0 تصويتات
في تصنيف معلومات عامه بواسطة (3.7مليون نقاط)

هل البشر كلهم من نسل نوح عليه السلام ؟

هل البشر كلهم من نسل نوح عليه السلام ؟

هناك معلومة تكاد تكون من المسلَّمات، وهي: أن البشر كلهم من نسل نوح عليه السلام فقط، وأنـهم من نسل (سام، حام، يافث) أبناء نوح عليه السلام، هذا قول باطل من نسج خيال اليهود الذي حرَّفوا التوراة واخترقوا أكاذيب كثيرة تسلل بعضها إلى كتب والتفسير.

بداية لم يذكر القرآن الكريم اسم أيّ من أبناء نوح عليه السلام، وحتى السنة النبوية لا نـجد فيها ذكرا لأسـماء أبناء نوح عليه السلام، فأسـماء سـام ، حـام ، يافث هي من نسج الخيال، فلا دليل يمكن الاعتماد عليه على صحة وجودها، وانتشار الـمعلومة بين الناس ليست دليلا على صحتها.

وأما الحديث المرفوع إلى النبي عليه الصلاة والسلام: "سام أبو العرب وحام أبو الـحبش ويافث أبو الروم ...." قال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند [33 / 299]: "إسناده ضعيف" انتهى. وعليه فإن (سام، حام، يافث) أسماء من نسخ خيال اليهود.

ماهو الدليل على بطلان ذلك القول:

قال تعالى: ﴿وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا * ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ (سورة الإسراء الآيتين 2 ، 3).

وفي هذه الآية إشارة واضحة أن بني إسرائيل ليسوا من نسل نوح عليه السلام بل هم ﴿ذرية من حملنا مع نوح﴾. فعشرات الرجال والنساء من الـمؤمنين الذين ركبوا مع نوح (الله وحده أعلم بعددهم)، ثم استقروا في الأرض المباركة (القدس) لم يعـقموا وتـنـقطع ذريـتهم، بل استمر نسلهم، وبنو إسرائيل من نسل هؤلاء بصريح القرآن الكريم.

دليل آخر

قال تعالى: ﴿أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾ (سورة مريم الآية 58). أي أن هؤلاء الأنبياء الذين ذكروا في سورة مريم، هم من ذرية آدم عليه السلام، ومن ذرية الـمؤمنين الذين رافقوا نوحا عليه السلام ومن ذرية إبراهيم ويعقوب عليهما السلام. فهذه الآية تشير إشارة واضحة إلى أن الـمؤمنين الذين صعدوا مع نوح عليه السلام لم يعـقموا، بل أنـجبوا، وكانت لـهم ذرية، ومنها جاء بنو إسرائيل وكثيـر مـن الأنبياء.

حسنا فأين نـحن من قوله تعالى ﴿وجعلنا ذريته هم الباقين﴾ (سورة الصافات الآية 77) 

الذي يقرأ الآية الكريمة يظن أن الناس قد هلكوا وبقي نوح وذريته، ولكن أين هم المؤمنون ونسلهم وأين ﴿ذرية من حملنا مع نوح﴾؟ وهل هناك تعارض بين الآيتين؟!

الجواب قطعا لا.  

لا تعارض بين الآيتين ولا يلزم أن نفهم من قوله تعالى:﴿وجعلنا ذريته هم الباقين﴾ أن الـمؤمنين معـه عليه السلام قد انقطع نسلهم، بل قد تناسلوا وحدث تزواج بين أبناء نوح وبنات أولئك المؤمنين، وبيـن أبنائهم وبنات نوح عليه السلام، فهو بـهذا أب لـهم جـميعاً (أحفاداً وأسباطاً)، فالـحسن والـحسين من ذرية النبي عليه الصلاة والسلام، مع أن نسبهما لعلي بن أبي طالب، ولكن السبط بـمنزلة الـحفيد. فأبناء أبناء وبنات نوح عليه السلام (أحفادا وأسباطا) هم ذريته.

لقد أصبحت معلومة (أن البشر كلهم من نسل سام وحام ويافث) حقيقة مسلَّمة عند أغلب الناس، مع أنه لا دليل عليها وتعارض صريح القرآن الكريم، وللأسف بنيت عليها أفكار وعقائد ودراسات وأبـحاث كثيرة، فصرنا نسمع مصطلح (الـحضارات السامية) للدلالة على الـحضارات التي عاشت في بلاد الشام والعراق قديـما، وبقي من تلك الحضارات العرب واليهود، وبعض الأقليات (السريان، الكلدانيين....).

بل وتعدى ذلك إلى علم اللغة، فتم تصنيف اللغات إلى أنواع، أبرزها اللغات السامية نسبة إلى سام بن نوح. والـحقيقة أن معـلومة وجود سام وحام ويافث لا تصح ولا دليل عليها، وكل معلومة أو بـحث أو دراســـة قامت على هذه الـمعلومة يـجب إعادة النظر فيها.

