الخطبة الأولى
خطبة جمعة بعنوان(ومن شر ماخلق) مكتوبة جاهزة
خطبة جمعة بعنوان(ومن شر ماخلق) مكتوبة جاهزة
خطبه الجمعه
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، وجعله لعباده المؤمنين هدى وحفظا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه في كتابه: (وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون).
يا أهل القرآن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر رضي الله عنه: «يا عقبة، إنك لن تقرأ من القرآن سورة أحب إلى الله ولا أبلغ عنده من قل أعوذ برب الفلق». إنها سورة الفلق، من أعظم سور القرآن الكريم منزلة، ومن أكثرها فائدة، بشر صلى الله عليه وسلم أصحابه بنزولها مع سورة الناس فقال: «ألم تر آيات أنزلت الليلة، لم ير مثلهن قط؛ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس». فسورة الفلق تحمل معاني عظيمة، وفوائد جليلة، ففيها يحثنا الله عز وجل على اللجوء إليه في كل أمر، والاحتماء به من كل شر، فيقول سبحانه: (قل أعوذ برب الفلق). أي: أحتمي بالله تعالى، الذي يأتي بالصبح بعد الليل، ناشرا معه الضياء والطمأنينة والأمان (من شر ما خلق) أي: من شر كل المخلوقات، وجميع المضرات؛ فالمؤمن يتعوذ بالله من هذه الشرور، كما كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يتعوذ منها، فيناجي ربه قائلا: «أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته».
وخص الله عز وجل بالتعوذ أشد أوقات الليل فقال: (ومن شر غاسق إذا وقب) يعني ظلمة الليل إذا أقبل سواده. (ومن شر النفاثات في العقد) يعني الذين يسعون بالتفريق بين الناس، ويعكرون صفو حياتهم. وختم الله تعالى السورة الكريمة بالأمر بالتعوذ من الحسد؛ تنبيها على كثرة ضرره، فالحاسد يتمنى زوال النعمة عن غيره، قال عز وجل: (ومن شر حاسد إذا حسد).
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن تبع هديه.
أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله.
أيها المؤمنون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «اقرأ يا جابر» فقال: وماذا أقرأ بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «اقرأ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس». فقرأ جابر، فقال صلى الله عليه وسلم: «اقرأ بهما، ولن تقرأ بمثلهما».
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، وقرأ سورة الإخلاص والمعوذتين، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ثلاث مرات.
هذا وصلوا وسلموا على نبينا محمد، كما أمرنا ربنا سبحانه فقال: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
فاللهم صل وسلم على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين.
