطبة الثانية:
الحمد لله..
أيها الناس.. وَتُسَجّلُ رحلةَ الإسراء والمعراج رسالةً من أبي بكرٍ الصديق t إلينا تتمثل في موقف المسلم الصادق.. فقد جاءه زُعماءُ المشركين ليُشككوهُ في دينه ونبيهِ ﷺ ، فقالوا: هل لكَ إلى صاحبِكَ، يزعُم أنه أُسريَ به إلى بيت المقدس في ليلة واحدة، ونحن نضربُ لها أكبادَ الإبل شهراً!!، وظنوا أنّ قلبَهُ سَيَعدِلُ عن الحق، فقال لهم t: أو قال ذلك؟، قالوا : نعم ، فقال أبو بكر t: لئن كان قال فقد صدق، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة.. رضي الله عنه أبي بكر فقد استحقَّ لقب الصديق بِكُلّ جدارةٍ.
والرسالةُ إليكُم أيها المسلمون: أن كونوا من الصادقين الذينَ لا تهزُّهم الفتنُ والشُّبُهات.. ولا تُزعزعهم الشهوات.. فعد الشهوات التي يُلفِّقُها أعداءُ الدين ويُرَوّجونَ لها مثل كذبة رضاع الكبير.. وكذبة أن الدين انتشر بالسيف.. وغيرها فإن الصادق لا يتزعزع إيمانتهُ ولا يهتز قيد أُنمُلَة، فهو راسخ رسوخَ الجبال.. فالله تبارك وتعالى يقول: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً } (الأحزاب:36).
أيها الناس: ورسالةٌ أُخرى ظهرت فيها أهمية المسجدِ الأقصى بالنسبة للمسلمين، فقد أصبح مسرى رسولهم ﷺ ، ومعراجُهُ إلى السماء، إضافةً إلى كونهِ القبلة الأولى التي يُوَلّونَ وُجوههم قِبَلَها في صلاتهم إلى ربّهم جلّ جلالُهُ..
أما الربطُ بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام ففيهِ رسالةً إلى المسلمينَ كُلُّ المسلمين، بأن هذا المسجد في أعناقِكُم حمايتُهُ مِثلُهُ مثلُ المسجد الحرام.. وجب عليكم أن تشُدّوا الرحالَ إليه، كم تشدوها إلى المسجد الحرام.. في أعناقِكُم أن تُحرّروهُ من ظُلمِ الطُّغاة..مثلما تحرصوا على المسجد الحرام.. فهل من رَدٍّ على هذه الرسالة؟
أحبتي في الله: هذه ستةُ رسائل وَجَدتُها في صُندوقُ بريد الأمة الإسلامية، أرسلتها مُعجزة الإسراء والمعراج، وما زال في الصندوق الكثير جداً من الرسائل، فلم نفتح رسالة البراق وربطِهِ بحلقة الجدار الغربي للأقصى.. ولم نفتح رسالةَ سدرة المنتهى.. ولم نفتح رسالةَ رائحة المسك المنبعثة من قبر ماشطة بنت فرعون.. لم نفتح رسالةَ الحقائق التي رآها الحبيب ﷺ في الجنة والنار.. ولا رسائل الأنبياء السابقين التي أرسوها إلينا معه ﷺ عندما التقى بهم في السماء.. ولم نفتح أيضاً رسالةَ تجلية المسجد الأقصى للحبيب ﷺ وهو في مكة.. وغيرها من الرسائل التي تنتظركم أيها المسلمون.. تنتظركم أنتم.. نعم أنتم.. لتفتحوها وتتدبروها.. فهل من مُدّكر؟؟؟
اللهم يا موضع كل شكوى! ويا سامع كل نجوى! يا عالم كل خفية! ويا كاشف كل بلية! يا من يملك حوائج السائلين، ندعوك دعاء من اشتدت فاقته، وضعفت قوته، وقلّت حيلته، دعاء المضطرين، الذين لا يجدون لكشف ما هم فيه سوك.. اكشف ما بنا وبالمسلمين من ضعف وفتور وذل وهوان.. اغفر يا رب ذنوبنا وذنوب المسلمين.خطبة جمعة رسائل وعبر الإسراء والمعراج