وأكرر القول: انتشار أي معلومة بين الناس، ليست دليلاً على صحتها، فالكذبة تبقى كذبة حتى لو صدقها كل البشر، العبرة بالدليل فقط. 

وكل الأكاذيب التي تعلمناها أن العرب واليهود من نسل سـام، والأفارقة من نسل حام، ويافث هو والد باقي الأمم..... . ما هي إلا خزعبلات من نسج اليهـود، انتقلت إلى التراث الإسلامي (الإسـرئيـليات)، وللأسف أصبحت حقيقة مُسلمة، مع أنـها تعارض ما جاء في القرآن الكريم، فالواجب تقديم القرآن الكريم على كل شيء، ثم السنة النبوية الصحيحة، فهما الـمصدران الوحيدان، اللذان يـمكن أن نعتمد عليهما في معرفة أخبار الأمم السابقة، وفي حال عدم ورود الـمعلومة (صريـحة أو إشارة) في القرآن الكريم أو في صحيح السنة النبوية، فإن الآثار الـمـلموسة للحضارات السابقة تعطي إشارات يـمكن أن نأخذ مـنها معلومات نبنى عليها حقائق.

أما ما يتم نـقله مـن هنا وهناك بلا توثيق، فهذا لا يعتمد عليه باحث مـحترم، وإن أكذب الحديث ما يبدأ بـــ: يُقال ، يُروى ، قال بعضهم .....، فإذا نظرت هذه الكلمات فاعلم أن وراءها كذبة.

بعضهم قام بـجمعها كلها في نسل يافث، ولا أعلم ما الرابط بين الأوروبيين والآسيويين (الصينيين والكوريين واليابانيين) وما الرابط بينهم جـميعا وبين الـهنود؟ . والصواب أن البشرية كلها جاءت من نسل نوح ومن آمن ونـجا معه، دون ذلك خزعبلات يـجب أن نطهر العقول منها.

إن قصة نوح عليه السلام حازت على اهتمام الإخباريين والقُصاص، وأدخلوا فيها ألوانا من الأكاذيب والـخزعبلات، كذباً على الله تعالى وأنبيائه عليهم السلام، وللأسف دخلت الكثير من تلك الـخزعبلات إلى كتب التفسير والتاريخ، فتساهل المفسرون والمؤرخون في النقل عن أولئك الإخباريين، وعن بني إسـ،ـرائيل، الذين حـرفوا التـ،ـوراة، وملؤها بالأكـ،ـاذيـ،ـب على أنبياء الله عليهم السلام، من باب (وحدثوا عن بني إسـ،ـرائـ،ـيل ولا حرج) نقلوا كل شيء عنهم، فأدخلوا قدرا كبيرا من أكـ،ـاذيـ،ـب اليهود على كتب متخصصة بتفسير القرآن الكريم، وكان الأولى بهم أن يـحرصوا على تـحري الدقة في كل معلومة يضعونـها فـي ثنايا كتبهم. 

#أبناء_نوح_عليه_السلام

من هم أبناء نوح عليه السلام 

والعجب كل العجب من تصديق كلام أخبث خلق الله (اليهود) الذين حـرفوا التوراة والإنجيل، وخصهم الله عز وجل بـمئات الآيات في كتابه الكريم، فـلم يتحدث القرآن الكريم عـن أمـة من الأمم كما تـحدث عن اليهود، ومع ذلك نأخذ كلامهم وخزعبلاتهم التي يـخالف أكثرها القرآن الكريم، ونبني على ذلك الكلام دراسات وأبـحاثاً، بل وعلوم كاملة تنبى على تلك الـخزعبلات، فمن الـمسلمات عند علماء اللغة أن هناك لغات سامية (نسبة إلى سام بن نوح)، ومـن الـمسلمات عند علماء التاريخ والاجتماع أن العرب واليهود من نسل سام، والأفارقة من نسل حام، والأوروبيين من نسل يافث، فأين ذهبت باقي الأمم؟

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (3.7مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
والعجب كل العجب من تصديق كلام أخبث خلق الله (اليهود) الذين حـرفوا التوراة والإنجيل، وخصهم الله عز وجل بـمئات الآيات في كتابه الكريم، فـلم يتحدث القرآن الكريم عـن أمـة من الأمم كما تـحدث عن اليهود، ومع ذلك نأخذ كلامهم وخزعبلاتهم التي يـخالف أكثرها القرآن الكريم، ونبني على ذلك الكلام دراسات وأبـحاثاً، بل وعلوم كاملة تنبى على تلك الـخزعبلات، فمن الـمسلمات عند علماء اللغة أن هناك لغات سامية (نسبة إلى سام بن نوح)، ومـن الـمسلمات عند علماء التاريخ والاجتماع أن العرب واليهود من نسل سام، والأفارقة من نسل حام، والأوروبيين من نسل يافث، فأين ذهبت باقي الأمم؟

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
سُئل يونيو 7، 2022 في تصنيف منوعات بواسطة مدينة الـعـلـم (3.7مليون نقاط)
مرحبًا بك إلى موقع مدينة العلم، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...